أدلى كثيرٌ من العلماء بدلّوهم حول حرمة تكفير المسلم، فأفاضوا في الحديث حول هذه القضية لما لها من أهمية ومكانة خطيرة في التاريخ والفكر الإسلامي على مدار تاريخ الإسلام، ومن أمثلة هؤلاء العلماء ما يلي:
أولاً: الإمام الغزالي في فيصل التفرقة يقول: أما الوصية: فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك، ما داموا قائلين: "لا إله إلَّا الله محمد رسول الله، غير مناقضين لها، والمناقضة تجويزهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعُذر أو بغير عذر؛ فإن التكفير فيه خطر، والسكوت لا خطر فيه".
ثانياً: الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى يقول:" وليس لأحد أن يكفر أحدًا من المسلمين-وإن أخطأ وغلط-حتى تقام عليه الحجة وتبين له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين لم يزل ذلك عنه يشك".
ثالثاً: الإمام الأشعري في مقالات الإسلاميين واختلافات المصلين يقول: "اختلف الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم في أشياء كثيرة ضلَّل فيها بعضهم بعضا وبريء بعضهم من بعض؛ فصاروا فرقا متباينين، وأحزابا متشتتين، إلّا أن الإسلام يجمعهم ويشتمل عليهم".
رابعاً: شيخ الأزهر الدكتور الطيب، معلقًا على رأي الإمام الأشعري، يقول:" وهذا نص جدير بأن يضعه كل عالم نُصب عينيه، وهو ينظر إلى ما أصاب المسلمين اليوم من فرق وتحزب".
وهذا هو مسك الختام، فمذهب هذا الرجل ومن معه من جمهور أهل السنة أسهم بقوة في حقن دماء أبناء الأمة، وصيانة أعراضهم وإحياء ثقافة:" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين" (الأعراف:199)، وثقافة "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وفي رواية :"من سلم الناس من لسانه ويده"....(بتصرف)
د. عبد المنعم فؤاد