أنزل الله القرآن الكريم على نبيه "محمد" باللغة العربية، فكان ولابد لكل دارس وعالم في الدين الإسلامي أن يتعلم اللغة العربية الصحيحة وأن يعرف قواعدها وأسسها وأصولها؛ ليستطيع بذلك فهم واستيعاب الخطاب الديني. ولهذا اشُترط فيمن يتكلم في الدين أن يكون على علم بلغة هذا الدين؛ حتى يتمكن من فهم ما يفهمه العرب من الخطاب الديني الموجّه لهم على لسان سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وحتى يكون أمينًا فيما ينقله من القرآن أو السنة، سواء باللغة العربية أو بترجمته لمسلم لا يستطيع التحدث بها، فقد يحاول أحد نقل الحديث بالمعنى الذي فهمه منه وليس بالمعنى المراد من لغة العرب أو المفهوم من نصّ الحديث.
تضرب التنظيمات المتطرفة بأمانة النقل عُرضَ الحائط؛ فأتباعُهم لا يكتفون بانتزاع الآيات والأحاديث والأحكام من سياقاتها وملابساتها، بل يستغلون جهل المتلقي الغربي بالعربية وبالمَراجع الدينية، والذي تقتصر ثقافته العربية على بعض آيات من القرآن وبعض الأحاديث، فهم يقومون بترجمة جزء من الآيات والأحاديث ويتجاهلون الجزء الآخَر؛ حتى يبدوَ للمتلقي أنها أوامر الله، تعالى سبحانه وتعالى عما يدّعون. وللأسف نتج عن هذا العبث الفكري والديني أن ترَك الشباب بلادهم بحثًا عن (الدين الحقيقي) الذي تدعو إليه هذه الجماعات، وما هو إلا تدليسٌ وافتراء.
أيها الشبابُ؛ حكّموا عقولكم قبل أن تستمعوا إلى أحد، وخُذوا دينكم بالتلقي عن المؤسسات المختصة بعلوم الإسلام، لا من أشخاص يَتّخذون منه ستارًا لأغراضهم وأهوائهم الضالة.