مرصد الأزهر يستقبل سفير أوزبكستان لبحث آفاق التعاون بمجال مكافحة التطرف

في إطار الجهود المتواصلة لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تعزيز الشراكات الدولية وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات المتنامية للفكر المتطرف، استقبلت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي للمرصد، اليوم الأحد، السفير منصور بيك كليتشيف، سفير فوق العادة والمفوض لجمهورية أوزبكستان لدى جمهورية مصر العربية. جاءت هذه الزيارة الرسمية المهمة؛ بهدف التعمق في فهم آليات عمل المرصد وأنشطته المتنوعة، وبحث آفاق واسعة للتعاون المثمر بين مرصد الأزهر والمؤسسات الأوزبكية المعنية بمكافحة التطرف على المستويات كافة.
خلال اللقاء، قدمت الدكتورة رهام سلامة عرضًا شاملًا للمنهجيات البحثية الدقيقة وآليات الرصد المتقدمة التي يتبعها باحثو المرصد، موضحة كيف يقوم المرصد بمتابعة ورصد المحتوى المتطرف المنتشر عبر مختلف المنصات الرقمية ووسائل الإعلام التقليدية، وتحليل خطابات الجماعات المتطرفة بلغات متعددة. وسلطت الضوء على إستراتيجيات الرد والتفنيد التي يعتمدها المرصد، والتي تتضمن تفكيك الشبهات، وتفنيد المغالطات الفكرية، وتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة، وذلك بهدف تحصين الشباب والمجتمعات من الوقوع في براثن التطرف. وقد تم استعراض نماذج عملية لجهود المرصد في هذا الصدد، والتي أثبتت فعاليتها في مواجهة هذه الأفكار.
وشكلت المؤشرات الشهرية الصادرة عن المرصد جزءًا مهمًّا من النقاش، حيث قدمت الدكتورة سلامة تحليلًا معمقًا لأحدث البيانات المتعلقة بانتشار العمليات الإرهابية في مناطق مختلفة حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على القارة الإفريقية، التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في أنشطة الجماعات المتطرفة، إلى جانب مناطق أخرى متضررة من التطرف العنيف. وقد ساهم هذا العرض في تقديم صورة واضحة للسفير الأوزبكي حول التحديات العالمية الراهنة في هذا المجال، والأبعاد الجغرافية والآيديولوجية التي تحرك هذه الظاهرة المعقدة.
وتوج اللقاء بمناقشة بناءة ومثمرة حول سبل تعزيز التعاون المشترك بين مرصد الأزهر والمؤسسات الأوزبكية ذات الصلة، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة التطرف. جدير بالذكر أن هذا التعاون يعكس حرص الأزهر الشريف ومرصده على لعب دور فاعل في الساحة الدولية لمواجهة الإرهاب والتطرف، وذلك من خلال مد جسور الشراكة مع الدول التي تشارك الرؤية ذاتها والالتزام بهدف تحقيق الأمن والاستقرار العالمي، ونشر قيم الاعتدال والسلام والتسامح.