شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في ورشة عمل بعنوان: "تعزيز مهارات التفكير النقدي والوعي الرقمي للمفتين الشباب"، والتي نظمها مركز "سلام" لدراسات التطرف. جاءت هذه الورشة ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الدولي العاشر الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
هدفت الورشة بشكل أساسي إلى ترسيخ مبدأ "التفكُّر قبل التبنِّي"، وبناء القدرات الفكرية والرقمية للمفتين الشباب لمجابهة الخطاب المتطرف وحملات التضليل التي تستهدف المؤسسات والمفاهيم الإسلامية في الفضاء الرقمي.
أدار الورشة سماحة الشيخ مصطفى يوسف سباهيتش، مفتي بلجراد، بحضور نخبة من المسؤولين وخبراء الأمن الرقمي ورؤساء المراكز البحثية. وتضمنت مداخلات سلَّطت الضوء على مجموعة من القضايا، أبرزها: التفكير النقدي في مجال الإفتاء، والوعي الرقمي ومهارات التعامل مع المنصات، وإدارة السمعة الرقمية للمفتي والمؤسسة.
وخلال مداخلتها، قدمت الدكتورة رهام عبد الله سلامة، مدير مرصد الأزهر، رؤى مهمة، مؤكدةً أن "الأمية اليوم هي أمية الفهم، لا أمية القراءة والكتابة"، مُشددةً على أن تعزيز الوعي الرقمي للمفتين الشباب ضرورة مُلحة في هذا الزمن.
وحذرت من أن هذه الجماعات لا تطرح فكرها المتشدد مباشرةً، بل تستدرج الأفراد عبر محتوى ديني عام قبل جرّهم إلى دائرة التطرف، مما يؤكد أهمية الفهم العميق. كما نبهت إلى أن مخرجات الذكاء الاصطناعي، رغم شكلها الأكاديمي المُنظَّم، غالبًا ما تكون مزيفة أو تدور حول الإجابة الصحيحة دون تقديمها بدقة، ولا يمكن الاعتماد عليها في أمور دقيقة كالفتوى.
ودعت مدير المرصد إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والمراكز البحثية؛ لرصد المعلومات المغلوطة بدقة، وإعداد دليل شامل للمفتين الشباب لمواكبة تحديات العصر الرقمي.
يذكر أن المؤتمر الدولي العاشر لدار الإفتاء يُعقد تحت رعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعنوان: "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، بمشاركة دولية واسعة من كبار العلماء والمختصين.