الروهينجا

المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا

المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا

المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا  (ZMD)منظمة مركزية تأسست في عام 1987، ، يترأسها الآن أيمن مزيك، كان المجلس يسمى قديمًا "دائرة العمل الإسلامية"، وتشمل 35 جمعية ومنظمة مركزية مسلمة وكذلك أعضاء مستقلين. ويشتمل اليوم بجانب المؤسسات المدنية على ما يقرب من 300 رابطة للمساجد، ويوجد بالمجلس عدد من الطوائف المسلمة من أتراك ومغاربة وألمان وألبان وإيرانيين وأفريقيين وبوسنيين وكذلك سنة وشيعة. وتعد اللغة الرسمية في المجلس هي الألمانية. ولا يخفى على أحد التمثيل الواضح للنساء، حيث تمثل السيدات ثلث أعضاء الحزب. ويعتبر المجلس نفسه جزءًا من المجتمع الألماني، معنيًا بكل مشاكله، ويعد مطلبهم الأساسي وتحديهم الأكبر هو دمج المسلمين في المجتمع الألماني وتقديم صورة للدين الإسلامي لا تصطدم بالدستور الألماني. ولا يقتصر وجود المجلس في مدينة كولونيا في ولاية شمال الراين وفيستفاليا فقط، بل له حضور في ولايات هيسين وبرلين وساكسونيا الصغرى وراين لاندز بفالتس اتحادات تابعة للمجلس.

ومن الجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للمسلمين هو من أسس ما يسمى بـ "يوم المسجد المفتوح" منذ عام 1997 والذي يحدد له 3 أكتوبر من كل عام، وقد وقع الاختيار على هذا اليوم بالتحديد، وهو يوم الوحدة الألمانية، حتى يعطي ذلك انطباعًا للمسلمين أنهم جزء لا يتجزأ من وحدة المجتمع الألماني. ويعمل المجلس على تقوية التماسك والتضامن بين المسلمين بعضهم وبعض. كما ينتبه المجلس كي لا يكون على صلة بأية حكومة أو فكر أو حركة أجنبية على حد زعمهم الدائم، كما صرح رئيس المجلس أيمن مزيك أكثر من مرة أن المجلس لا يتبع كذلك  أيًا من أصحاب المصالح أو الأحزاب. ويعتمد التمويل في المجلس على التبرعات وعلى مساهمات الأعضاء. كما يهدف المجلس للوصول لفهم معاصر للمصادر الإسلامية إلى جانب تشكيل هوية إسلامية مستقلة في أوروبا.

ويرى المجلس أن مهمته الكبرى تكمن في تعزيز وضع المسلم وتعزيز الروحانيات الإسلامية في ألمانيا، وكذلك تمكين المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية وتسهيل الأمر لهم، مثل حساب أوقات الصلاة والتقويم الإسلامي، بما في ذلك تقويم الأعياد، ووضع قواعد للذبح الإسلامي، وإنشاء المقابر الإسلامية، وتحسين دروس القرآن في الروابط والعمل التربوي في مجال الأمن ومكافحة التطرف. ويعمل المجلس أيضا على وضع مناهج لدراسة الدين الإسلامي وكذلك تطوير التعليم والمواد التعليمية في المدارس الحكومية. والمركز نشط في كل ما يخص الحوار وبالأخص مع الديانتين المسيحية واليهودية.   

ويعتبر المركز شريك متعاون مع العديد من الجهات الحكومية والوزارات ومنظمات المجتمع المدني وكذلك في العديد من المبادرات. ومن بينها المشاركة في "مؤتمر الإسلام الألماني"، ومؤتمر القمة للاندماج الذي قامت به المستشارة الاتحادية، إلى جانب المشاركة مع هيئات المكتب الاتحادي للتكامل ولشئون اللاجئين، ولا ننسى مشاركتهم في الحوار في مكتب التحقيقات الجنائية، ويوم الدستور الألماني، وكذلك في مختلف اللجان الاستشارية الإقليمية والمؤسسات مثل التعليم الديني، وصندوق تنمية العراق الإسلامية والمنتديات الإسلامية الأخرى في ألمانيا.

وقد نظم المجلس في 13 يناير 2015 وقفة احتجاجية "من أجل التسامح وضد التطرف" عند بوابة براندنبورغ بمدينة برلين عقب الهجمات الإرهابية في باريس، شارك فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الألماني يواخيم غاوك وقمم في الحكومة، وممثلين عن جميع الطوائف الدينية ومجلس الوزراء الاتحادي وأكثر من 10000 مواطن.

وقد يتساءل البعض: لماذا يحل ممثلو المجلس ضيوفًا في البرامج الحوارية إذا كان المجلس يمثل نسبة من 1 إلى 2% من مسلمي ألمانيا!! وهل يقوم المجلس حقا بواجباته التي نشر على صفحته الرسمية أنه يهتم بأدائها؟ فنجد المجلس يتهم مثلًا حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي خرجت عنه تصريحات عنصرية عن المسلمين بأنهم "أشخاص من الطبقة الثانية"، كما ندد بأعمال العنف المتزايد تجاه المساجد والمسلمين، حسبما ذكرت جريدة "دي فيلت" في سبتمبر 2016، وأشار مرارًا وتكرارَا بأن أعمال العنف ليست من الإسلام في شيء. الأمر الذي انتقده أحمد منصور – الناقد الإسلامي – زاعمًا بأن تلك الجملة التي يرددها أيمن مزيك لم تنقذ فتى واحدًا من الاعتداءات. بل إنه اتهم المجلس بالتقاعس عن مراقبة وتوعية الروابط الإسلامية التابعة له، والتأكد من مفهومهم عن الإسلام، مؤكدًا على أن تلك الروابط هي السبب الرئيسي في انتشار الإرهاب والتطرف. 

الموضوع السابق إطلالة على كتاب "آداب الثقافة لغير المسلمين" للمؤلف "بيتر هاينز"
الموضوع التالي المسلمات في أوروبا وقرار محكمة العدل الأوروبية
طباعة
2735