تفجيران في بروكسل، خلّفا وراءهما عشرات القتلى والجرحى...
أحداث بروكسيل تؤكد ضرورة التحرك "الحقيقي" والفوري والشامل لمكافحة الإرهاب...
تقرير خاص عن هجمات بروكسل
محتوى التقرير :
- الأحداث
- الأسباب خلف استهداف بلجيكا
- هل من تغيير في استراتيجيات التعامل الأمني؟
- التأثيرات الاقتصادية
- نسبة المسلمين ببلجيكا ومستقبلهم بعد الأحداث:
- ردود أفعال
- قائمة الدول المنكوبة
- نظرات تحليلية
اقرأ في هذا التقرير :
- جريدة ليبراسيون الفرنسية : بلجيكا هي البلد السادسة والعشرون المتضررة من الإرهاب منذ أحداث الثالث عشر من نوفمبر الماضي والتي ضربت العاصمة الفرنسية باريس...
- الأزهر : الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية..وإذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين...
- مرصد الأزهر : مثل هذه الأحداث تأتي لتأكد أكثر وأكثر معضلة الإرهاب العالمي، والذي أصبح الحديث عن بعده الديني فقط ضربًا من الوهم. فمن الواضح أن هناك أجندات تنفذ باسم الإرهاب الديني أو يسميه البعض "الإرهاب الإسلامي".
الأحداث :
صبيحة يوم الثلاثاء استيقظت العاصمة البلجيكية على ضجيج سلسلةٍ من التفجيرات أضجت مضاجع البلجيك، وقد أسفر الحادث الذي وقع بالمطار وإحدى محطات القطارات عن 30 قتيل وأكثر من 200 جريح.

تفجيران بمطار زافينتيم :
كان الانفجار الأول قد وقع بصالة السفر بمطار زافنتيم بالعاصمة البلجيكية بروكسيل وقد نتج عن انفجار عبوتين ناسفتين قام بتفجيرهما انتحاريان وفق ما ورد عن النيابة العامة البلجيكية بينما لم تنفجر عبوةً ثالثة كانت بنفس المكان. هذا وقد تم العثور على بندقية كلاشنكوف وحزام ناسف لم ينفجر بالقرب من إحدى جثث الانتحاريين بمكان التفجير حيث كان قد وصل الانتحاريان وهما يستقلان سيارة أجرة تاكسي بصحبة بعض الحقائب كان بها القنابل المستخدمة في الهجوم.

ثم حدث تفجير آخر بأحد خطوط المترو الذي كان قد توقف على بعد 300 متر من مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي. وقد وقع الحادث في تمام الساعة التاسعة وعشر دقائق، أي في القلب من ساعة الذروة الصباحية بالقرب من محطة مايلبيك.
ربما يخفي الحادث خلف ما أحدث من وفياتٍ وصيحات ثكلى وأوجاع مصابين الكثير من التغيرات التي ستطرأ على الساحة السياسية الأوروبية وربما العالمية، ذلك ما ستحدده الأيام القادمة. لكن ما يعنينا اليوم هو التغيرات التي طرأت على الساحة الأوروبية بشكلٍ عام، وبلجيكا بالأخص.
فقد قامت بلجيكا بالعديد من الإجراءات الأمنية والتأمينية لحدودها من جهة، وكذلك للداخل البلجيكي وبالأخص بمناطق التماس مع الحادث من حهة أخرى . فقد حظرت السلطات البلجيكية في الساعات الأولى للحدث على المواطنين الخروج إلا للحاجات الضرورية. وللتأكد من تنفيذ ذلك، قامت بحظر تسيير وسائل النقل العام بكافة المناطق بالعاصمة!
أما على صعيد الدول المجاورة، والتي ربما تعاني من بعض القصور الأمني، فقد أعلنت ألمانيا حالة من التأهب الأمني والترقب بالعديد من المناطق ذات الأهمية، والتي ربما يتسرب منها منفذوا الحدث أو ربما تكون نقطة انطلاقٍ لاستكمال مخطط يستهدف عدد من الدول. لذا قامت ألمانيا بتشديد الإجراءات الأمنية بمطار فرانكفورت مباشرةً إثر وقوع الهجوم.
ومن جانبها، أعلنت السلطات الفرنسية حالة الطواريء بمطار شارل دي جول وكذلك مطار أورلي. ففرنسا هي الدولة ربما الأكثر اتصالاً، سواء على الصعيد الجغرافي والسياسي، والأهم هو الاتصال الثقافي والاجتماعي، فالتنقلات الشعبوية بين فرنسا وبلجيكا تعد هي الأكثر بين كافة الدول الأوروبية. لذا فإن الخطر يعد أكثر من غيره من الدول هناك. وخاصةً عند الأخذ في الاعتبار ما حدث فى بلجيكا منذ عدة أيام، حيث ألقت قوات الأمن البلجيكية، بالتعاون الاستخبارتي مع فرنسا القبض على المتهم الرئيس بهجمات باريس الأخيرة بأحد أحياء العاصمة البلجيكية، وربما كان الحدث الأخير ببلجيكا ذا صلة بالقبض على هذا المتهم، حيث كان المنفذان، الذين تم التعرف على شخصيتهما من أصدقاء صلاح عبد السلام، أحد محركي هجوم باريس الأخير.

الأسباب خلف استهداف بلجيكا:
حسب ما جاء في بيان إعلان مسئولية تنظيم الدولة (داعش) عن هذا الهجوم، فإن مهاجمة بلجيكا للإسلام، حسب زعمهم، كان وراء استهدافها كردة فعل وانتقام. والجدير بالذكر أن السلطات البلجيكية ومنذ شهر سبتمبر كانت قد أعلنت مشاركتها في التحالف الدولي للقضاء على داعش. وخصصت لذلك ست مقاتلات إف-16 و120 شخصا من طواقم سلاح الجو والفنيين بما في ذلك سبعة طيارين وستون فنيا وثلاثون جنديا وعشرون ضابطا وطبيبان.
من جهةٍ أخرى، وزاويةٍ أخرى للرؤية، فهناك ربما مصالح مغايرة لاستهداف بلجيكا، حيث إنها من أكثر الدول مساندةً للقضية الفلسطينية بين دول أوروبا قاطبةً. حيث تشهد عاصمتها الكثير من التظاهرات التضامنية مع غزة والقضية الفلسطينية على الدوام.
هل من تغيير في استراتيجيات التعامل الأمني؟
ربما أظهرت هذه العملية مدى القصور الأمني، حيث أوضحت التقارير أن هذا الفريق الذي قام بالعملية بالكامل كان تحت المراقبة من قبل السلطات البلجيكية، وبالرغم من ذلك فقد استطاع أن يخطط ويتصل ويستعد لتنفيذ هجومه في غيبةٍ تامة للسلطات البلجيكية، الأمر الذي أدى إلى تلك النتائج المفجعة. فهل تعى السلطات الأمنية البلجيكية الدرس وتشرع فى بناء استراتيجية تعتمد على المبادئة من ناحية وتتعاون مع نظيراتها فى الدول ذات الصلة لاسيما فى شق التبادل المعلوماتى واللوجستى.
التأثيرات الاقتصادية:
شهدت البورصات الأوروبية حراكاً سريعاً مع انبثاق صباح يوم الثلاثاء وتزامناً مع وقوع الأحداث. حيث انخفضت الأسهم الأوروبية على صعيد التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء وانحنت مؤشرات شركات السفر والرحلات باتجاه السقوط بنفس الوقت.
فكان النزول للمؤشرات كبيراً حيث وصل في بعضها ما بين 0.7 في المئة إلى 4.1 حسب شركات التداول وهي على سبيل المثال لا الحصر كالتالي:
ستوكس يورو للرحلات والسفر، إيزي جيت وإير فرانس ولوفتهانزا ورايان إير، هذا على صعيد شركات الطيران والرحلات، أما شركات الفندقة، فمنها مجموعة شركات أكور تور وهوتيل، مجموعة كونتينينتال. والألماني داكس وكاك الفرنسي والبريطاني فاينينشال تايمز.
المسلمون فى بلجيكا والأحداث
يحتل الإسلام المرتبة الثانية بعد المسيحية في بلجيكا من حيث التطبيق والالتزام بمظاهر التدين . فوفق الدراسة الديمغرافية التي قام بها عالم الاجتماع جون هيتوجن Jan Hetogen والتي نشرها في العام 2010 والتي أظهرت أن المسلمين يحتلون نسبة 5.8% من مجمل السكان بعدد 623780 نسمة. وغالبيتهم من أصول تركية ومغاربية أتوا كعمالةٍ مهاجرة ومن ثم استقروا وأثمروا الجيل الثاني وربما الثالث هناك.
