أولاً: يناقض كلا من الغلو والتطرف ما تُبنى عليه الشريعة الإسلامية من السماحة واليسر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يسروا ولا تُعسروا».
ثانياً: في الغلو والتطرف مشقة على النفس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ هذا الدِّينَ متين، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ، والقصد القصد تبلغوا».
ثالثاً: يؤديان إلى الخروج عن الدين الصحيح، فعن أبي سعيد الخدري قال: بعث علي وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة(قطعة صغيرة من الذهب) في تربتها فقسمها بين الأقرع بن حابس الحنظلي، ثم أحد بني مجاشع، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري، ثم أحد بني كلاب وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان فتغيظت(ظهر عليها الغيظ) قريش والأنصار فقالوا يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا قال :"إنما أتألفهم"، فأقبل رجل غائر العينين، ناتئ(بارز) الجبين، كث(كثيف) اللحية، مشرف الوجنتين، محلوق الرأس، فقال: يا محمد، اتق الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن يطيع الله إذا عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني"، فسأل رجل من القوم قتله، أراه خالد بن الوليد، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إن من ضئضئ(أصل يخرج منه فروع) هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ،يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد".
رابعاً: أنه سبب لهلاك الأمم؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق الإشارة إليه : « فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
خامساً: أنه بدعة في الدين ، قال صلى الله عليه وسلم« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعا (مقطوع الأذن)، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ من بعدي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»...(بتصرف)