الجماعات المتطرفة

 

16 فبراير, 2023

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: الفقر سبب انضمام الشباب الأفريقي للتنظيمات الإرهابية

نفى أحدث تقارير الأمم المتحدة، أن يكون المعتقد الديني السبب الرئيس وراء انضمام الشباب للتنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية، وإنما الفقر والرغبة في تحصيل عوائد مادية جيدة. في المقابل حل الدافع الديني في المرتبة الثالثة بنسبة (17٪) فقط، بعد الرغبة في لم شمل العائلة، على قائمة الأسباب الرئيسية لانخراط الكثيرين بصفوف التنظيمات الإرهابية.
تأتي هذه النتيجة بعد مقابلات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2021م، مع أكثر من (2000) شخص في (٨) بلدان، هي بوركينا فاسو، والكاميرون، وتشاد، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والصومال، والسودان، بينهم أكثر من (1200) عضو سابق في التنظيمات الإرهابية، منهم (900) قرر الانضمام للتنظيمات الإرهابية طواعيةً، بدافع الحصول على رواتب جيدة، بزيادة قدرها (92 ٪) مقارنة بنتائج التقرير السابق عام 2017م.
يقول (أكيم شتاينر- Achim Steiner) مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:" نقص الدخل، وقلة فرص العمل، والرغبة في الحصول على حياة أفضل، والضغوطات النفسية في كثير من البلدان، هو ما يدفع الناس لاغتنام أية فرصة تُقدَّم لهم".
السبب الرئيس
بشكل عام تعددت دوافع ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع للانضمام للتنظيمات الإرهابية؛ حيث ذكر (71٪) أن الانتهاكات (الأمنية في الغالب) هي السبب الرئيس، وعلق (شتاينر) بالقول:" من الحقائق المؤلمة، أنه في عملية القضاء على التنظيمات المتطرفة، غالبًا ما تصبح الدولة نفسها عاملًا محفزًا يدفع الناس للانضمام إلى هذه التنظيمات".
وهذه التقارير تعطي تفسيرًا دقيقًا عن دوافع المواطن في بلدان جنوب الصحراء الكبرى، للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، في وقت تشهد فيه هذه المناطق زيادة كبيرة في العمليات الإرهابية. ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد تراجع إجمالي أعداد الوفيات نتيجة الهجمات الإرهابية حول العالم خلال السنوات الخمس الماضية، بينما تضاعفت وتيرة العمليات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى منذ العام 2016م. وقال البرنامج: إنه بين عامي 2017م و2021م كان هناك (4155) هجومًا إرهابيًّا في البلدان الثمانية المدرجة في التقرير. وفي عام 2021م، تم الإبلاغ عما يقرب من نصف الوفيات الناجمة عن الإرهاب في هذه المنطقة، وكان أكثر من الثلث في أربعة بلدان فقط، هي الصومال، وبوركينا فاسو، والنيجر، ومالي.
بؤرة التطرف
يضيف مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:" أصبحت منطقة الساحل البؤرة العالمية للتنظيمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة. وهذه التغييرات وغيرها مثل مواجهة تفشي فيروس كورونا، والتغيرات المناخية، والحرب في أوكرانيا، كانت سببًا في تجاهل المجتمع الدولي التعامل بحسم مع هذه القضية". ودعا التقرير إلى تبني إستراتيجية عالمية من شأنها تقويض فرص التنظيمات المتطرفة في استقطاب عناصر جديدة. كما حث على الاستثمار في تحسين حياة الأطفال، والشباب بما في ذلك تعليمهم، والمساعدة في إعادة تأهيل الراغبين في الانفصال عن التنظيمات المتطرفة. وفي السياق ذاته قالت (نيراينا كيبلاغات- Nirina Kiplagat) مسؤول مكافحة التطرف في العالم: "تظهر الأبحاث أن أولئك الذين قرروا الانسحاب من هذه التنظيمات المتطرفة كانوا أقل عرضة للانضمام مجددًا، أو تجنيد الآخرين". وأضاف التقرير أن الشيء المهم للغاية هو تقديم تحفيزات حتى لا يعودون إلى تلك التنظيمات المتطرفة.
ويرى المرصد أن مثل هذه التقارير وغيرها، والتي تناولت أسباب انتشار التطرف والإرهاب، واستقطاب الأفراد للتنظيمات المتطرفة قد تناولها في العديد من المقالات والتقارير، من بينها مقال موسع عن استقطاب التنظيمات الإرهابية للشباب في نيجيريا، تم إلقاء الضوء فيه على أهم الأوضاع التي يعيشها نسبة كبيرة من المسلمين في أفريقيا، والتي يستغلها عناصر التنظيمات الإرهابية لاستقطاب الشباب، والأطفال في أفريقيا، والتي يسلط عليها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوء، ويفترض لها حلولًا تتوافق مع رسالة الأزهر الشريف بوصفه مؤسسة دينية وسطية، وكان من بين أسباب الاستقطاب التي كشف عنها مرصد الأزهر في مقالاته: الطفولة التعيسة، انعدام الثقة بالدولة، مستوى التعليم وجودته، الانغلاق والتقوقع على الذات، العناصر المستقطبة أكثرهم من طبقة اجتماعية تقع تحت خط الفقر.
وأخيرًا فإن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يناشد دومًا المؤسسات الحكومية، ويوجه نداءاته للدول بالقيام بواجباتها تجاه شعوبهم، ويرى أن قوة الدولة، ومدى استقرارها من الأهمية بمكان، وكلما كانت الدولة مستقرة وقوية اقتصاديًّا، واجتماعيًّا، وسياسيًّا، وفي شتى الجوانب الحياتية التي تضمن للفرد بيئة سليمة للنمو، كان انتشار التطرُّف بها ضئيلًا، وكانت السيطرة على تلك التنظيمات من السهولة بمكان.

وحدة رصد اللغات الإفريقية


رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.