عندما يتحول التمييز العنصري إلى إبادة جماعية!

  • | السبت, 14 مايو, 2016
عندما يتحول التمييز العنصري إلى إبادة جماعية!

لا تزال مظاهر الإسلاموفوبيا تتكرر في الأخبار التي يتابعها مرصد الأزهر، وبعض هذه الأخبار قد تحمل إشارات إيجابية، لكن الغالبية منها يثير مشاعر القلق والاستياء. روبما تستعصي بعض هذه الأحداث على الفهم مما ينذر بكوارث كبرى. ومن بين هذه الأخبار الكارثية ما يتعرض له مسلمو الروهينجا، وقد نشر مرصد الأزهر في أغسطس الماضي - أي منذ ما يقارب العام - تقريرًا مفصلًا حول مسلمي الروهينجا، لكن الخبر الوارد هذا الأسبوع يؤكد ضعف الجهود الدولية المبذولة لحل هذه المشكلة. فقد نشر موقع وكالة الأنباء الإسلامية الدولية (IINA) يوم 11 مايو خبرًا بعنوان "سياسة التمييز العنصري ضد مسلمي الروهينجا قد تؤدي إلى إبادة جماعية" وذكر الموقع أن داما دينج - المستشار الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية بالأمم المتحدة الثلاثاء- اتهم حكومة ميانمار بالسماح باستمرار التمييز ضد طائفة الروهينجا المسلمة بالبلاد، وحذر من مغبة أن يؤدي ذلك إلى إبادة جماعية." وفي السياق ذاته صرح دينج- لوكالة الصحافة الألمانية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا- على هامش حضوره مؤتمر دور القادة الأفارقة في منع العنف والتطرف: "كان أملنا أن تعالج الإدارة الجديدة في ميانمار مسألة التمييز ضد طائفة الروهينجا المسلمة، ولكن بدلًا من ذلك، استمرت عملية حرمانهم من هويتهم"، وأضاف "إذا لم يتوقف ذلك، فإنه يمكن أن يؤدي إلى إبادة جماعية". يذكر أن طائفة الروهينجا هي أقلية مسلمة في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، ولكن الحكومة لا تنظر إليهم على أنهم جماعة عرقية أصلية، وإنما تعتبرهم من المهاجرين البنغال غير الشرعيين، وتقوم بتجريدهم من جنسيتهم وممتلكاتهم.
وعلى صعيد آخر نشر موقع theintercept.com يوم 6 مايو خبرًا بعنوان "تقرير: تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين بالتزامن مع خطاب "دونالد ترامب" المعادي للإسلام" جاء فيه: أوضح تقرير أصدره "مركز جامعة جورجتاون للتفاهم بين المسلمين والمسيحيين" أن هناك تصاعدًا في العنف المرتكب ضد المسلمين في الولايات المتحدة بالتزامن مع الحملات الانتخابية للرئاسة الأمريكية. ولفت التقرير إلى أن جرائم الكراهية ضد المسلمين بدأت تتزايد بصورة ملحوظة في أواخر العام 2015 بالتزامن مع دعوة "دونالد ترامب" بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إلا أن ثمة عوامل أخرى قد تتداخل في ذلك، ومنها على سبيل المثال حادثة إطلاق النار في "سان برناردينو" والجدل السياسي المحتدم حول أزمة اللاجئين السوريين. ورصد التقرير وقوع 180 حادث عنف ضد المسلمين في الفترة ما بين مارس 2015 و مارس 2016، من بينها 12 حالة قتل، و34 حالة اعتداء جسدي، و56 حالة إتلاف متعمد للمتلاكات، و9 حالات حرائق متعمدة.
كما نشر موقع The New York Times يوم 11 مايو خبرًا بعنوان (نشرات "امنعوا الإسلام من أمريكا" في موقع مقرر لبناء مسجد) جاء فيه بدء التحقيق في واقعة ترك نشرات في موقع مقرر لبناء مسجد، حيث حملت تلك النشرات عبارة "امنعوا الإسلام من أمريكا". وقد عثرت السلطات على هذه النشرات مع علم أمريكا بجوار لافتة محطمة كانت توضح خطة بناء مسجد في هذا الموقع. وقال ميرون ترافيس -أحد رجال شرطة مدينة موكيلتو- أن النشرات احتوت على عبارات معادية للإسلام. وقالت جينيفر جريجيرسون -عمدة المدينة- أن المجتمع الأمريكي يحترم التعددية، و أن مثل هذا الفعل غير مقبول.
وعلى الجانب الآخر نشر موقع Islamic news يوم 10 مايو خبرًا بعنوان "الحكم على مواطن أمريكي بالسجن لتهديده بإلقاء قنابل على مسجدين بفلوريدا" جاء فيه أن وزارة العدل الأمريكية صرحت بأنه تم الحكم على مارتين آلان، مواطن بولاية فلوريدا، البالغ من العمر 43 عامًا بالسجن لمدة عام واحد لتهديده بإلقاء قنابل على مسجدين وإطلاق النار على من يرتادهما، وذلك عقب هجمات باريس بفترة وجيزة. وجدير بالذكر أن آلان واجه حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا على إثر اتهامات فيدرالية ولكن القاضي "جيمس دي ويتمور" حكم عليه بالسجن لمدة عام واحد. هذا وقد صرح المحامي الأمريكي "لي بنتلي" بدائرة فلوريدا أن "هذه الدعوى تعتبر رسالة واضحة لأي شخص يفكر في استخدام تهديدات لاعتراض حقوق الأفراد في ممارسة شعائرهم الدينية". وقد صرح آلان أن تهديداته جاءت فور وقوع هجمات باريس والتي وقعت في نفس اليوم وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا.
 

طباعة
الأبواب: صحف صفراء
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.