لا نصر واضح ولا انسحاب ممكن: إسرائيل في دوامة غزة دون أفق حاسم

  • | الأحد, 27 يوليه, 2025
لا نصر واضح ولا انسحاب ممكن: إسرائيل في دوامة غزة دون أفق حاسم

     ذكر موقع "زِمَنْ يسرائيل" في تقرير له، الثلاثاء 16 من يوليو 2025م، أن الكيان الصهيوني يتعرض لخسائر يومية فادحة داخل قطاع غزة، خاصة بعد اشتداد القتال في شمال القطاع، وأن هذه الخسائر التي يتكبدها جيش الاحتلال تُبرز إلى أي مدى هم بعيدون عن تحقيق "نصر حاسم"، وتكشف عن الفجوة بين الهجمات المكثفة وبين تحقيق إستراتيجية محددة.

وتناول التقرير، الذي جاء تحت عنوان: "دون حسم ودون إستراتيجية... إسرائيل تغرق في غزة"، الأوضاع في منطقة بيت حانون، وهي المدينة الأبعد في شمال غزة والأقرب إلى مستوطنات الاحتلال، تلك المدينة التي اعتقد الاحتلال أنها لم تعد تُشكل تهديدًا بعد الدمار الذي لحق بيها خلال حرب الإبادة، نجدها قد عادت إلى الواجهة خلال الأسبوعين الماضيين؛ بسبب العمليات الاستثنائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية الباسلة، لتُذَكِّر الصهاينة بأن مفهوم "النصر الكامل" مفهوم وهمي، لا سيما حينما يتعلق الأمر بمقاومة مسلحة. حتى أن "حزب الله" في لبنان لم يُهزم تمامًا: صحيح أنه تلقى ضربة قاسية، وتعرض لهجمات مكثفة جعلته يمتنع عن الرد، إلا أنه لا يزال يمتلك ترسانة أسلحة تفوق ما لدى الجيش اللبناني. وتوصل كاتب التقرير إلى نتيجة مفادها أنه "من الواضح لكل الأطراف أن الحل يجب أن يكون سياسيًّا وليس عسكريًّا".

تشير التقارير الميدانية إلى أن عناصر المقاومة الفلسطينية يواصلون نشاطهم العسكري من منظومة أنفاق تحت الأرض، كما كشف جنود الاحتلال عن اعتماد المقاومة على تكتيكات متقدمة تشمل زرع كاميرات في أكوام نفايات، وتفخيخ المناطق التي تنشط بها قوات الاحتلال.

وعلى الرغم من القصف اليومي الذي يقضي على كل أشكال الحياة في المنطقة، لم يحقق جيش الاحتلال نتائج ملموسة في ظل الاستنزاف طويل الأمد الذي تتعرض له القوات، وتُشير التقديرات إلى أن السبب في ارتفاع القتلى في جيش الاحتلال يرجع كذلك إلى اكتظاظ القوات في مناطق العمليات، وقربها من مواقع المقاومة، إضافة إلى إنهاك قوات الاحتلال.

بين واشنطن وشركائها المتشددين: نتنياهو يناور بدون إستراتيجية واضحة

على الرغم من أن بنيامين نتنياهو ألمح مؤخرًا إلى استعداده لوقف حرب الإبادة، وظهر ذلك في ترتيب أهداف الحرب في خطاباته؛ حيث أصبحت قضية الأسرى تسبق القضاء على المقاومة الفلسطينية، فإن زيارته الأخيرة إلى واشنطن فشلت في التوصل إلى اتفاق، لتستمر الحرب، إرضاءً لوزيري اليمين المتطرف؛ وزير المالية سموتريتش، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير، حيث يحاول نتنياهو جاهدًا تحقيق التوازن بين الضغط الأمريكي –وفق التقرير- لوقف الحرب، ومطالب شركائه المتطرفين بمواصلتها لضمان بقائه السياسي، وربما في هذا السياق ظهرت فكرة (غزة حَدَشاه) أو ما يُطلقون عليه: "مدينة إنسانية" في جنوب قطاع غزة، بين محوري: صلاح الدين (فلادلفيا) وموراج.

وبينما تتطلب فكرة (غزة حَدَشاه) عزل المنطقة، ما يعني بقاء قوات الاحتلال في محور موراج، وهو ما يُفسر الإصرار الصهيوني على عدم الانسحاب من المحور، فإن الجهات الأمنية داخل الكيان الصهيوني ترى أن الجدول الزمني لإنشاء هذه المدينة غير واقعي، وقد يستغرق الأمر عامًا فأكثر، مع الغموض التام بشأن التمويل والإدارة.

جميع ما سبق يوضح أن هناك غيابًا لإستراتيجية واضحة داخل الكيان الصهيوني بخصوص حرب الإبادة؛ فقد فشلت خطة التهجير، ولم يتحقق الحسم العسكري في بيت حانون، أو خان يونس، أو ضواحي غزة، ويومًا بعد يوم يزداد تآكل شرعية الكيان الصهيوني عالميًّا، وتتزايد الصور الصادمة من غزة، وتتضح عدم قدرة نتنياهو على اتخاذ قرار وقف الحرب خوفًا على مستقبله السياسي وانهيار حكومته.

وفي الختام، يؤكد المرصد أن مدينة بيت حانون الباسلة أضحت أنموذجًا لفشل خيار الحسم بالقوة الغاشمة وبالإبادة الجماعية، ودليل على غياب الإستراتيجية الواضحة لدى الكيان الصهيوني، ما يُنذر بإطالة أمد الحرب دون مكاسب تُذكر؛ حيث لا يفكر نتنياهو إلا ببقائه في منصبه، وعدم تعرضه للمحاسبة القضائية، وفي سبيل ذلك لا يمانع من الاستمرار في الحرب التي لم يصبح لها هدف سوى سفك دماء المدنيين الفلسطينيين، والإمعان في تجويعهم وإبادتهم.

وحدة الرصد باللغة العبرية

طباعة