ووفق نفس الدراسة، فإن 22% من سكان العاصمة بروكسل من المسلمين بينما يتوزع البقية الباقية على كافة الأقاليم. مثل 49.3% بسان جوس Saint Josse و 39.3% بمولانبيك Molenbeek بالإضافة إلى 38.5% بشايربيك Schaerbeek.
ربما يكون لما حدث من هجمات بالعاصمة البلجيكية تأثيرات كبيرة على مستقبل المسلمين في بلدٍ كثيراً ما ساعد وآوى المسلمين وحماهم. والأكثر من ذلك هو تلك الخلفية شديدة الدقة والحساسية التي تعيشها بلجيكا بشكلٍ عام، وسقط فيها المسلمون بشكلٍ خاص. تلك هي معضلة بلجيكا، البلد اللابلد من وجهة النظر الأوروبية، حيث تعيش بلجيكا منذ زمنٍ ليس بالقريب معاناة كبيرة توشك على الانفجار بسبب توزيع الثروات بين نصفين من السكان، قرروا بين ذواتهم أن يتحدث كل منهما لغته الخاصة، فالوالون يتحدثون الفرنسية بينما اتخذ الفلامون الهولاندية كلغةٍ له. انفصال ثقافي أدى فيما بعد إلى انفصال إنساني وربما في بعض الأحيان إلى انفصال سياسي واجتماعي وربما أدى إلى مايشبه الكراهية. والمعضلة التي ربما وقع فيها المسلمون هي أنهم استوطنوا بأغلبيتهم مواطن تركز الفرنكفونيين من البلجيك، أولئك الذي سقطت من بين أيديهم مصادر القوة الاقتصادية والسياسية ببلجيكا، بعدما تصدر اقتصاد الفلامون الساحة وأصبح داعماً لهم لقهر الفرنكفونيين.
ربما كان هذا من سوء حظ المسلمين، وربما يكونون وقودا لصراع لاناقة لهم فيه ولاجمل مما يجعل مصيرهم مرتبطا بمصير الوالونية هناك وهومايجب أن يحذره المسلمون من ناحية ومايجب أن يعمل البلجيكيون عل تجنبه حتى الجميع باعيش المشترك الذى من أجله خلق الإنسان.
ردود أفعال:
ما إن تم الإعلان عن تلك الهجمات والحديث عن أعداد الضحايا والمصابين، حتى سارع كافة الزعماء بمختلف دول العالم بإصدار بيانات الشجب والإدانة لتلك الأحداث الإجرامية.
وما كان الأزهر ببيعدٍ عن هذا المضمار، فقد كان دوماً سباقاً لنبذ الإرهاب

فمن جانبه أعلن الأزهر ممثلاً في إمامه الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إدانته الكاملة لمثل تلك الأحداث. وأكد الأزهر الشريف، فى بيان عاجل، أن الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية، مشددا على أنه إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين. واستنكر الأزهر الشَّريف، بشدة هذه الهجمات الأثيمة، وتقدم بخالص العزاء لحكومة وشعب بلجيكا وأهالي الضحايا، راجين الشفاء العاجل للمصابين.
وفي نفس السياق قامت العديد من وسائل الإعلام والصحف الغربية والعربية بالاهتمام بالموضوع
حيث إن بلجيكا، هي البلد العشرون المتضرر من الإرهاب الذى يتدثر بالإسلام وهو منه براء منذ أحداث الثالث عشر من نوفمبر التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، فتحت هذا العنوان، قامت جريدة ليبراسيون الفرنسية برصد لكافة الأحداث الإرهابية التي ضربت العالم منذ ذلك التاريخ، حيث أتت بلجيكا في المرتبة السادسة والعشرين من بين تلك الدول والتي هي كالتالي:
- فرنسا، يوم 13/11/2015م، سلسلة هجمات استهدفت عدة أماكن باريسية واستاد دو فرانس، وأسفرت عن مقتل نحو 130 شخصا.
- مالي، يوم 20/11/2015م، استهداف فندق بوماكو، وأسفر عن مقتل نحو 21 شخصا.
- تونس، يوم 24/11/2015م، تفجير استهدف حافلة للحرس الجمهوري، وأسفر عن مقتل نحو 12 شخصا.
- الولايات المتحدة الأمريكية، يوم 2/12/2015م، هجوم من قبل زوجين أمريكيين مناصرين لتنظيم داعش الإرهابي، وأسفر عن مقتل 14 شخصا.
- تشاد، يوم 6/12/2015م، تبنى جماعة بوكو حرام ثلاثة هجمات انتحارية في جزيرة البحيرة التشادية، وأسفر عن مقتل 27 شخصا.
- سوريا، يوم 10/12/2015م، ثلاث سيارات مفخخة تابعة لتنظيم داعش تنفجر بالقرب من مستشفى، وسوق، وحي في مدينة تل تامير، مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا.
- سوريا، يوم 30/12/2015م، يستهدف تنظيم داعش ثلاث مطاعم في كردستان سوريا، أسفر عن مقتل نحو 16 شخصا.
- الهند، يوم 2/1/2016م، الجماعة الباكستانية جيش محمد تهاجم قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود،مما أسفر عن مقتل نحو 7 أشخاص.
- نيجيريا، يوم 5/1/2016م، هجوم انتحاري لجماعة بوكو حرام في شمال - شرق نيجيريا، أسفر عن مقتل نحو 7 أشخاص.
- ليبيا، يوم 7/1/2016م، هجوم لتنظيم داعش استهدف مركزا لتأهيل خفر السواحل، أسفر عن مقتل نحو 65 شخصا.
- العراق، يوم 11/1/2016م، ثلاث هجمات لتنظيم داعش في بغداد والمقدادية، أسفر عن مقتل نحو 32 شخصا.
- تركيا، يوم 12/1/2016م، هجوم لتنظيم داعش استهدف وسط اسطنبول، أسفر عن مقتل نحو 10 أشخاص.
- إندونيسيا، يوم 14/1/2016م، استهداف جاكرتا بهجوم من قبل تنظيم داعش، أسفر عن مقتل نحو 4 أشخاص.
- بوركينا فاسو، يوم 15/1/2016م، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يرتكب العديد من الهجمات في وجادوجو، تسفر عن مقتل نحو 30 شخصا.
- أفغانستان، يوم 17/1/2016م، هجوم انتحاري لتنظيم داعش استهدف القنصلية الباكستانية في جلال أباد، وأسفر عن مقتل نحو 14 شخصا.
- باكستان، يوم 20/1/2016م، هجومان لطالبان في بيشاوار وجارسده، أسفر عن مقتل نحو 32 شخصا.
- الصومال، يوم 20/1/2016م، إطلاق نار وسيارة مفخخة في مقديشو، من قبل حركة الشباب الصومالية ، يسفر عن مقتل نحو 19 شخصا.
- مصر، يوم 22/1/2016م، يدعى تنظيم داعش تبنيه تفجير قنبلة في القاهرة،مما أسفر عن مقتل نحو 9 أشخاص.
- الكاميرون، 25/1/2016م، ثلاث هجمات لبوكوحرام على سوق بودو، وأسفر عن مقتل نحو 29 شخصا.
- سوريا، يوم 26/1/2016م، هجومان لتنظيم القاعدة في حمص، أسفر عن مقتل نحو 24 شخصا.
- مصر، يوم 27/1/2016م، يزعم تنظيم داعش الإرهابى تبنى استهداف عسكريين في سيناء،يسفر عن مقتل نحو 4 أشخاص.
- المملكة العربية السعودية، يوم 29/1/2016م، هجوم انتحاري لتنظيم داعش استهدف مسجد للشيعة، أسفر عن مقتل نحو 4 أشخاص.
- سوريا، يوم 31/1/2016م، ثلاث هجمات لتنظيم داعش استهدف حي للشيعية في السيدة زينب، أسفر عن مقتل نحو 45 شخصا.
- كوت ديفوار، يوم 13/3/2016م، هجوم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي استهدف الحي السياحي في جراند باسام، أسفر عن مقتل نحو 18 شخصا.
- تركيا، يوم 19/3/2016م، هجوم انتحاري من قبل عضو في تنظيم داعش استهدف اسطنبول، أسفر عن مقتل نحو 5 أشخاص.
- بلجيكا، يوم 22/3/2016م، هجومان في مطار بروكسل وهجوم أخر في محطة مترو مولبيك، أسفر عن مقتل نحو 26 شخصا.
وعلى صعيدٍ آخر، نشرت صحيفة " Le Figaro" الفرنسية خبرًا حول الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش في عاصمة الاتحاد الأوروبي، وذكر تفاصيلها وقارن بينها وبين هجمات باريس فى نوفمبر الماضى معتبرة أن ذلك يستهدف أولئك الذين يجسدون أوروبا، ويعملون بها كل يوم ويسافرون إليها. وأن العاصمة البلجيكية صارت وكرا للإرهابيين ووصف رئيس الوزراء البلجيكى شارل ميشيل، الهجمات "بالعمياء، العنيفة والجبانة"، قائلا "ما كنا نخشاه حدث بالفعل"، وأصدر مرسوما يعلن الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام...
