الجماعات المتطرفة

 

16 يونيو, 2023

مرصد الأزهر: رمزية "الفندق" تدفع حركة الشباب الإرهابية لتكثيف هجماتها الدموية في الصومال

مرصد الأزهر:
رمزية "الفندق" تدفع حركة الشباب الإرهابية لتكثيف هجماتها الدموية في الصومال
ويحذر:
الحركة تستغل الثغرات الأمنية في تنفيذ هجماتها

 

     في التاسع من يونيو 2023، شنّت حركة الشباب الإرهابية هجومًا على فندق "بيرل بيتش- Pearl Beach" على شاطئ "ليدو- Lido" في جنوب مقديشو، الذي يستضيف العديد من الشخصيات المهمة في الصومال، ما أعاد إلى الأذهان هجمات إرهابية مشابهة استهدفت عددًا من الفنادق في الآونة الأخيرة.
وبالنظر إلى الهجوم الأحدث الذي يأتي في وقت تكثف فيه الحكومة الصومالية من جهودها لتطهير البلاد من الحركة الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، الذي يتحرك عبر أذرعه في عدة دول مختلفة من بينها الصومال بعد ضعف مركزيته نتيجة الضربات العسكرية التي تلقاها في أفغانستان - وأحدثها مقتل قائده وخليفة "بن لادن" أيمن الظواهري الذي كان ينظر إليه بأنه من أهم القيادات المؤثرة في "القاعدة" ومن الرعيل الأول المعول عليه في عودة وهج التنظيم.
أما حركة الشباب الإرهابية فإنها تواجه عمليات أمنية مكثفة؛ إذ أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "حربًا شاملة" عليهم، في سبتمبر 2022، واعتبر القضاء على الحركة الإرهابية "أولوية قصوى" مستندًا في ذلك إلى ظهير شعبي رافض لدموية "الشباب" وداعم لخطط الرئيس ضد الحركة.
واللافت هنا أن هذه الحرب الشاملة التي أعلن عنها "حسن شيخ" جاءت بعد وقت قصير من هجوم مماثل للهجوم الإرهابي الأحدث على فندق "بيرل بيتش"؛ حيث اقتحمت عناصر "الشباب" فندقًا قريبًا من القصر الرئاسي في العاصمة "مقديشو" متحصنين داخله لمدة 30 ساعة، مخلفين وراءهم أكثر من 20 قتيلًا و117 مصاب.
وهذا يدفعنا للقول بأن "الفندق" من المنظور الأيديولوجي للحركة الإرهابية ما هو إلا مسألة "رمزية" وانعكاس لجهود الحركة المتواصلة للتصدي لخطط الرئيس الصومالي ضدهم، في ظل المؤازرة الشعبية التي يتلقاها والاحتجاجات التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة؛ لذا اتخذت "الشباب" من الهجوم على الفنادق وسيلة لإيصال رسالتها إلى الحكومة والشعب معًا للدلالة على استمرار نشاطها رغم هذه الخطط.
والشاهد على تلك "الرمزية" الهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب مباشرة عقب إعلان الرئيس الصومالي ضد فندق "توكل" بقرية "كالانلي" في بلدة كيسمايو جنوب الصومال، بسيارة مفخخة أعقبها إطلاق نار ومداهمة كاملة استمرت لمدة 6 ساعات، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من فرض السيطرة وقتل المهاجمين. ونذكر هنا أن هذا الهجوم تزامن مع اجتماع في الفندق لبحث كيفية محاربة الحركة الإرهابية. 
نأتي هنا إلى الدعم الشعبي الذي يحظى به الرئيس حسن شيخ محمود، وخططه، هذا الدعم الشعبي حرم "الشباب" من مورد مالي غاية في الأهمية بالنسبة لها ألا وهو الضرائب والإتاوات التي تجنيها الحركة من تمددها وسيطرتها على جزء من أراضي الصومال التي نجحت القوات الصومالية في استعادة قسم منها إلى الآن عسكريًّا. أما قانونيًّا فأعلنت الحكومة إلغاء ترخيص أي شركة تدفع ضرائب للحركة، ما يعني تعطيل مصدر الدخل الرئيس لـ "الشباب" الذي يمثل نحو 80% من مواردها النقدية. 
وإعمالًا لمقولة "إذا ضربت القوي يهابك الضعيف"، اعتمدت حركة الشباب الإرهابية في استراتيجيتها لمواجهة خطط الرئيس الصومالي على ذلك؛ لدحر احتجاجات سكان المناطق التي ما زالت تسيطر عليها ولتخويفهم من ردات فعلها؛ لذا اتخذت من مهاجمة الفنادق التي يقيم فيها المسئولون أداةً لإرعاب الصوماليين، ولإثبات قدرتها في الوقت نفسه على ضرب المنشآت الرسمية وغيرها رغم الحراسة الأمنية حولها، وكذلك لتشتيت جهود الدولة في حربها ضد الإرهاب.
ويقودنا ذلك إلى التأكيد أن خطر "الشباب" ما زال قائمًا رغم الجهود الحكومية في الصومال لتحييد عناصرها واستعادة الأراضي من سيطرتها، فتمكن الحركة من التحرك بسلاسة داخل العاصمة "مقديشو" وشن هجماتها ضد جهات بعينها يفيد بقدرتها على استغلال الثغرات الأمنية، ووجود عيون لها داخل العاصمة وغيرها من مناطق حيوية في البلاد تساعدها على الاختراق الأمني ورصد تحركات المسئولين ومواعيد انتقالاتهم من وإلى مقراتهم لتحديد الوقت المناسب لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد الفنادق حيث يقيمون.
لذا يحذر مرصد الأزهر من تفجيرات وهجمات إرهابية جديدة قد تشنها حركة الشباب ضد الفنادق والمؤسسات الرسمية بعدة مناطق في الصومال، ويدعو إلى أخذ الحيطة وتوفير حماية أمنية كافية لهذه الجهات، وتجنب تواجد المسؤولين في الفنادق أو الإعلان عن تحركاتهم.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.