الروهينجا

مظاهر استقبال شهر رمضان في بعض الدول الناطقة بالإسبانية

مظاهر استقبال شهر رمضان في بعض الدول الناطقة بالإسبانية

     تختلف عادات المسلمين في شهر رمضان باختلاف الدولة التي ينتمون إليها ويعيشون على أراضيها، حيث تفرض الخلفية الثقافية ظلالها على أجواء الاحتفال، وكغيرهم،  فقد احتفل المسلمون في إسبانيا باستقبال هذا الشهر المبارك.
وتتنوع احتفالات المسلمين خلال هذا الشهر الكريم من أمسيات رمضانية وحفلات إفطار مُجمَّع وكذلك إقامة الشعائر الدينية في المساجد.
 وفي هذا التقرير نستعرض سريعًا لمحات موجزة من أهم الفعاليات والمظاهر الاحتفالية التي يقوم بها المسلمون في بعض البلدان الناطقة بالإسبانية لاستقبالهم شهر رمضان المعظم.
في بداية الشهر الكريم، ناشدت المفوضية الإسلامية في إسبانيا أصحاب العمل والشركات والإدارات المختلفة بالتعامل الجيد مع المسلمين العاملين لديهم في القطاعين العام والخاص؛ تسهيلًا عليهم لأداء شهر رمضان المعظم، وأن يتم ذلك باتفاق مُسبق بين الطرفين.
جاء ذلك في أثناء تهنئة "رياج ططري" رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا للمسلمين باستقبال شهر رمضان الكريم، حيث وجّه الشكر للجميع وطالب المجتمع الإسباني والمصاحبين للمسلمين عمومًا في إسبانيا بتقديم المساعدة والتسهيلات المُمكنة لهم، كي يمتثلوا لصيام شهر رمضان وأداء شعائره، لا سيمّا أصحاب العمل ومتخذي القرار.

Image


ولتوفير أوجه الرعاية والخدمات للمسلمين كافة على الوجه الأمثل في كل القطاعات في شهر رمضان، طالب قادة الجمعيات الإسلامية في مدينة "مرسية" بالمرونة في التعامل مع العمال والطلاب المسلمين خلال ساعات الصوم، حيث يتم  تخصيص 15 دقيقة للعامل المسلم لأداء الصلاة  في وقتي الظهر والعصر، والخروج ساعة مبكرة من العمل والبدء في العمل في صباح اليوم التالي مبكراً كذلك حتى يتسنى لهم إدراك الإفطار في منازلهم وتجنب العمل أثناء ساعات الذروة التي ترتفع فيها درجات الحرارة.
وعلى المستوى الأكاديمي، تُعقد امتحانات القبول بالجامعات الإسبانية لهذا العام خلال النصف الأول من شهر يونيه، وهو التوقيت الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك. ومن المعتاد أن تُعقد الامتحانات في ساعات متأخرة من اليوم، لكن في ظل تزامنها مع أيام شهر رمضان المعظّم، وعدم قدرة الطلاب المسلمين على تحمل مشاق الصيام مع الامتحانات، طالب رياج ططري، رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا بعقد هذه الامتحانات في الساعات الأولى من اليوم تخفيفًا على الطلاب المسلمين الذين يمتنعون عن الطعام والشراب لساعات طويلة خلال الشهر المعظم.
وقال ططري في تصريحات لصحيفة أوروبا بريس: "إننا نطلب عقد الامتحانات في الساعات الأولى من اليوم (أي الفترة الصباحية) وألا تكون طويلة، لأن امتحانات قبول الجامعات تستنفذ طاقة الطلاب". وعلى الرغم من رخصة الإفطار المتاحة فإن ططري أكد أن غالبية الطلاب لا يفطرون خلال شهر رمضان.
 جدير بالذكر أن  رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا كان قد تقدّم في العامين الماضيين 2016 و 2017 بنفس المطلب للإدارات المعنية، لكن لم يُلتَفت إليه، وقد عاد ليطالب به مرة أخرى هذا العام، وذلك على الرغم من أنه أحد بنود الاتفاقية المبرمة بين المفوضية الإسلامية في إسبانيا والحكومة الإسبانية 1992، هي إجراء الامتحانات بعد الاحتفالات الدينية.
كما تابع المرصد مبادرة ‏معهد الثقافات في مدينة مليلية بتخصيص 30 ألف يورو لاستثمارها في برنامج كبير ومتنوع يضم أنشطة مختلفة للاحتفال بشهر رمضان المبارك لهذا العام 2018. وقد أفادت "باث بيلاثكيث" Paz Velázquez، رئيس معهد الثقافات، أن انطلاقة البرنامج الاحتفالي لشهر رمضان هذا العام أكبر من السنوات الماضية؛ وذلك لأنه قد راعَى العديد من المطالب الجديدة للجمعية الإسلامية والتي شكلت جزءً من البرنامج الحالي.
ومن بين الأنشطة التي سيتم تنفيذها أيضًا نشاط يسمى "رمضان في منطقتك"، والذي تم تصميمه للصغار، والذي يشتمل على ألعاب خاصة بالأطفال، وكذلك تنظيم بطولات لألعاب مختلفة بالشارع لتصبح أنشطة هذه الفعالية بالفعل في منطقة كل مشارك. من ناحية أخرى وبالتعاون مع مكتبات مليلية، ستقام مسابقة للرسم تحت عنوان "ما هو شهر رمضان بالنسبة إليك؟". كما ستكون ورش العمل الحرفية حاضرة في هذا البرنامج أيضًا.
 ومن المقرر أن يتم عقد ندوات لأطباء متخصصين للحديث عن تأثير شهر رمضان على الصحة وفوائده. وفيما يتعلق بالبطولات الرياضية، فقد ذكرت "بيلاثكيث" أن مسابقات كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتنس والصيد ستقام مرة أخرى، بتعاون مع مختلف الاتحادات ويتعين على الراغبين في المشاركة التسجيل بهذه الأنشطة مسبقًا. واختتمت "بيلاثكيث" حديثها قائلة: "أتمنى أن أُهنئ جميع أبناء مليلية، وخاصة المسلمين بقدوم شهر رمضان".
كما تنظم مؤسسة البيت العربي في إسبانيا بالتعاون مع مجلس بلدية قرطبة ومعهد حلال للعام الخامس على التوالي احتفالية "ليالي رمضان" مع برنامج يضم أعمالًا تقليدية ومعاصرة لفنانين من الشباب والمحاربين القدامى القادمين من مناطق جغرافية مختلفة، وذلك من 15 مايو الجاري وحتى 14 يونيه القادم.
ويشتمل البرنامج على عدة عروض موسيقية وأفلام ومعارض ومؤتمرات وندوات مع إفراد مساحة لمشاركة الشباب والكبار؛ بما يعكس ثراء التعددية الفنية والفكرية. كما ستكون هناك جولات سياحية لمعالم قرطبة الأثرية ومدينة الزهراء بتنسيق مع "خوان موريو" Juan Murillo، رئيس وحدة الآثار بقسم التخطيط للبلدية.
كما يستضيف المقر الرئيسي لمعهد البلدية بقرطبة معرضًا حول الاحتفالات والعادات والتقاليد الإسلامية، والذي سيتيح التعرُّف على أبرز احتفالاته من خلال اللوحات التعليمية، ويهدف المعرض إلى تعميق الفهم للعادات والاحتفالات التي تمثل جزءً من الثقافة الإسلامية.
وعلى الرغم من وجود مبادارات طيبة، كان هناك العديد من التصريحات للمسلمين في إسبانيا يتحدثون خلالها عن ألوان من التضييق المجتمعي نظرًا للافتقار إلى قدرٍ من التعايش المطلوب، فذكر أحدهم أن شهر رمضان هو فرصة للمّ الشمل والربط بين الواقع الحياتي والجذور الثقافية والدينية. ولكن في الوقت ذاته يرى أن التنوع الثقافي والديني القائم في إسبانيا لم يتوافق بالشكل المطلوب بعد.
من جانبه ذكر "رمضان الغمري" وهو أستاذ الرياضيات في جامعة بلنسية، أنه يفتقر إلى أجواء رمضان، فضلًا عن كون هذه الفترة غير معترف بها رسميا هناك، يقصد أن الشوارع ومظاهر الاحتفال غير حاضرة، عكس أجواء هذا الشهر في البلدان الإسلامية.
 كما أشار الصحفي والناشط الاجتماعي "محمد العمراني" إلى أن الوقت قد حان للتدبر وتطبيق آلية التربية والتشارك مع غير المسلمين في الحياة اليومية، وأضاف أن العيش في مجتمع به أقليات مُسلمة أمرٌ معقدٌ في بعض الأحيان، ولكن كل يوم هناك المزيد من المعرفة والإحساس بالآخر.
كما أضافت "أمبارو روسيل" رئيسة المنظمة الوطنية لمناهضة الإسلاموفوبيا، أن صعوبة العيش خلال هذا الشهر تبرز أيضًا في بلنسية في عدد من الصعوبات، التي من بينها على سبيل المثال بُعد مسافة المساجد لحضور الصلوات اليومية.
 وأكدت أنه لا بد من وجود خطوات جادة في سبيل إزكاء التعايش وتوطيده، لمواجهة من يربطون بين الإرهاب والإسلام ويتسببون بذلك في توجيه الكراهية والبغض المجتمعي تجاه المسلمين، ويتجلى ذلك في تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في عدد من البلدان الأوروبية. وكذلك دعم الحوار بين جميع أطياف المجتمع في سبيل اكتشاف القواسم المشتركة لدعم التماسك الاجتماعي والتعايش.
وفي أمريكا اللاتينية، وفي الأرجنتين تحديدًا، وجّهت الإدارة العامة للطوائف الدينية في حكومة العاصمة "بيونس آيرس" التهنئة للمجتمع الإسلامي لبداية شهر رمضان المبارك والذي يُعد بالنسبة للمسلمين شهر الصيام والتسامي الروحي، ويعد هذا دليلًا قويًّا على التعايش الذي يعيش فيه المسلمون داخل الأرجنتين.

Image


وفي "بيرو"، وضعت الجمعية الإسلامية في "بيرو" برنامجًا يوميًّا للصلاة ولدروس التفسير والحديث على مدار الشهر بالإضافة لموائد الإفطار الجماعي للمسلمين.

Image


وفي "المكسيك"، وجّه المركز التربوي للجالية المسلمة في المكسيك El Centro Educativo de la Comunidad Musulmana الدعوة للمسلمين لمائدة رمضان طيلة الشهر اعتبارًا من يوم الخميس 17 مايو.
 وفي "كولومبيا" بدأ المسلمون في صلاة التراويح منذ اليوم الأول في مركز الدراسات الإسلامية - القرطبي في العاصمة بوجوتا، بالإضافة للدروس اليومية في المركز لحث المسلمين على فضل الصيام والقيام.

Image

ويشيد مرصد الأزهر بهذه المبادرات والبرامج التفاعلية المتزامنة مع احتفالات المسلمين بشعائرهم الدينية، التي من شأنها إذابة الفوارق المجتمعية المنطبعة لدى البعض على أساس الدين أو العرق أو الجنس.
كما أنها تُسهم بشكل مباشر وفعلي في تزكية روح المواطنة والتعايش؛ حيث يشارك في هذه الفعاليات أبناء جميع الديانات، وهو ما يعزز من احترام التعددية ويرسخ للعيش المشترك. كما يؤكد المرصد على أن المشاركة في الملتقيات والأمسيات الرمضانية تساهم بقوة في تحقيق قدرٍ كبير من التعايش والتعارف والتفاهم، بعيدًا عن الصور النمطية والأحكام المُسبقة.

وحدة الرصد باللغة الإسبانية

 

الموضوع السابق قضية الحجاب والعداء المتزايد تجاه المسلمين في ألمانيا
الموضوع التالي "الجمعية الإسلامية الصينية".. البوابة الرسمية لمسلمي الصين
طباعة
1858

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.