من ناحيته أعلن المدعي العام الاتحادي أن أحد التفجيرين نفذه انتحاري على الأرجح، بينما يعتقد المحققون أن الآخر نجم عن انفجار عبوة ناسفة زرعت في حقيبة، ليسفرا عن سقوط 14 قتيلا، وعلى أثرهما عثرت السلطات الأمنية في المطار على بندقية كلاشينكوف. وبعد نحو نصف ساعة من هجوم المطار، فجر انتحاري نفسه في محطة مترو مالبيك، القريبة من الحي الذي يضم مؤسسات الاتحاد الأوروبي وسط المدينة، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا.
عقب الهجوم توقفت شبكات المترو والحافلات عن العمل في العاصمة، وأخليت المطارات والمحطات في أنحاء بلجيكا، فضلا عن إلغاء كثير من الرحلات الجوية. ووصلت الفوضي إلى بعض وسائل النقل الأوروبية، حيث شددت جميع الحكومات الأوروبية، تدابيرها الأمنية لمكافحة الإرهاب، وعملت على زيادة وسائل الحماية لبعض المواقع، مثل محطات القطارات والمطارات والمحطات النووية.
وعقب هذه الهجمات ادعى تنظيم داعش في بيان تبنيه التفجيرات التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسيل، وقال موقع "أعماق" التابع للتنظيم : "نفذ مقاتلو تنظيم داعش سلسلة من التفجيرات بأحزمة وعبوات ناسفة، اليوم الثلاثاء، استهدفت مطارا ومحطة مركزية لمترو الأنفاق في وسط بروكسيل".
وكشفت مصادر إعلامية بلجيكية بعد ذلك أن اثنين من منفذي هجوم مطار بروكسل، هما الأخوان إبراهيم وخالد البكراوي، المقيمان ببروكسل والمعروفان لدي الشرطة البلجيكية بسجلهما الجنائي. ويذكر أن الشرطة البلجيكية أصدرت ظهر الثلاثاء مذكرة اعتقال بحق شخص ثالث هارب، يشتبه بضلوعه في التفجيرات التي وقعت بمطار بروكسل يوم الثلاثاء. ونشرت صورة للمشتبه به، يظهر في الصورة مرتديا ملابس بيضاء ويضع قبعة، ويدفع أمامه عربة لنقل الأمتعة، وطلبت الإدلاء بمعلومات عنه...
من النقطة الأخيرة ننطلق فإذا كان السجل العدلى لمن يعتقد ارتكابهم الجريمة ممن لهم سجل جنائى لدى السلطات البلجيكية فكيف يمكن والحالة هذه أن نقول بسجله فى مجال التطرف وكيف تحول هؤلاء هذا التحول الجذرى من كونه جنائيا إلى كونه راديكاليا متطرفه يتبنى العنف فى أداء رسالته. أين هى الإجراءات والآليات التى تتبناها السلطات البلجيكية بشكل خاص والأوربية بشكل عام للحؤول جون اتجاه مثل هؤلاء إلى التطرف ومالذى قدمته كى تحمى مسلمى بلجيكا بشكل عام من هذا التطرف. إن هذا أمر فى غاية الخطورة. فالواقع يؤكد أن معالجة هذه الظاهرة يكون حقيقة بمعالجة جذورها والعناصر التى توقظ جذوتها من إقصاء وتهميش وإسلاموفوبيا وعدم ضبط للخطاب الدينى وربما عدم اهتمام بشكل كاف بتدريب أئمة قادرين على إيصال رسالة الوسطية والاعتدال إلى الوسط الإسلامى فى بلجيكا أو أوربا.
لقد بات الأمر في أوربا أكثر تعقيدًا مما كان عليه، فكلما تحسن الوضع الأمني نسبيًا – مما يعود بشكل إيجابي عل المسلمين القاطنين بأوربا- تأتي مثل هذه الأحداث المجرمة الباغتة لتعود بنا إلى وضع غاية في السوء، سواء على المستوى الديني أو السياسي، أو الاجتماعي.
مثل هذه الأحداث تأتي لتؤكد أكثر وأكثر معضلة الإرهاب العالمي، والتي أصبح الحديث عن بعده الديني فقط، أصبح هذا الحديث ضربًا من الوهم. فمن الواضح أن هناك أجندات تنفذ باسم الإرهاب الديني أو ما يسميه البعض "الإرهاب الإسلامي".