كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرّف عن استراتيجية جديدة لحركة الشباب الصّومالية، وتتمثّل في تجنيد النّساء للعمل جواسيس لصالح هذه الحركة المتطرّفة؛ حيث تسعى الحركة لبسط نفوذها وإثبات وجودها على الأراضي الكينية، من خلال إرساء قاعدة لها معتمدة على عناصرَ تمّ تجنيدها، وآخَرين تسعى الحركة لتجنيدهم واستقطابهم من خلال دعايات تروّجها بين الحين والآخر، خلال سعيها المتواصل لإيجاد فرصة ومساحة من الأرض تتحرّك فيها كيفما تشاء.
وخلال متابعته المتواصلة للوقوف على آخِر المستجدّات على صعيد أنشطة الجماعات المتطرّفة واستراتيجياتها في استقطاب الشّباب وتنفيذ مخططاتها الإجرامية، تابعت وحدة رصد اللغات الأفريقية الأنباءَ الواردة بشأن الكشف عن شبكةٍ للتجسُّس تعمل لصالح حركة الشباب؛ من خلال خليّةٍ نسائية عملت الحركة على تجنيدها لمساعدة الحركة في استقطاب مزيدٍ من الفتيات والشباب بشكلٍ عامٍّ؛ بهدف تأسيس قاعدة من المقاتلين وعناصر الحركة في كينيا.
وفي هذا الصّدد، صرّح مسئولون أمنيون لصحيفة Nation الكينية؛ بأنّ عناصر حركة الشباب الصّومالية باتوا يستخدمون استراتيجياتٍ جديدةً خلال هجماتهم على المعسكرات الأمنية بالمناطق الساحلية الكينية، وأهمها: لامو، نهر تانا وجاريسا؛ تلك المناطق التي أَطلق فيها الجيش الكيني عمليةً عسكرية واسعة، أطلق عليها اسم (Linda Pwani) "احموا السّاحل"، وذلك في إطار الجهود المضنية التي تسعى الحكومة الكينية من خلالها للقضاء على عناصر حركة الشباب، وتطهير الأراضي الكينية، لا سيّما المناطق السّاحلية التي عادةً ما تشهد هجماتٍ للحركة.
وأضاف المسئولون: أنّ مِن بين الاستراتيجيات الجديدة للحركة، تجنيد خلايا نسائية للتجسس لصالحها، مؤكدين أنّ قواتِ الأمن الكينية تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة من أجل الحَدّ من تحرُّكات هذه الحركة، وملاحقة المتورّطين في الانضمام لها والترويج لدعاياتها المتطرّفة.
هذا، ويرى "مرصد الأزهر"؛ أنّ التغيير المستمر في استراتيجيات جماعات التطرّف والإرهاب، سواء على صعيد الاستقطاب أو تنفيذ الهجمات، يعكس أمرين غاية في الأهمية؛ أولهما: أنّ جهود المكافحة آتتْ ثمارَها ولو جزئيًّا، وأنّ الهدف من التغيير في استراتيجيات تلك الجماعات هو الهروب من القبضة الأمنية، والإفلات من مَرْمى نيران قوات وتحالفات مكافحة الإرهاب، أمّا ثانيهما: فهو أنّ عدم ثبات هذه الجماعات على استراتيجيةٍ واحدة يتطلّب تنويعًا في سُبُل المكافحة؛ من أجل القضاء على وباء الإرهاب نهائيًّا، والقضاء على الخلايا السرطانية التي استشرتْ في المجتمعات، بفِكْرها الخبيث وعقيدتها الفاسدة.
وحدة رصد اللغات الإفريقية