أخر الأخبار


27 أبريل, 2025

وسط إفريقيا تحت مجهر مرصد الأزهر: انخفاض في الهجمات الإرهابية وارتفاع مأساوي في الضحايا خلال مارس 2025

     يواصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعته الدقيقة لتطورات المشهد الأمني في القارة الإفريقية، وخلال شهر مارس 2025، رصد المرصد ثلاث عمليات إرهابية نفذتها التنظيمات المتطرفة في منطقة وسط إفريقيا، خلفت وراءها فاجعة إنسانية تمثلت في مقتل 124 شخصًا وإصابة 59 آخرين.
مفارقة مارس: عمليات أقل... وخسائر بشرية أفدح مقارنة بشهر فبراير
المثير للانتباه في إحصائيات شهر مارس هو الانخفاض الملحوظ في عدد العمليات الإرهابية بنسبة 57.1% مقارنة بشهر فبراير الذي شهد سبع هجمات. وعلى النقيض من ذلك، ارتفع بشكل مأساوي عدد الضحايا الذين سقطوا جراء هذه العمليات بنسبة 21%، حيث بلغ عدد الوفيات في مارس 124 حالة مقابل 98 ضحية في فبراير، دون تسجيل أية إصابات في الشهر الأخير.
خريطة الإرهاب في وسط إفريقيا
وبحسب الإحصائية، شهدت "الكاميرون" عمليتين إرهابيتين بنسبة 66.7 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، خلّفتا 32 من الضحايا بمعدل 25.8 % من إجمالي عدد الضحايا، إضافة إلى إصابة 12 بجراح. أي إنها جاءت في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية، فيما حلت في المرتبة الثانية من حيث عدد الضحايا والمصابين.
فيما تعرضت "تشاد" لعملية إرهابية واحدة بنسبة 33.3 % من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أسفرت عن سقوط 92 شخصًا بنسبة 74.2 % من إجمالي عدد الضحايا، فضلًا عن إصابة 47 آخرين. وبذلك تكون "تشاد" احتلت المركز الأول من حيث عدد الضحايا والمصابين، والمركز الثاني من حيث عدد الوفيات الناجمة.
ورغم التوترات الإقليمية، لم تُسجل الكونغو الديمقراطية أية هجمات إرهابية خلال شهر مارس. إذ تمكنت الدولة من تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات لمواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة، بعد مدة كبيرة من تعرضها لهجمات إرهابية عنيفة.
جهود مكافحة الإرهاب
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب في منطقة وسط إفريقيا، بلغت حصيلة القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية خلال شهر مارس أربعة قتلى على يد الجيش الكاميروني.
وأشار مؤشر مرصد الأزهر إلى انخفاض طفيف في عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر مارس بنسبة 33.3% مقارنة بشهر فبراير من العام نفسه. ووفقًا لإحصائيات المرصد، بلغ عدد القتلى في صفوف العناصر الإرهابية خلال شهر فبراير ستة أفراد، إضافة إلى اعتقال 16 آخرين.
بناء على ما ذكر، يشير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى أن تزايد الجهود الأمنية والاستخباراتية أسهم في الحد من تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية بشكل عام. في الوقت نفسه تركزت العمليات الإرهابية - رغم قلتها - حول الأهداف الأكثر حيوية، باستخدام أساليب جديدة لا تتطلب تنظيم عمليات كبيرة، مثل الهجمات بالذئاب المنفردة أو الهجمات الإلكترونية، مما ساهم في تضخيم العدد الإجمالي للضحايا المدنيين، وانخفاض عدد القتلى الإرهابيين. ويؤكد المرصد على ضرورة مضاعفة المخصصات الأمنية لحماية الثغور الهشة، وتدعيم التعاون العسكري والأمني مع القوى الدولية التي تتخوَّف من تمدُّد خطر الإرهاب.
 


كلمات دالة: