الجماعات المتطرفة

 

28 مارس, 2016

داعش وحرق الإنجيل

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

منذ ظهور داعش على الساحة الدولية وهي لا تعرف غير لغة الحرق والهدم؛ لغة القتل والتخريب؛ قتل الإنسان وتخريب البنيان؛ تفعل كل ذلك باسم الدين، والدين منه براء، لا تعرف داعش للحضارة معنى، ولا للثقافة مدلول، هدفها نشر الرعب، والقضاء على معالم التحضر والتقدم.

إن من يتتبع أخبار داعش يلحظ أنها في كل حين تركز جهدها على عمل تخريبي؛ فمرة نجد الأخبار البارزة لها هي قطع الرؤوس، وصور الإعدامات، ومرة نجدها تكثف جهدها على تهديم المبان الثرية من معابد ومتاحف وغيرها.

وكان من أبرز موضوعات الرصد لوحدة اللغة الإنجليزية هو تحريق داعش للأناجيل، وهو ما لم يفعله المسلمون على طول تاريخهم مع أتباع أي من الديانات الأخرى.

فقد نشر موقع NEW YORK STAR يوم 16 مارس خبرًا بعنوان "داعش تتحول من قطع الرؤوس إلى جمع كتب الإنجيل وحرقها" جاء فيه:

رصدت صحيفة  Christian Today فيديو لجماعة داعش الإرهابية وهم يحرقون كتب الإنجيل المقدسة لدى المسيحيين، ونشر الفيديو تحت عنوان "ديوان التعليم يحرق كتب تعاليم المسيحية في الموصل"، وجاء هذا الفيديو بعد قيام جماعة داعش بإخراج آخر مسيحي من مدينة الموصل، وفي سياق متصل, تناقش الولايات المتحدة قرار اعتبار انتهاكات جماعة داعش ضد المسيحيين إبادة جماعية الأمر الذي سيكون له نتائج هامة وفقًا للقانون الدولي، ويعد حرق الكتب المقدسة إحدى وسائل انتهاك داعش لحقوق الأقليات، كما يعد هذا الفيديو الأول من نوعه الذي تقوم فيه الجماعة بحرق كتب مقدسة تخص المسيحيين في المناطق التي تسيطر عليها.

كما نشر موقع  Sunday Express  يوم 22 مارس خبرًا بعنوان "هجوم وحشي لمقاتلي داعش يقتلون مترجمي الإنجيل ويحرقون الكتب المقدسة" جاء فيه أن مقاتلي داعش قاموا بقتل أربعة من مترجمي الإنجيل التابعين لفرع مؤسسة "وايكليف" في الشرق الأوسط، وجدير بالذكر أن اثنين من العمال قاما بالدفاع عن كبير المترجمين في المؤسسة والحول دون مقتله على أيدي مقاتلي الجماعة، وفي سياق متصل, قام أفراد داعش بحرق كتب الإنجيل، وجدير بالذكر أن المسؤوليين عن المؤسسة صرحوا بأنهم يشكرون الله؛ لأن أجهزة الحاسوب والسيديهات التي تحتوي على مشروعات مترجمة إلى 8 لغات لم تتحطم خلال الهجوم.

إن ما يثير العجب أن داعش تدعي أنها تتبع نهج المسلمين الأوائل، ولم نجد أو نسمع يومًا عن المسلمين أنهم فعلوا مثل هذه الأفاعيل، بل لقد عاش أتباع الديانات الأخرى في معظم فترات حكم المسلمين يمارسون شعائر دينهم بحرية، بل ربما كان المسلمون أكثر رحمة بأصحاب هذه الديانات من الحكام أتباع نفس الدين، كما كان الحال في مصر قبل وبعد الحكم الإسلامي.

وفي سياق متصل نشر موقع Daily Mail يوم 22 مارس خبرًا بعنوان "المليشيات الإسلامية تقتل شخصًا تنصَّر في بنجلاديش" جاء فيه: قامت المليشيات الإسلامية في بنجلاديش بهجوم عنيف في شارع مزدحم في شمال البلاد على شخص قد تنصر، كان حسين علي يمشي في حي كورجرام عندما قام رجلان على الأقل بالهجوم على الضحية ذي الـ68 عامًا، و أفاد شهود عيان أن المسلحين قاموا بقطع رقبة علي، و ذكرت الشرطة أن الضحية كان يمشي في الشارع - وهذه عادته اليومية - حينما تم الهجوم عليه، كما أفاد رئيس قسم الحي تبارك الله أن الضحية قد لقى حتفه إثر الهجوم عليه وقام المسلحون بتفجير مولوتوف حتى تحدث حالة من الذعر ثم هربوا على دراجة بخارية تاركين المشهد، أضاف تبارك الله أن علي قد تنصر في عام 1999م، ولكنه غير متأكد إذا كان الإسلاميين هم من هاجموه أو إذا كان هناك حافز آخر.

من الجدير بالذكر أنه لم يعلن أحد مسئوليته عن ذلك الهجوم، ولكن في الشهور الماضية أعلن مسلحون تابعون لداعش مسئوليتهم عن العديد من الهجمات على مرتدين وأقليات تتضمن شيعة وصوفيين وأحمديين ومسيحيين وهندوس.

فمثل هذه الأحكام على المخالفين لا يمكن أن يقوم بها أشخاص من تلقاء أنفسهم، وإنما الحكم فيها للهيئات المختصة والمؤسسات الرسمية، التي تقر ما أقره الإسلام من حرية الفرد في اختيار عقيدته، في ظل المبدأ القرآني الخالد "لا إكراه في الدين".

 


كلمات دالة: