إن الأدلة والبراهين التي تمنع تكفير المسلم واضحة جلية ومستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ومن تراث الإسلام الناصع واستطرادًا لما تم ذكره من الأدلة القرآنية التي تمنع تكفير المسلم، نذكر الأدلة والبراهين من السنة على حرمة تكفير المسلم.
في السنة المطهرة تأكيد على حرمة تكفير المسلم في أحاديث كثيرة، منها قوله-عليه الصلاة والسلام- في صحيح البخاري ومسلم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلَّا رجعت عليه". وهذا القول الشريف لسد باب التكفير، الذي يحاول المتشددون الدخول إليه بأية وسيلة كانت.
بل في الحديث الكريم تهديد وعيد أخروي ينتظر كل من حاول أن يسب المسلمين بسبب أعمالهم، ويخرجهم من دائرة الإيمان-وقد أسلفنا الذكر في حديث نقل عن المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه لا يعادي المصلين، ولا يشق عن قلوب الناس-بل توجد رواية عن ثابت بن الضحاك"...ومن رمى مؤمنا بكفر، فهو كقتله"
قال الإمام النووي:" في تأويل الحديث أوجه: أحدها أنه محمول على المستحيل لذلك...والوجه الثاني معناه: رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره"
وهناك العديد من الروايات التي تؤكد على عدم التسرع في التكفير، وأن أهل العلم والقضاء هم من يدركون بحق الحكم في ذلك، بل إن أكابر علماء الأمة شددوا بقوة على مجابهة المكفرين، وبيان غلوهم، وفضح مقولاتهم، واستصغار علومهم ووصفها في هذا الأمر بالانحراف الكامل...(بتصرف)
د. عبد المنعم فؤاد