تسعى الشريعة الإسلامية لتحرير الناس من كل أنواع العبودية لغير الله عز وجل وقد جعل قضية الإيمان والكفر قضية بين العبد وربه... لقد علمنا خير خلق الله أن نُعامل الناس بما تتلفظ به ألسنتهم وألا نحكم على قلوب الخلق وألا نقيم محاكم تفتيش للمؤمن والكافر، فلا يعلم ما في القلوب سوى رب العالمين... لنا الظاهر والله يتولى السرائر، وهو وحده من يحاسب عباده.
أما ما يقوم به التنظيمات الإرهابية الآن من تكفير كل مخالف لهم، وكل من لا ينتهج نهجه الدموي لهو شطط لا علاقة له بدين الله لا من قريب أو بعيد. فهؤلاء يخالفون كل ما جاءت به تعاليم الإسلام الصريحة في هذا الشأن، فقد حذر رسول الله أن يكفر المسلم أخاه أو أن يستبيح دمه، أو أن يستحل ماله وعرضه.
تُطلق الجماعة التكفيرية مصطلح الكفر والردَّة على جموع المسلمين الذين يخالفون آراءهم المتطرفة ليستبيحوا قتلهم وتدمير ديارهم! فمن أين استقى هؤلاء تعاليمهم؟! وقد عرّف النبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان في الحديث الصحيح حينما سأله جبريل (عليه السلام): «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» (رواه البخاري ومسلم)، وقد أجمعت الأمة أن الإيمان عمل القلب ولا يخرج منه إلا جحد ما أدخل فيه. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما» (صحيح البخاري،5/2264).