بعد ورود أنباء عن اندلاع قتال داخل صفوف الجماعة.. هل أوشكت بوكو حرام على الاندثار؟!

وهل عجز تنظيم داعش عن استعادة السيطرة على فرعه في غرب إفريقيا؟!

  • | الأربعاء, 12 أكتوبر, 2016
بعد ورود أنباء عن اندلاع قتال داخل صفوف الجماعة.. هل أوشكت بوكو حرام على الاندثار؟!

في إطار متابعته المستمرة لنشاط الحركات الإرهابية في شتى أنحاء العالم، يتابع مرصد الأزهر الأنباء الواردة بشأن حالة الانقسام التي ضربت جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد والمعروفة إعلاميًّا باسم "بوكو حرام" مؤخرًا لا سيما بعد قرار تنظيم داعش تغيير زعيم الحركة أبو بكر شيكاو وتنصيب أبو مصعب البرناوي خلفًا له، إلا أن شيكاو نفى هذه الأنباء وأكد أنه لا يزال يدير الحركة، الأمر الذي كان بداية لسلسلة من الاضطرابات التي هزّت أركان الجماعة بقوة، فوجد الانقسام طريقه بين صفوف الجماعة بين مؤيد لشيكاو ومؤيد للبرناوي، ولم تتوقف موجة الانقسامات التي ضربت الجماعة عند حد الحرب الكلامية بأن يوجه كل منهما اتهامات للآخر بالخروج عن مبادئ الجماعة وعدم صلاحيته للقيادة فحسب، بل وصلت هذه الانقسامات لحد الاحتراب الداخلي في صفوف الجماعة، وذلك بحسب ما أفادت به مصادر أمنية بالبلاد مؤخرًا؛ حيث أوضحت مصادر بالجيش النيجيري أن مواجهات بين مقاتلين لبوكو حرام بعضهم البعض اندلعت في منطقة مونجومو Monguno بولاية بَرْنُو Borno على مقربة من بحيرة تشاد مما ينذر بسقوط متوقع بين لحظة وأخرى للجماعة التي تصدرت الجماعات الإرهابية الأشد خطرًا على العالم خلال عام 2015م، وسط تحركات من الحكومة النيجيرية للقضاء عليها واستغلال هذا الانقسام.
وقد أفاد أحد سكان المناطق التي يكثر بها انتشار مقاتلي بوكو حرام أن جماعة البرناوي قامت بهجوم على مناطق يسيطر عليها أتباع شيكاو، وأخبر البرناوي وأتباعه سكان القرى أن جماعة شيكاو "انحرفت عن الجهاد الحقيقي"، عندما قامت بقتل الأبرياء ونهب بيوتهم رافضين ممارسة شيكاو المفضلة وهي إرسال انتحاريين إلى مناطق مزدحمة بالناس ومهاجمة المسلمين بشكل عشوائي في المساجد مما أدى إلى خسارة تعاطف البعض ممن كانوا يرون أن بوكو حرام تحارب من أجل الدين وتحولت قناعتهم تلك ليكتشفوا أن الجماعة لا تحارب حقًّا من أجل الإسلام كما تزعم، وفي انتقاد ضمني للاستراتيجية التي سارت عليها بوكو حرام  خلال فترة ولاية شيكاو قال البرناوي: "ينبغي أن يركز مقاتلونا على محاربة المسيحيين في نيجيريا وهو الهدف الذي تجاهله شيكاو في السنوات الأخيرة.. نحن نستطيع تلغيم وتفجير الكنائس .. وقتل كل من يعبد الصليب"، في إشارة للنهج الجديد لبوكو حرام، مثل هذا التحول في استراتيجية الجماعة يمكن أن يعيد الدعم الشعبي لبوكو حرام كما يأمل البرناوي والي داعش الجديد على غرب إفريقيا، لا سيما إذا نجحت في استغلال التوترات الطائفية الموجودة في المناطق ذات الكثافة السكانية من المسلمين والمسيحيين؛ الأمر قد يشكل خطورة كبيرة جدًا قد تنتهي باندلاع صراع طائفي أوسع.
وعلى الصعيد الآخر يذكر أن هناك 18 من مقاتلي "بوكو حرام" استسلموا مع عائلاتهم للجيش النيجيري بعد اندلاع المواجهات بين أنصار شيكاو وأنصار البرناوي، ولعل الشقاق الحادث بين صفوف الجماعة جعل هؤلاء المقاتلين يفكرون في مدى مصداقية الجماعة ومزاعمها التي تستقطب الشباب من خلالها، ومن ثمّ اكتشفوا زيف ادعاءات هذه الجماعة وبطلان عقيدتها فتراجعوا عن تأييدها ورفضوا البقاء ضمن صفوفها.

