إخوة الأنبياء وعالمية الإسلام (3)

عالمية الإسلام

  • | الخميس, 28 سبتمبر, 2017
إخوة الأنبياء وعالمية الإسلام (3)

شاء الله عز وجل أن تكون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة الرسالات السماوية، وهذه الرسالة التي أنزلها الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلغت ذروة الكمال، وجاءت دعوة إنسانية عالمية، لا تخاطب قوما بأعيانهم، ولا جنسا بذاته، وبعد أن كان الموكب الكريم من الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - يرفع راية التوحيد، ويهتف كل بقومه: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}  سورة نوح ،{يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}. . . إلخ ( سورة الأعراف الآية 59)، جاء خاتم النبيين وجامع كلمة المرسلين فجمع الرايات كلها تحت راية واحدة، وجعل ينادي الناس جميعا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ( سورة البقرة الآية 21)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ}  (سورة النساء الآية 174)، {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} (سورة إبراهيم الآية 52)، بل هو بلاغ لكل من بلغه خبره وانتهى إليه أمره في عصره وفي سائر العصور إلى يوم القيامة: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (سورة الأنعام الآية 19)، والجن والإنس في هذا الخطاب والبلاغ سواء: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}. وهناك العديد من الآيات التي تعلن أن هذا القرآن ذِكْرٌ لجميع العالمين:

منها قوله تعالى [إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ] (يوسف: 104) ، وقوله تعالى  [وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ] (القلم: 52) ،

إن رسالة الإسلام التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم أقامت مفهوم العالمية على أن الدين واحد من الأزل إلى الأبد وأن الأنبياء إخوة في التعريف بالله والدلالة عليه واقتياد البشرية إليه.. وأن القرآن الكريم جمع في سياقه الباقي كل ما تناثر على ألسنة النبيين من عقائد وفضائل ولذلك فإن الإيمان بهم جميعا مطلوب والكفر بأحدهم انسلاخ من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم نفسه ، والغرض من ذلك كله منع المسلمين من تنقيص أحد من الأنبياء عليهم السلام، ومن التعادى بين الناس لأجلهم، فإن محمدا عليه الصلاة والسلام رفض رفضا باتا أن يكون للعرق، أو اللون أو القوة أو الثروة أي رجحان من موازين الكرامة الإنسانية، والمحور الذي دار عليه الإسلام هو التوحيد والعبادة والتشريع والوجهة والولاء، {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِه}

إن الخلق الزاكي لغة إنسانية عالمية تعجب وتقنع، وبهذه اللغة تفاهم الصحابة والتابعون مع الشعوب التي عرفوها وعرفتهم فدخل الناس في دين الله أفواجا.

فالقدوة الحسنة تفرض احترام العقيدة والحفاوة بها وهذه القدوة ليس دورا تمثيليا يؤدى بالخداع واجتذاب المشاهدين كلا كلا فحبل الكذب قصير.

 

طباعة
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.