أَسَبَّابُ اِنْتِشَارِ ظَاهِرَةِ التَّكْفيرِ

  • | الأحد, 10 ديسمبر, 2017
أَسَبَّابُ اِنْتِشَارِ ظَاهِرَةِ التَّكْفيرِ

وَمِمَّا لَا شُكَّ فِيهِ أَنَّ هُنَاكَ أَسَبَّابًا ودواعٍ جَعَلَتْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ، ثَقَافَة التَّكْفيرِ لَا يُرَاعُونَ خُطُورَة مَا يَحْمِلُونَهُ، وَيُرَوِّجُونَهُ، وَلِعَلَّ مَنْ أَشَهْرهَا مَا يَلِي:

1 / أسْبَابٌ فَكَرِيَّةٌ، وَمِنْ أَهَمِّهَا: الْجَهْلُ بِسَمَاحَةِ الْإِسْلَامِ وَشَرِيعَتِهِ، وَقُلَّة التَّحْصِيلِ الْعَلْمِيِّ فِي ذَلِكَ. وَقَدْ رَأْيَنَا كَيْفَ فَعَلَّ الْجَهْلَ بِالدِّينِ وَتعَاليمِهِ مَعَ وَاحِدِ مِنْ وَلَدِي آدَمَ عَلَيهِ السّلَامَ- حَيْثُ قَدَمًا قُرْبَانًا، فَتَقْبَلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يَتَقَبَّلْ مَنّ الْآخِرِ، وَقُتِلَ الْجَاهِلُ أَخَاهُ، وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي قَوْلهُ تُعَالَى:" وَاُتْلُ عَلَّيْهِمْ نَبَأ اِبْني آدَم بِالْحَقِّ"( الْمَائِدَةَ: 27)

2 / حَدَاثَة أَسِنَانِ مِنْ يَحْمِلُونَ هَذِهِ الثَّقَافَةَ، وَعَدَمُ عِنَايَةِ الْمُجْتَمَعِ بِتَبْصِيرِهُمْ.

3 / وَسَائِل الْإعْلَاَمِ، وَنُشَرُ بَعْضُهَا لِبَرَامِجِ تُسِئْ إِلَى الْقِيَمِ والأخلاقيات ؛ الْأَمَرَّ الَّذِي جَعَلَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابَ لَا يَصْدُقُونَ أَنْ هُنَاكَ طُرُقًا لِلْإِصْلَاحِ.

4 / تَكَاسُل بَعْضِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقِيَامِ بُدورَهُمْ فِي تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةِ الشَّرْحِ وَالتَّوْضِيحِ، وَالرَّدِّ عَلَى الْمُشَكِّكِينَ فِي الْإِسْلَامِ، مِمَّا جَعَلَ الشَّبَابُ يَبْتَعِدُونَ عَنهُ.

5 / كُبِتَ الْحُرِّيَاتِ أحيانًا، وَإِيدَاعُ بَعْضِ الشَّبَابِ فِي السُّجُونِ فِي اللآونة الْأَخِيرَةِ، وَعَدَمُ مُحَاوَرَتِهِمْ مِمَّا جَعَلَهُمْ يَنْقِمُونَ عَلَى الْمُجْتَمَعِ بِكَلِّ أَطْيَافِهِ.

6 / بِالْإضَافَةِ إِلَى أَنْ هُنَاكَ مَوَاقِعَ فِي كُتُبِ التُّرَاثِ خَطِيرَةً، وَغَيْرَ مُوَضِّحَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ، وَيَمْكُنُ أَنْ نَطْلَقَ عَلَيهَا تُرَاثَ الْغُلُوِّ، وَهِي قَدْ تَنْتَسِبُ بِصُورَةٍ أَوْ بِأُخْرَى لِتُرَاثِ الْخوَارجِ الَّذِينَ حَذَّرَ مِنهُمْ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَبَق، بَلْ وَرَفَضَتْهُمْ جَمَاهِيرُ الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ قَدِيمًا وَحَديثًا. لِذَا ؛ وَجَبَ تَحْدِيدُ إقَامَةٍ لِأَفْكَارِهِمْ، وَبَيَان الْوَجْهِ السَّمْحِ فِي التُّرَاثِ لَا الْوَجْهِ التَّكْفيرِيِّ الْمَرْفُوضِ.

طباعة
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.