 

      

      صورة لعدد من مقاتلي بوكو حرام

    يرجح أن أبو مصعب البرناوي بينهم

     الصورة نقلًا عن موقع Arabic.rt.com

 

 

      

                أبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام

                   المعزول من قبل داعش              

             الصورة نقلًا عن موقع Rudaw.net

 

 

 

تعليق المرصد:


من خلال ما سبق يرى مرصد الأزهر أن جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد والمعروفة إعلاميًا بجماعة (بوكو حرام) تحاول أن تظهر بصورة التماسك والثبات وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للجماعة في ظل حالة الارتباك والانقسام الشديد الذي يضربها خاصة بعد عزل زعيمها أبو بكر شيكاو وتنصيب أبو مصعب البرناوي خلفًا له، الأمر الذي جعل الجماعة تنقسم على نفسها بين مؤيد لشيكاو ومؤيد للبرناوي، ولم يكن غريبًا أن ترد هذه الأنباء حول وقوع اقتتال داخل صفوف الجماعة، الأمر الذي يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه الجماعة ومن على شاكلتها ما هي إلا جماعات ضالة مضلة تسعى لتحقيق مصالح ومكاسب بعيدة كل البعد عن الشعارات التي ترددها تلك الجماعات من إحياء الخلافة أو إرساء قواعد دولة إسلامية تحكم بما أنزل الله – كما يزعمون-.
وهنا نودّ أن نطرح عليهم وعلى من يسير على نهجهم ومن يتعاطف معهم بعض الأسئلة:
أين أنتم من شريعة الله ومنهجه القويم؟! أين أنتم من مبادئ الخلافة الراشدة؟!
أين أنتم من الإسلام ومبادئه السمحة التي أكدت على تكريم المرأة واحترامها وحفظ حقوقها؟؟!! متى سمح الدين الإسلامي بسبي النساء وإكراههن على الزواج؟ ومتى جعلَهنّ سلعةً للمقايضة عليها؟ ومتى جعل اتخاذ دروع بشرية أمرًا مباحًا وإن كانوا كفارًا؟ ومتى أعلن الإسلام الحرب على أتباع دين آخر لردهم عن عقيدتهم بالقوة وإجبارهم على الدخول في الإسلام؟ ألم يقطع الإسلام الطريق على أمثال هؤلاء بمنع الإجبار في الدين وقال بنص التنزيل: "لا إكراه في الدين" "لكم دينكم ولي دين" وهو في مقام الحديث عن الكافرين، فما بالكم بأهل الكتاب؟!
وختامًا يرى المرصد أن هذه الجماعة وغيرها من أذيال القاعدة وداعش التي تسفك الدماء وتنتهك الحرمات هنا وهناك ما هي إلا جماعات إفساد في الأرض، وأن كذبهم في الاستتار بالدين الإسلامي الحنيف صار مكشوفًا على رؤوس الأشهاد، ولعل ما يحدث في صفوفها من اقتتال لخير دليل على أنها لا تقاتل على بينة ولا عقيدة كما يزعمون، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!!


الروابط:

    http://www.independent.co.uk/news/world/africa/boko-haram-video-nigeria-chibok-schoolgirls-latest-news-terrorism-islamist-group-a7189831.html

    http://www.bbc.com/swahili/37076255

    http://www.bbc.com/news/world-africa-37076644

    http://www.bbc.com/swahili/habari-37304102

   http://www.wsj.com/articles/behind-boko-haram-s-split-a-leader-too-radical-for-islamic-state-1473931827

وحدة رصد اللغات الإفريقية

 

 

طباعة