خلاط العجين... أحدث استراتيجية داعش

  • | الإثنين, 31 أكتوبر, 2016
خلاط العجين... أحدث استراتيجية داعش

       بات تنظيم داعش الإرهابي يمثل الكابوس الأكبر الذي يهدد أمن وسلامة العالم بأسره... الخطر الأعظم الذي يستشري في جسد العالم، كما يستشري السرطان في الجسد المنهك، ربما تعود خطورة هذا التنظيم إلى دمويته، ووحشيته، وبربريته التي تخطت كل الحدود، لدرجة أنهم أصبحوا يتفننون في التعذيب والقتل والتمثيل بضحاياهم... لدرجة أن البعض بات يترحم على طرق الإرهاب التي تتبعها الجماعات الإرهابية (التقليدية) إن جاز التعبير.
    مؤخرًا، وحسب أحد التقارير الإعلامية المبنية على شهادة إحدى الأمهات السوريات، قام هذا التنظيم اللعين بقتل 250 طفلاً داخل خلاط العجين المتواجد في أحد الأفران، كما استخدم فرن الخبز لشوى البالغين وهم على قيد الحياة، فضلاً عن عمليات الصلب والذبح التي يقوم بها تجاه النساء والأطفال.
    تروي "أليس عساف"، الأم السورية المكلومة تفاصيل خاصة عن دموية هذا التنظيم... تفاصيل تقشعر لها الأبدان، ويندى لها الجبين، فتقول: "قبل نحو عامين كان داعش يقوم بقطع رؤوس الأبناء أمام أعين آبائهم... لم يتوقف أتباعه حتى هذا الحد، وإنما أرادوا أن يتفننوا في ابتكار وسائل تعذيب أخرى، تحمل بصمتهم الداعشية... أثناء إقامتي بسوريا، قام الدواعش بخطف ستة رجال أقوياء يعملون بأحد المخابز وإحراقهم داخل الفرن وهم أحياء، بعدها قاموا بأسر نحو250 طفلاً، أكبرهم يبلغ من العمر أربع سنوات، وقاموا بعجنهم داخل العجان الخاص بأحد أفران الخبر... ليس هذا فحسب، بل كانوا يقومون بنقل المئات من الفتيات إلى مدينة دوما السورية من أجل نحرهن".
        تسترسل السيدة "عساف" في كلامها فتقول: "كانت العناصر التابعة للتنظيم تستهدف في ذلك الوقت المسيحيين، فكانوا يقومون بقتل كل من يرفض تغيير اسمه إلى اسم إسلامي، وكان ابنها جورج من بين هؤلاء القتلى... قُتل لأنه رفض تغيير اسمه... فضَّل الموت، ورفض الإذعان إلى طلبي له بالاختباء.
انتهت شهادة السيدة "عساف"، ولم تنته معها المعاناة اليومية التي يعيشها أبناء الدول التي وقعت تحت الاحتلال التتاري الجديد (الاحتلال الداعشي)... انتهت شهادتها، ولم تنته دهشتنا من تلك الدموية والوحشية التي لم نرى لها مثيل، ولم يضاهيهم فيها سوى أعتى طغاة العالم، وإن كانوا أكثر رحمة من تتار العصر الحديث، حوادث بشعة يتعمد الدواعش تصديرها للعالم لزرع وبث الخوف، والرهبة، والذعر، والفزع في نفوس الشعوب والدول، وكل من يخالفهم في معتقدهم، ولعلنا لا ننسى ذلك المشهد الذي قاموا فيه بحرق الطيار الأردني "معاذ الكساسبة" وهو حي، وبعدها طرحوا استفتاء عن أفضل طريقة قتل مبتكرة، فأسهب مناصروه في اقتراحات دموية لا تخطر إلا في عقول شياطين الإنس، منها على سبيل المثال اقتراح بإدخال السباع الجائعة، والتماسيح لتلتهم أعداء الله – حسب كلامهم – وهم أحياء.
يقوم هذا التنظيم الإرهابي بممارسة وحشيته بدعوى تطبيق الشريعة، والتأسيس لدولة الخلافة، والحقيقة أن أخلاقهم، وممارساتهم، تتنافى كلّيًّا، وتتعارض مع ما جاء في صحيح الدين، فيقول المولى عز وجل في كتابه العزيز: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ويقول أيضًا « ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، قال عز وجل «لا إكراه في الدين» وغيرها من الآيات القرآنية التي تتنافى مع ما يرتكبه أيديهم.
وحسب ما ورد في السنة النبوية المطهرة... كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- في رحلة مع بعض الشباب، وفي خلال غيابه، ذهب اثنين من الشباب لعش الطير وأخذوا الصغار من العش وكانت الطير الأم تحلق فوق العش تبحث عن صغارها وتضرب بجناحيها من الحزن، وعندما أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم-  قال"مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا" أخرجه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم-  كذلك: (لا تمثلوا بالبهائم، لعن الله من مثل بالحيوان). إن الإسلام هو دين الرحمة، والرحمة فيه شملت الإنسان والحيوان والجماد، وإذا كانت الشريعة التي جاء بها النبي - صلى الله عليه وسلم-  تنهى عن التعدي على الحيوان، فهي تنهى كذلك عن ظلم الإنسان والتعدي عليه بلا شك، ورغم ذلك يأتي ذلك التنظيم الوحشي (داعش) بشعارات إسلامية، وبنصوص يقوم باجتزائها، وإخراجها من سياقها في محاولة منه لإيهام أتباعه وغيرهم بأنه صاحب الراية الإسلامية الصحيحة، وهو ما يتنافى مع الواقع، لأنه مجرد حفنة من قطاع الطرق، واللصوص، والمجرمين المختلين نفسيًّا، والمحسوبين زورًا على المسلمين ودينهم الحنيف.

وحدة رصد اللغة الأردية

 

طباعة