القضية الفلسطينية

 

26 أغسطس, 2018

تقرير القدس.. الأسبوع الثاني من أغسطس 2018

     يتابع الأزهر الشريف باهتمام بالغ قضايا المسلمين بصفةٍ عامة، انطلاقًا من دوره الريادي ومسئولياته تجاه العالم الإسلامي، إلا أنَّه يولي قضية القدس اهتمامًا خاصًّا؛ إذ إنَّها ليست قضيةَ شعب أو حزب أو عرق، بل قضية كل المسلمين.

وتأكيدًا على حقِّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم، تتابع وحدتا الرصد باللغة العربيَّة والعبريَّة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن كثب المستجدات كافَّة على الساحة المقدسية، وتبعات نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وترصدان الانتهاكات الصهيونية بحقِّ المقدسات والشعب الفلسطيني.

يسرد التقرير مسار الأحداث ويتتبع أخبارها على مدار الأسبوع الثاني من أغسطس، لعرضها على القارئ الكريم في ملف شامل؛ إحياءً للقضية في العقل والوجدان العربي والإسلامي، ومحاولة لإيقاظ ضمير العالم من سباته العميق.

أبرز العناوين:

- عشرات المتطرفين يقتحمون المسجد الأقصى ومستوطنون يعربدون ليلًا في القدس القديمة

- الاحتلال يصادر أراض في الخليل ويخطط لبناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس

- تمهيدًا لتوطينهم.. الاحتلال يستقبل 239 يهوديًّا من دول أمريكا الشمالية

- شهيدان ومئات الجرحى في الجمعة الـ21 لمسيرات العودة الفلسطينية

........

عشرات المتطرفين يقتحمون المسجد الأقصى ومستوطنون يعربدون ليلًا في القدس القديمة

تستمر الممارسات الصهيونية المتطرفة بحقِّ المسجد الأقصى المبارك، التي تهدف تدريجيًّا إلى السيطرة التامة عليه، حيث اقتحم عشرات المتطرفين على شكل مجموعات متتالية، باحاتِ الحرم الشريف من جهة باب "المغاربة"، يومي الأحد والإثنين 12و13 أغسطس،  وتجولوا في ساحات المسجد وأدَّوا طقوسًا تلمودية، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.

 

Image

 

يأتي ذلك في الوقت الذي منعت فيه شرطة الاحتلال دخولَ 4 سيدات فلسطينيات المسجد الأقصى من جهة باب "القطانين"، رغم حصولهنَّ على تصاريح، كما أبعدت فتاةً مقدسيةً عن المسجد لمدة أسبوعين، بسبب تواجدها قرب باب "الرحمة"، الأمر الذي يُعدُّ انتهاكًا لحرية العبادة والحقِّ في ممارسة الشعائر الدينية.

على جانب آخر مارست مجموعة من المستوطنين، ليلة الاثنين، عربدتها في شوارع وطرقات القدس القديمة، خلال مسيرتهم الشهرية عشية بدء شهر عبري جديد، وسط انتشار واسع لقوات الاحتلال لتأمين عصابات المستوطنين.

وتمثلت فعاليات العربدة بالطواف حول بوابات المسجد الأقصى المبارك، وردد المشاركون هتافاتٍ عنصريةً تدعو لقتل العرب وبناء "الهيكل" المزعوم.

الاحتلال يصادر أراض في الخليل ويخطط لبناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس

يواصل الكيان  الصهيوني المغتصب انتهاكاته بحق الأراضي الفلسطينية، لا يرعى في ذلك حرمة ولا يأبه لقوانين، وفي جريمة جديدة ضمن جرائم التمدد الصهيوني صادرت حكومة الاحتلال، يوم الأحد 12 أغسطس، نحو 10 هكتارات (25 فدانًا) لصالح المنطقة الصناعية في مستوطنة "كريات أربع"، الواقعة على تخوم مدينة الخليل الفلسطينية.

 

Image

مستوطنة "كريات أربع" الصهيونية

وتهدف الحكومة الصهيونية من وراء هذا القرار، إلى تعزيز التواجد اليهودي في المستوطنة التي تضم نحو 1000 مستوطن فقط تحت حماية قوات الاحتلال، إضافة إلى مصادرة الأراضي المتاخمة لها في مدينة الخليل، البالغ عدد سكانها نحو 270 ألف فلسطيني.

