وجه كبار حاخامات الصهيونية الدينية رسالة إلى رئيس وزراء الاحتلال وأعضاء حكومته، يطالبون فيها بتغيير جذري في التعامل مع قطاع غزة. وتضمنت الرسالة دعوة صريحة للاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطواعية، وتجديد الاستيطان اليهودي في جميع أرجائه.
وأكد الحاخامات في رسالتهم أن النصر في الحرب الدائرة لا يمكن أن يقتصر على تدمير القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية وإعادة «الرهائن»، بل يجب أن يكون نصرًا جوهريًّا وطويل الأمد يتحقق بالسيطرة الكاملة على القطاع.
كما زعم الموقعون على الرسالة، ومن أبرزهم الحاخامات دوف ليئور، إلياكيم ليفانون، وشموئيل إلياهو، أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من «أرض إسرائيل» وله تاريخ يهودي عريق. واعتبروا أن التخلي عنه سيكون "تدميرًا أخلاقيًّا وأمنيًّا ووطنيًّا"، وأن العودة الكاملة إليه هي السبيل الوحيد لإعادة "الروح والعدل" للشعب الإسرائيلي.
وأفاد الحاخامات في رسالتهم أنهم يتلقون مناشدات من طلاب وجنود يطالبونهم بالتدخل لدى صناع القرار لضمان أن تستمر المعركة حتى تحقيق هدف واضح، وليس مجرد العودة إلى وضع يتكرر فيه الاحتلال والتسليم. وأكدوا أنه "طالما هناك حركات المقاومة الفلسطينية أو أية جهة معادية تجلس على الحدود، فإن إسرائيل لا تملك رادعًا حقيقيًا".
ودعت الرسالة إلى تغيير المفهوم السياسي تجاه غزة، من خلال البدء بإعادة استيطان الجزء الشمالي من القطاع، وإصدار أوامر للجيش بالسيطرة الكاملة على القطاع بأسره. واختتم الحاخامات رسالتهم بدعوة واضحة لرئيس الوزراء وأعضاء الكابنيت إلى "ترسيخ حقيقة واضحة: لن يتحقق النصر في هذه الحرب إلا عندما يعود ما أسموه بـ (شعب إسـرائيل) إلى قطاع غزة ليس كضيوف بل مالكين".
ردًّا على هذه الرسالة، يشير مرصد الأزهر الذي تابع هذه التطورات، إلى أن رسالة الحاخامات هذه ما هي إلا محاولة لتأييد قرار المجلس الوزاري الصهيوني المصغر باحتلال القطاع. وبهذا يتضح أن الاحتلال يسعى عبر جميع أذرعه، سواء السياسية أو الدينية أو العسكرية، إلى محو فلسطين من الوجود وطمس معالمها.