تابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف المقطع المصوّر الذي بثّته جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد سابقاً في نيجيريا والمعروفة إعلامياً بجماعة "بوكو حرام" بعنوان "سر المنافقين"؛ حيث يوضح عملية إعدام ثلاثة أشخاص بتهمة التجسس حسب زعم الجماعة. وقد بلغت مدته سبع دقائق وأظهر قيام عناصر من بوكو حرام بإعدام ثلاثة رجال اتهمتهم الجماعة بالتجسس لصالح الجيش النيجيري، حيث أظهر الشريط الرجال الثلاثة وهم يرتدون زيًّا برتقالي اللون، وذبح أحدهم في حين أُعدم الآخران رمياً بالرصاص، فيما قال أحد عناصر بوكو حرام الذين قاموا بتنفيذ هذه الجريمة البشعة مخاطباً الرئيس النيجيري محمد بخاري: "هؤلاء هم صبيتك الذين ترسلهم للتجسس علينا وهذا هو مصيرهم".
وبحسب وكالة أنباء رويترز يأتي هذا الإصدار بعد انقطاع دام لمدة عامين، وبعد تراجع ملحوظ لنشاط الجماعة، في ظل حالة الانشقاقات التي ضربت صفوف الحركة بقوة، فانقسمت إلى جبهتين؛ إحداهما: تقاتل تحت قيادة أبو بكر شيكاو، فيما اتخذت الثانية من أبي مصعب البرناوي زعيمًا لها، معلنةً رفضها ولاية شيكاو. كما أن هذا الفيديو يوضح أن شيكاو مازال يتولى قيادة هذه الجماعة، فيما يركّز على أن البرناوي هو من انشق عن التنظيم.
ويوضح هذا الفيديو أيضاً مقدار الدعم اللوجستي الذي يقدّمه تنظيم داعش لجماعة بوكو حرام التي تمثّل أقوى ذراع للتنظيم، ومن الملاحظ أيضًا أن هذا الفيديو هو أول إصدار مرئي لبوكو حرام يتم إخراجه بهذه الدقة، فقد اتسمت جميع الإصدارات السابقة للجماعة والتي ركّز أغلبها على مقاطع للفتيات المختطفات من قبل الجماعة بالعشوائية وتدني جودة التصوير، إلا أن هذا الإصدار جاء محملاً بلمسات فنية مماثلة لتلك التي يبثها داعش في إخراج إصداراته المرئية.
الأمر الذي يتضح من خلال المقدمة التي احتوت على تأثيرات صوتية تماثل تلك الإصدارات التي يبثها تنظيم داعش، وكذا التأثيرات البصرية والحركية، والأناشيد.
كما تم خلال هذا الفيديو عرض صور لبعض علماء الأمة ومن بينهم صورة تجمع بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومعه لفيف من علماء الأزهر والعالم الإسلامي، واتهامهم بالنفاق وذلك على خطى الإصدارات التي بثها تنظيم داعش في الآونة الأخيرة.
ويرى مرصد الأزهر أن إقدام بوكو حرام على هذه الخطوة أمر متوقع في ظل محاولات الجماعة استعادة هيبتها وسيطرتها ولو من خلال بث الرعب في النفوس وتبديد أحلام الأبرياء في العيش بأمان، كما أن حالة التراجع التي شهدتها الجماعة خلال الآونة الأخيرة تنذر بمحاولات كثيرة لإثبات الذات، لاسيما في ظل حالة الانهيار التي يشهدها تنظيم داعش في سوريا والعراق، وكأن التنظيم يسعى من خلال أذنابه وعلى رأسها بوكو حرام تشتيت العالم وصرف الأبصار عن الإخفاقات والخسائر التي يتكبدها في بؤر الصراع.
كما يرى المرصد أن هذا المقطع بهذه التقنية العالية في بلد إفريقي كنيجيريا يكشف حجم التمويل الضخم الذي تحصل عليه تلك الجماعات من رعاة الإرهاب وكيانات تجارة الدم في العالم، إنها ميزانيات ضخمة يتم ضخّها من أجل الإبقاء على الفزاعة الأكبر في العالم؛ الإرهاب، ولعل سائلاً يسأل: ما العائد الذي ترجوه هذه الكيانات وتلك الجهات؟ والإجابة واضحة وتتلخص في الكشف عن المستفيد من تجارة السلاح وتخلف الشعوب وتشرذم الأمم ونشر الكراهية في المجتمعات والتحكم في مصائر الدول وجعلها دائما في موضع التابع المستكين مسلوب الإرادة مفتقد الاستقلالية.
وحدة رصد اللغات الإفريقية
مارس 2017