في لقاء هو الأول من نوعه وفي حادثة هي الأولى من نوعها وبروح المناضل في ميدان المعركة ورغبته في كشف الحقائق دون أن يبالي المخاطرة بحياته ينجح الصحفي الأفغاني الشهير "نجيب الله قريشي" التسلل وزيارة "مدرسة الجهاد" كما يسميها تنظيم داعش الإرهابي والتي يتم فيها تدريب الأطفال على ثلاثة أشياء رئيسية كيفية استخدام السلاح، وكيفية القيام بعمليات انتحارية ومهارة قطع الرؤؤس، ثم يعود إلينا ليسرد لنا تفاصيل تلك المهمة الخطيرة التي قام بها في منطقة ننجرهار الواقعة شرق أفغانستان والتي تقع على حدود باكستان والتي أعلن فيها قيام ولاية خُراسان التابعة لدولة الخلافة المزعومة .
يقول قريشي" لقد صدمت عندما رأيت هذا المعسكر الذي يعرف باسم " مدرسة الجهاد" والذي يقع في منطفة ننجرهار بأفغانستان وتعمل تلك المدرسة على نظام تعليم منهجي يستمر لستة أيام اسبوعيًا، من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الرابعة مساءاً ،حيث يتم تأهيل الأطفال من سن 3: 9 سنوات أو 12 سنة فكريًا على :
"ماهو الجهاد؟ وكيفية ممارسته؟ وعلى من يجب الجهاد؟ وضد من ؟"
و عسكريٍا حيث يتم تعريفهم على أنواع الأسلحة المختلفة و كذا كيفية إستخدام كل سلاح بالإضافة إلى فنون القتال المختلفة و يستمر هذا التدريب لعدة أشهر كافية لتحويل هولاء الأطفال الأبرياء إلى مقاتلين في صفوف هذا التنظيم المتطرف.
كما لاحظ قريشي أن الأطفال الموجودين في هذه المدرسة ليسوا أفغان فقط، فهناك أطفالا لأبناء مقاتلين باكستانيين بايعوا وانضموا إلي صفوف داعش.
وهذا يدل على أن داعش تركز على التعليم كأداة خطيرة فهي لا تكتفي بجرائمها البشعه ولكنها تسعى لخلق جيلا يتخذ من فكرها ومنهجها الضال المضل عقيدة ومنهجا. أراد قريشي أن يكشف للعالم هذه الجريمة البشعه التي ترتكبها داعش ضد الإنسانية و ضد المستقبل وأن يؤكد لنا بما لايحمل الشك أن داعش هى التنظيم الأكثر خطورة ليس على أفغانستان وحدها فحسب بل على العالم باكمله فقام بتصوير فيلمًا وثائقياً جعل عنوانه :" لم أرى في حياتي تنظيما أشد خطورة وأكثر عنفاً من داعش" تحدث من خلاله عن حركة طالبان والجماعات الجهادية الأخرى الموجودة في أفغانستان، وعلى رأسها داعش التي وصفها بأنها جماعة وحشية قاسية لاتبالي بصغير ولا كبير ولا يتوانون عن فعل أى شىء فبالإضافة إلى هذه المدرسة يطلعنا قريشي عن سعى داعش لإنشاء مؤسسة تعمل على تزويج الفتيات قهراً في سن عشر سنوات". هذا الفكر
المنحل والعقيدة الفاسدة لا تدمر أفغانستان لوحدها، فداعش يستغل فقط الأراضى الأفغانية كمكان يستطيع من خلاله أن ينفذ بسهولة إلى بلاد آسيوية أخرى.
فهناك حاليا 2.000 أسرة تنتمى لتنظيم داعش الإرهابي قدموا من ( أوزباكستان، طاجيكستان، وقيرغستان في شمال أفغانستان) وكلهم مستعدون لعبور الحدود والعودة إلي بلادهم، وهذا يعد بمثابة تهديد كبير لروسيا، فهؤلاء العائلات هدفهم الرئيس هو الإشتراك في تنفيذ أى نشاط ضد روسيا.
الجدير بالذكر أن روسيا في 30 سبتمبر قامت بشن حملات جوية مكثفة ضد تنظيم داعش وضد جماعات إرهابية أخرى في سوريا بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد ، كما أن تقدم داعش في أفغانستان جاء بعد انسحاب القوات الأمريكية منها العام الماضي، واستطاعت داعش النفوذ و السيطرة على الأراضي الواقعة في ننجرهار الشرقية وقادوا جيوشهم لمحاربة تنظيم طالبان المسلح.
قالوا قديمًا أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر و هذا هو المنهج الذي يتخذه هذا التنظيم الذي يسعى إلى تحويل أطفال أبرياء إلى أداة يحقق بها أهدافه بدلا من إستخدامهم في بناء أٌمة مسلمة قوية تعتمد على التعليم و الفكر الراقي ، الرشاشات و القنابل لا تصنع و لا تبني إنما تهدم و تدمر، يجب أن يعي هولاء أن العلم هو الذي يصنع الحضارات و يبني الأٌمم لا السلاح،و يجب أن نعي نحن العرب و المسلمين و المجتمع الدولي أن هذا هو ما يجب أن نعمل عليه في الوقت الراهن ،فمثل ما يدرب هولآء المرتزقة أطفالهم على كيفية إستخدام السلاح، يجب علينا أن ندرب أطفالنا على كيفية إستخدام العقول و أن نسلحهم بسلاح العلم و الفكر المعتدل.