الجماعات المتطرفة

 

07 مارس, 2017

المصريون وتحدي الإرهاب

 عقد الأزهر الشريف المؤتمر الدولي بالتعاون مع مجلس الحكماء المسلمين الذي يترأسه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب تحت عنوان "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"  فى ظروف بالغة التعقيد تابع المصريون فيها بأسى بالغ الأحداث الإرهابية الدامية التي تعرض لها الأخوة المسيحيين في العريش على يد تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الماضية بعد مقتل سبعة مسيحيين على يد هذا التنظيم الإرهابي ليؤكد المؤتمر على قيم المواطنة وأنها حق للجميع في بلاد العالم الإسلامي ويؤكد على أن اختلاف الدين لا يسوِّغ الظلمَ أو التضييقَ علي اتباع الديانات المختلفة أو تحقيرَهم أو التقليلَ من شأنهم أو تهجيرَهم من موطنهم، والمسلم وغير المسلم في ذلك سواء طبقا لتعاليم الإسلام السمحة، ولقد أعلن الأزهر الشريف استنكاره الشديد لتلك الهجمات التي استهدفت إخواننا شركاء الوطن في كنائسهم أو ديارهم، والتي كان آخرها تلك الممارسات البربرية التي تسببت في ترك بعض إخواننا المسيحيين لديارهم في العريش بسيناء.

وهذا الموقف يمثل اتفاق للرؤى السياسية والدينية في بلدنا الحبيب. فقد صرح السيد رئيس الجمهورية قائلًا: علينا جميعًا أن نساعد المسيحيين الفارين خوفًا من داعش، حيث وجه الحكومة إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإعادة توطين المسيحيين الذين فروا من مناطق في شمال سيناء. كما نقل موقع "Christian Today" قول الرئيس: "علينا جميعًا أن نساعد المسيحيين الفارين خوفًا من داعش."

وإن المصريين جميعًا تتفق كلمتهم على نبذ هذا الإرهاب، فقد ذكر موقع Christian Today كذلك أمس خبرًا بعنوان "المصريون المسلمون يقفون يدًا واحدة مع إخوانهم المسيحيين ضد الإرهاب الغاشم" حيث أورد الموقع عددًا من الإدانات من الهيئات الدينية لهذه البربرية.

فقد أشار الخبر إلى انعقاد مؤتمر الحرية والمواطنة المنعقد تحت رعاية الأزهر الشريف بالقاهرة يومي 28 فبراير والأول من مارس لتعزيز التعايش السلمي بين الجماعات الدينية، والذي أكد الإمام الأكبر، الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر من خلاله على أن تبرئة الأديان من الإرهاب لم يعد يكفي في مواجهة هذه التحديات الوحشية. ودعا إلى وضع حد لانعدام الثقة والتوترات العالقة بين كبار رجال الدين التي لم يعد لها أي مبرر، لأنه إذا لم يوجد سلام بينهم أولا، فلا يمكن أن يكون للسلام مكانًا بين الشعوب، وأنه يجب التصدي لظاهرة العنف في جميع أنحاء البلاد.

من جانبه أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية،  خلال المؤتمر أيضًا أن تنظيم داعش الإرهابي يمثل الفهم الخاطئ للدين، ودعا إلى محاربة الفكر المتطرف بالفكر الواعي المستنير.

لا شك أن داعش لا تعادي المسيحيين فقط، أو غير المسلمين وحسب، بل تعادي كل من لا يتفق مع أيدولوجيتها مسلمين كانوا أو غير مسلمين، ولعل أبرز دليل على هذا هو أن أكثر ضحايا داعش هم المسلمون أنفسهم.

لذلك يشدد مرصد الأزهر على أن الإسلام برئ من أي أعمال عنف أوتخريب، ويؤكد على التعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع المصري مهما اختلفت الآراء أو الأديان، ويصبح من الجلي بل ومن الضروري الالتفاف حول المؤسسات الدينية الرسمية لأن الجميع في خندق واحد، ومالم يرتفع صوت الحكمة والعقل فسيعلو صوت الإرهاب والقتل والتهجير.ولذلك فإن  الأزهر حينما دعا فى إعلان القاهرة  إلى نشر مفهوم «المواطنة» بديلًا عن مصطلح «الأقلية والأقليات»، فإنما يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه نبي الإسلام  -ﷺ- على أول مجتمع مسلم في التاريخ، وهو دولة المدينة، حين قرر المساواة بين المسلمين من مهاجرين وأنصار، ومِن اليهود بكل قبائلهم وطوائفهم بحسبان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وقد حفظ لنا تراث الإسلام في هذا الموضوع وثيقة مفصَّلة في شكل دستور لم يعرفه التاريخ لنظام قبل الإسلام.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية