الرد على شبهة أن النبي- صلى الله عليه وسلم - منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها

الجزء الأول

  • | الخميس, 14 أبريل, 2016
الرد على شبهة أن النبي- صلى الله عليه وسلم - منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها

عنوان الشبهة  : النبي – صلى الله عليه وسلم – منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد،،،

فإن مما اتفقت عليه العقول أن المتكلم في علم من العلوم لابد وأن تكون له سابقة دراية بهذا العلم وإلا كان كلامه عبثيا لا فائدة ترجى منه.

كذلك فإن العلوم لها مناهج متفق عليها بين أهل كل علم، فإذا تجاوز الباحث هذا المنهج العلمي فلا يعتبر لبحثه ولا يعتد به.

ورغم اتفاق العقول على ما أشرنا إليه سابقا، إلا أننا نفاجأ دوما بمن يقفز فوق سور المنهجية والعلم والدراسة ليضع حجرة في بناء لا أساس له، إن أمثال هؤلاء لا يمكن بحال أن نسميهم تنويرين بل يصدق فيهم أنهم ظلاميون .

إننا بمتابعة بعض الجرائد والمقالات التي تكتب حول تراثنا الديني وجدنا عبثا لا يمكن غض الطرف عنه، ومن الجرائد التي تابعناها (جريدة المقال) والتي ضمت مجموعة من الكتاب الذين لا بضاعة لهم من العلوم التي دونوا عنها في الجريدة فأتوا بالعجب العجاب!

ونوجز في عجالة مآخذنا على الطرح الظلامي للتراث على أن نترك شرحا وافيا علميا منهجيا دقيقا لمن أراد الاستزادة في مرفق خاص.

المآخذ العامة على طرح جريدة المقال:-

أولا:

يؤخذ على الأساتذة الكتاب عدم تخصصهم في التراث الإسلامي وعدم تعريف الجمهور بهم وإذا ما كانوا تلقوا دراسة علمية دينية من قبل أم لا.

ثانيا:

يتعامل الأساتذة الكتاب مع النصوص الدينية بالرفض مرة وبالقبول مرة أخرى فحين يرفضون السنة كمصدر تشريعي، فإنهم يدعمون رفضهم هذا بأحاديث من السنة!

ثالثا:

لا يعرف الكتاب شيئا عن علوم مصطلح الحديث وعن المنهجية العلمية المتبعة في تقيم الأحاديث سواء من ناحية السند أو المتن.

رابعا:

كما أنهم لا يدركون أن التشريع الإسلامي كان متدرجا له مراحل متعددة ولكل مرحلة ما يناسبها فضرب النصوص ببعضها مع تجاهل المرحلية ليس من العقلية العلمية في شيء.

خامسا:

التعامل مع الأحاديث بالتكذيب والرفض والتشكيك فيه اتهام لفئات عريضة من الأمة أنها تواطأت على الكذب والتلاعب بدين الله حسبما اقتضت أهواؤها!

سادسا:

ليس معنى رفض الأزهر نقدكم لكتب التراث أنه يرفض النقد بشكل عام، لكن مقصود الأزهر هو رفض هذه الهمجية في النقد والتي لا تستند إلى القواعد العلمية المتفق عليها.

سابعا:

إن العلماء منذ القدم لا يكفون عن نقد وتصفية وتنقيح التراث والأزهر الشريف له في ذلك باع طويل فليس يقبل كل ما هو مدون ومسطور في كتب السنة كما لا يرفضها كلها، وإنما يوازن بينهما في عملية منهجية موضوعية.

ثامنا:

إن رفض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي خطوة ودرجة على سلم رفض الدين ككل، إذ أن الرافض والمشكك في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشكك في قول ربنا سبحانه وتعالى" وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"

تاسعا:

إن نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الكتابة كان مغيا بغاية ومحددا بمرحلة لها أهدافها وهي خشيته صلى الله عليه وآله وسلم أن يختلط القرآن بالسنة فلا يعرف ما هو من كتاب الله مما هو من سنة رسول الله.

عاشرا:

ما أشبه طرح هذه الجريدة بطرح من قال إن الله ينهى عن الصلاة في قوله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة.." مسقطا بقية الآية "وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون.."

ختاما:

طرح الكتاب في جريدة المقال موضوعا تحت عنوان (النبي منع رواية الأحاديث النبوية وكتابتها) ضربوا فيه النصوص الدينية بعضها ببعض وتجاوزوا مبدأ المنهجية العلمية وقفزوا فوق النصوص ليصلوا إلى غاية معلنة هي هدم التراث النبوي المدون في كتب السنة.

وفي الملحق تفصيل علمي ورد على طرحهم المشبوه لمن أراد أن يرجع إليه، قام بكتابته مجموعة من الأساتذة بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر الشريف.

طباعة
الأبواب: صحف صفراء
كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.