إخوة الأنبياء وعالمية الإسلام (4)

مقتضيات عالمية الإسلام

  • | الإثنين, 2 أكتوبر, 2017
إخوة الأنبياء وعالمية الإسلام (4)

إن عالمية الإسلام تفرض على أتباعه جملة من الصفات ، ومنها ما يلي :

1 – على المسلمين أن يقدموا من سلوكهم الأسوة والقدوة في الحفاظ على الكرامة الإنسانية  ونرى هذه الحقيقة تتبلور - منعكسة إلى واقعيات الحياة - على لسان الفاروق - رضي الله عنه - حينما امتنع ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - وهو والي مصر وفاتحها وفي قمة مجده وعزة سلطانه عن توفية القصاص من نفسه لأجل صفعة صفعها أحد الأقباط؛ حيث قال الفاروق – رضي الله عنه -: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟

2- تحقيق العبودية لله وحده والإنقاذ من عبودية البشر؛ فقد هدى القرآن ذلك الإنسان الذي ضل عن سبيل الهدى إلى أفضل وسائل النجاة والخلاص عن عبودية البشر وهو عقيدة التوحيد التي لا تعرف للبشر رباً غير الله، ولا تعطي أية فرصة لأن يتخذ بعض الناس بعضهم أرباباً من دون الله: [قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ] (آل عمران: 64) ،

3- إغاثة المظلوم ونصرة المستضعف وحمايتهما والنصفة لهما من الظالم .

فقد أتاح القرآن ملجأً شرعياً هاماً لجميع المستضعفين والمظلومين في أنحاء المعمورة، وجعل الدفاع عن المظلوم والمستضعف من وظائف المسلمين فرداً وجماعة، وانطلاقاً من هذا أخذ الدفاع عن المظلوم - لا عن دمه فقط بل عن دمه وعرضه وكرامته - محلاً رئيساً له في الفقه الإسلامي تحت عنوان: «باب الصيال» ويرى الفقه الإسلامي انطلاقاً من النصوص في إغاثة المظلوم الثابتة في الكتاب والسنة التي سنذكر بعضها منها أن المسلم إذا لم يدافع عن المظلوم يأثم ويستحق العذاب.

فمن تلك النصوص: [وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ القَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِياًّ وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً] (النساء: 75) ، وقوله تعالى [وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ] (إبراهيم: 42) ،

كما نجد تلك الحقيقة الناصعة والسمة الحضارية القرآنية التي هي من أكثر

الأمور تحريكاً للعجلة الحضارية تتجلى كواقعة حياتية لا مثالية تبقى بين الخيالات

المرغوبة والأحلام الحلوة على لسان الصدِّيق رضي الله عنه في أول خطبته التي

ألقاها حينما انتخب خليفة للمسلمين وهي أول خطوة إجرائية في خلافته؛ حيث قال:

«أما بعد: فإني وليت عليكم ولست بخيركم، واعلموا أن القوي فيكم ضعيف

عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق» .

طباعة
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.