ضمن جهوده في رصد أنشطة التنظيمات الإرهابية ومتابعتها في قارة إفريقيا، كشف مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في أحدث تقاريره الشهرية عن ارتفاع ملحوظ في عدد العمليات الإرهابية بمنطقة غرب إفريقيا خلال شهر مايو الماضي، على الرغم من انخفاض عدد الضحايا مقارنة بالشهر السابق (أبريل 2025). كما تابع المرصد تداعيات تراجع جهود المكافحة الأمنية للشهر الثاني على التوالي، الأمر الذي يثير مخاوف جدية بشأن الأوضاع الأمنية.
وأوضح مرصد الأزهر أن منطقتي غرب إفريقيا والساحل شهدتا خلال شهر مايو 2025 تنفيذ 22 عملية إرهابية، أسفرت عن مقـتل 282 شخصًا وإصابة 34 آخرين، إضافة إلى اختطاف 21 شخصًا، ويمثل هذا العدد زيادة نسبية في العمليات الإرهابية بمعدل 13.6% مقارنة بشهر أبريل 2025، الذي سجل 19 عملية إرهابية.
انخفاض كبير في حصيلة الضحايا رغم ازدياد العمليات
على الرغم من ازدياد عدد العمليات، شهد شهر مايو انخفاضًا كبيرًا في حصيلة الضحايا بنسبة 52.7% مقارنة بشهر أبريل، حيث بلغ عدد القتلى في أبريل 596 شخصًا، و167 مصابًا، إضافة إلى اختطاف مدني واحد، ويشير المرصد إلى أن هذا التباين قد يعكس عشوائية العمليات الإرهابية في مايو وعدم دقتها.
نيجيريا والنيجر تتصدران قائمة الدول الأكثر تضررًا
ووفق مؤشر المرصد، جاءت نيجيريا في المرتبة الأولى من حيث عدد العمليات الإرهابية، حيث تعرضت لـ 12 عملية إرهابية، ما يمثل 54.5% من إجمالي العمليات في المنطقة. وأدت هذه الهجمات إلى سقوط 97 قتيلًا (34.4% من إجمالي الضحايا) و34 مصابًا.
وفي المرتبة الثانية، جاءت النيجر بـ 6 هجمات إرهابية (27.3% من الإجمالي)، أسفرت عن مقتل 78 شخصًا (27.6% من إجمالي الضحايا)، فضلًا عن اختطاف 21 شخصًا.
مالي وبوركينا فاسو.. وتفاوت في الخسائر البشرية
بينما احتلت مالي المرتبة الثالثة من حيث عدد العمليات الإرهابية بـ 3 هجمات (13.6% من الإجمالي)، جاءت في المركز الرابع من حيث عدد الوفيات بسقوط 47 مدنيًّا (16.7% من إجمالي الضحايا)، دون تسجيل إصابات.
أما بوركينافاسو، فقد جاءت في المركز الرابع من حيث عدد العمليات بهجوم واحد (4.6%)، لكنها حلت في المركز الثالث من حيث عدد الضحايا بسقوط 60 قتيلًا (21.3)%
بنين تحافظ على استقرارها وجهود المكافحة تتراجع
في المقابل، حافظت بنين على استقرارها خلال شهر مايو 2025، حيث لم تسجل أية عمليات إرهابية تؤدي إلى سقوط ضحايا أو مصابين.
جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية
على صعيد جهود مكافحة الإرهاب، أظهر المؤشر تراجعًا للشهر الثاني على التوالي، حيث تمكن الجيش النيجيري من تصفية عنصر إرهابي واحد فقط.
بناءً عن ذلك، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من أن انخفاض مستوى الردع الأمني للشهر الثاني على التوالي خلق فراغًا أمنيًّا استغلته التنظيمات الإرهابية لزيادة نشاطها الإجرامي. لذا، يرى المرصد أن زيادة العمليات الإرهابية مع انخفاض أمني متصاعد يمثل مؤشرًا خطيرًا للغاية، يشير إلى تحول في ديناميكية الإرهاب من المواجهة المباشرة إلى "حرب استنزاف طويلة الأمد".
وفق هذه المعطيات، يشدد المرصد على ضرورة عكس هذا المسار لتجنب بروز بيئات حاضنة جديدة وتحول في إستراتيجية الإرهاب من عمليات صغيرة إلى موجات مركزة لاحقًا.