الجماعات المتطرفة

 

07 ديسمبر, 2017

مرصد الأزهر: مكافحة تجارة السلاح في إفريقيا خطوة هامة في سبيل القضاء على الإرهاب

     قد يغفل البعض عن أحد جوانب كارثة الإرهاب البغيض الذي حاق بعالمنا المعاصر، وقد يتجاهل أحد الأسباب الرئيسة والعوامل الأساسية التي تساعد على انتشار هذا الوباء اللعين، وبلوغه هذا المبلغ من الخطورة والإجرام، وخلال عمله الدؤوب على رصد وتحليل ظاهرة الإرهاب من كافة جوانبها المعلنة والخفيّة يسلّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف الضّوء على تجارة السّلاح باعتبارها أحد مقوّمات صناعة التطرّف والمغذّي الرئيس لجماعات العنف والإرهاب التي باتت تعيث في الأرض فسادًا.
وفي إطار متابعتها المستمرّة للشأن الإفريقي تؤكّد وحدة رصد اللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرّف أنّ قضية الاتجار في السّلاح تمثّل المحور الأكبر في قضية معالجة التطرّف والإرهاب؛ إذ ليس من المقبول -ولن يكون- الاكتفاء بمجرّد السّعي للتصدّي للجماعات المتطرّفة أمرًا ذا جدوى، ما لم يتم العمل على تجفيف منابع تمويلها بالمال والسّلاح، الأمر الذي تنبّهت له الأمم المتحدة وقرّرت لجنة المشاورات التابعة لها والمختصة بقضايا دول وسط إفريقيا إقامة مؤتمر دولي بالعاصمة الرواندية كيجالي، حول منع انتشار الأسلحة بدول وسط وغرب إفريقيا، وقد دعت اللجنة خلال هذا المؤتمر إلى اتخاذ تدابير جديدة للتصدي للتحديات الأمنية الناجمة عن انتشار الأسلحة بقارة إفريقيا سواء الأسلحة المسموح بتداولها لأغراض التسليح المشروعة أو الأسلحة المحرّمة دوليًا.
وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر تحدث السيد كلود نيكوبيسيريه، الأمين العام لوزارة خارجية رواندا، حول الوضع بجمهورية إفريقيا الوسطى، والتهديدات الأمنية للجماعات المسلّحة المنتشرة في ربوع القارة الإفريقية، وعلى رأسها جماعة بوكو حرام في غرب القارة، وحركة الشباب في شرقها، علاوةً على الجماعات المسلّحة الأخرى، ومليشيات المتمردين في الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، لما لهذه الجماعات وما تمارسه من أعمال عنف وحشية من أثر بالغ السوء في عرقلة مسيرة التنمية بعدد من دول القارة لا سيما في منطقة وسط وغرب إفريقيا، كما أنّها تحول دون الاستفادة بموارد القارة ومقدّراتها. يذكر أن المؤتمر سيناقش الأوضاع السياسية فى جمهورية إفريقيا الوسطى، ويضع خطة لخفض ومراقبة الأسلحة فى المنطقة. وقالت السيدة آن ناما، رئيسة اللجنة الخامسة والأربعين للمهنيين المتخرّجين، إن التطبيق الجيد للبرنامج الإقليمي لمكافحة الإرهاب وسوء استخدام الأسلحة الصغيرة خطوة هامة في تحقيق الأمن بالقارة الإفريقية والعالم.
هذا ويرى المرصد أنّ مكافحة الجماعات المتطرّفة والتنظيمات الإرهابية لن تؤتي ثمارها دونما تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية للحد من انتشار هذه الجماعات، وكذا العمل الجادّ على تجفيف منابعها وقطع الإمدادات عنها، من خلال تفكيك شبكات وخلايا دولية تدعم الإرهاب وترعى العنف وتأبى للعالم إلا أن يبقى في دوامة العنف والدمويّة، ويؤكد المرصد على أنّ الجهات المستفيدة من رعاية الإرهاب – بما فيها من منظمات وأنظمة – مسئولة مسئولية كاملة عما حاق بالعالم من كوارث وأزمات من أجل تحقيق مصالح وبلوغ مآرب خبيثة. من هنا ينادي المرصد بضرورة المواجهة الحقيقية وعدم الاكتفاء بمعالجة العَرَض دون استئصال الدّاء من أساسه، مواجهةٌ قائمة على المكاشفة لا التزييف، تقديم المصالح العليا لا الشخصية، إعلاء القيم الإنسانية ونبذ الفُرقة، تقريب الفجوات لا البحث عن أسباب للخلاف.

وحدة رصد اللغات الإفريقية