وشهدت الخليل توترًا في الأيام الأخيرة بسبب اعتداءات الشرطة الصهيونية المتكررة على الفلسطينيين، ومحاولتها فرض السيطرة المطلقة على "الحرم الإبراهيمي" في المدينة.

وفي خطوة صهيونية تهدف إلى تهويد مدينة القدس ومحو طابعها العربي والإسلامي، توصلت بلدية القدس وهيئة الأراضي -التابعتان لحكومة الاحتلال الصهيونية- إلى سلسلة اتفاقيات مسبقة سيتم عرضها على مجلس البلدية الأسبوع المقبل؛ للحصول على الموافقة ببناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، على مساحة 3 مليون متر مربع، وضخِّ نحو 381 مليون دولار لتطوير البنية التحتية.

بدوره أشاد نير بركت، رئيس بلدية القدس الصهيونية، بهذه الاتفاقيات، معتبرًا أن هذا "يوم تاريخي في بناء القدس، ومهم لمستقبلها".

كما صرَّح زئيف ألكين، وزير القدس وشئون البيئة في حكومة الاحتلال، بأن هذا هو الوقت المناسب لبناء الوحدات الجديدة، موضحًا أنه "الطريق الوحيد لإبقاء الشباب في القدس والحفاظ على الأغلبية اليهودية".

تمهيدًا لتوطينهم.. الاحتلال يستقبل 239 يهوديًّا من دول أمريكا الشمالية

تسعى حكومة الاحتلال منذ عدة أعوام، إلى تشجيع الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال الخدمات الاجتماعية المميزة التي تقدم للمهاجرين، وكذلك الإعفاءات الضريبية الممنوحة لهم، كما تنفق وزارة الهجرة الصهيونية أموالًا طائلة، على الحملات الدعائية الموجهة في هذا الإطار.

Image

 

وفي استقطاب جديد ووسط تظاهرة احتفالية، استقبلت صوفا ليدنفر، وزيرة الهجرة في حكومة الاحتلال ، يوم الأربعاء 15 أغسطس، 239 مهاجرًا يهوديًّا قادمين من دول أمريكا الشمالية، بمطار "بن جوريون" الصهيوني، بينهم 90 طفلًا، و60 مهاجرًا، دون عائلاتهم خدموا في جيش الاحتلال سابقًا.

وأفادت مصادر عبرية بوصول المهاجرين على متن طائرة خاصة، بالتنسيق مع منظمة " نيفيش بنيفيش"، ومعناها بالعربية (الأرواح اليهودية المتحدة)، وهي منظمة غير ربحية تروِّج وتشجِّع الهجرةَ اليهودية من أمريكا الشمالية وبريطانيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال إزالة أو تقليل العقبات، التي قد تواجه المهاجرين المحتملين.

شهيدان ومئات الجرحى في الجمعة الـ21 لمسيرات العودة الفلسطينية

تزامنًا مع الذكرى السنوية لإحراق المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، شارك الفلسطينيون في الجمعة الحادية والعشرين لمسيرات العودة، 17 أغسطس، تحت مسمى "ثوار من أجل القدس والأقصى"؛ تأكيدًا على حقِّهم في العودة وكسر الحصار، وتمسكهم بالقدس عاصمةً لفلسطين.

 

Image

صورة أرشيفية

وتوجَّه آلاف الفلسطينيين إلى مخيمات العودة على طول السياج الحدودي الفاصل بين شرق قطاع غزة والأراضي المحتلة، وأشعل المتظاهرون النارَ في الإطارات المطَّاطية، ورفعوا صور الشهداء، في حين أطلق جنود الاحتلال الرصاصَ الحيَّ وقنابلَ الغاز على المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد  فلسطينيَّين، وإصابة نحو 270 آخرين، بينهم إصابات بالرصاص الحي.

وعقب انتهاء فعاليات "ثوار من أجل القدس والأقصى"، أعلنت "الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار" في بيان، مساء الجمعة، استمرارَ فعاليات المسيرة حتى تحقيق كامل أهدافها، ودعت الفلسطينيين إلى المشاركة في الجمعة المقبلة تحت مسمى "الوفاء للطواقم الطبية والإعلامية"؛ تأكيدًا على اعتزاز الفلسطينيين بجهودهم منذ انطلاق مسيرات العودة.

جديرٌ بالذكر أن مسيرات العودة بدأت في 30 مارس الماضي، وبلغ إجمالي شهدائها نحو 170 شهيدًا، وما يقرب من 18 ألف مصاب.