الروهينجا

حجاب المرأة المسلمة داخل المجتمع الإسباني

حجاب المرأة المسلمة داخل المجتمع الإسباني

إن حقّ المسلمات في ارتداء الحجاب في الأماكن العامّة وأثناء العمل يُعَدّ من أهم القضايا التي تثار في إسبانيا خلال الفترة الأخيرة، ومن خلال متابعة وحدة الرصد باللغة الإسبانية لهذه القضية، لوحظ تزايُد الحالات التي تعرضت فيها بعض المسلمات لأضرارٍ جسدية ونفسيّة، جَرّاءَ بعض الاعتداءات التي تعرّضنَ لها، ومن المؤسف أن هناك صورةً مغلوطة عن الإسلام انطبعت لدى الكثيرين، من ربطٍ بينه وبين الإرهاب؛ الأمر الذي أدّى إلى تزايُد مواجهة المسلمين لصعوباتٍ في التعاملات اليومية في الأوساط الأوروبية بوجهٍ عامّ، خاصّةً بعد كلّ عمليةٍ إرهابية.

في الواقع، القضية متداخلة بين الحق الشرعي في ارتداء الحجاب، الذي يكفله القانون في أغلب الأحيان، وبين الجانب الاجتماعي الذي يتّسم بالرفض في عديد من القطاعات، وقد شهدت الأعوام الأخيرة الماضية تزايُدًا ملحوظًا في عدد حالات "الإسلاموفوبيا" ضد المُحَجَّبات؛ عن طريق المضايقات والاعتداءات اللفظية.

وبتسليط الضوء على حالات "الإسلاموفوبيا" بوجهٍ عامّ خلال السنوات القليلة الأخيرة، لوحظ أن عدد حالات العنصرية ضد المسلمين قد وصل في عام 2014 إلى 301 حالة منها 195 في برشلونة، وفي عام 2015 سجّلت الشرطة 292 شكوى خاصّة بجرائم الكراهية والتمييز، منها 232  في برشلونة أيضًا.

كما أفادت "الجبهة المدنية لمناهضة الإسلاموفوبيا" في إسبانيا؛ أن حوادث العنف ضد المسلمين قد تزايَدتْ في عام 2016 بنسبة 100٪ تقريبًا، بما يُقَدَّر بــ 573 حالة، وأَوْرَدَ التقريرُ أن 12.57% من هذه الحالات وقع فيما يتعلّق بالمساجد، بينما كانت نسبة 14.14% منها ضد المرأة المسلمة.

وفي عام 2017 بلغت حالات "الإسلاموفوبيا" 546 حالة، كان منها 386 حالةً عَبْرَ الإنترنت، أي: ما يعادل 70% من إجمالي عدد الحالات، إضافةً إلى: الحالات في عام 2018، والتي سنُغطّيها في تقريرٍ لاحق؛ انتظارًا للأعداد الرسمية التي تُصَرِّح بها الجهات المعنيّة في إسبانيا.

وفي هذا السياق، أَوْضَحت "إدنا خيمينيث"، الناشطة في اتحاد SOS لمكافحة العنصرية، أن النساء المسلمات يُعانينَ من تمييزٍ مُزدوَج؛ بسبب كونهن نساءً ومسلمات، فيما يُعرف بـ"الإسلاموفوبيا النوعية".

 

Image

 

          ومن هذ المنطلق، أوضحت "فاطمة حامد حسين" ، وهي محامية ونائبة بحركة الكرامة والمواطنة في مجلس مدينة سبتة، أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" قد انتشرت بقوّةٍ في الغرب، وباتت في تزايُدٍ عقب هجمات 11 سبتمبر، وتحديدًا: ظاهرة "الإسلاموفوبيا النوعية"، بمعنى: الخَوف والكراهية ضد المرأة المسلمة، وربط هذا الخوف بالحجاب، وأضافت: أن الأحزاب اليَمينيّة المتطرفة في أوروبا تستخدم الحجاب أداةً لإثارة الكراهية ضد المسلمين والتخويف منهم بشكلٍ عامّ، وضد المسلمات بصورة خاصّة، بينما أكدت أمبارو سانشيث، رئيسة الجبهة المدنية لمناهضة الإسلاموفوبيا،  أن أحزاب اليمين المتطرف أصبحت تُحَقِّق نجاحاتٍ كبيرةً سياسيًّا؛ بسبب استغلال "الإسلاموفوبيا"، ولكنها ترى أن "الإسلاموفوبيا" لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه في دول أخرى مثل: ألمانيا أو فرنسا، مؤكّدةً أن الإسلام يَحُثّ على العَيش المُشترَك والحب والسلام، وليس له أيّ عَلاقة بالإرهاب.

ويرى "خيسوس كاستييو"، أستاذ علم البيئة بجامعة إشبيلية؛ أن مظاهر الكراهية تزايدت في الآونة الأخيرة، خاصّةً ظاهرةَ "الإسلاموفوبيا" وانتقد القوانينَ التي تمنع ارتداء المسلمات للحجاب في الأماكن العامّة، مُشيرًا إلى أن الراهباتِ في إسبانيا يَحقّ لهنّ تغطيةُ الرأس في أي مكان، ولا يتعرضن للمضايقات، ولا تصدر بحقهن قوانينُ تمنعهنّ من ارتداء الزي الديني.

 

ونعرض فيما يلي نماذجَ لحالات العنصرية ضد المسلمات بسبب ارتداء الحجاب، ومنها:

  • في مجال العمل

تتعرض بعض المسلمات لمشكلات في العمل بسبب ارتداء الحجاب، حيث تعتبره بعض المؤسسات والشركات مخالفًا لقوانين العمل واللوائح الداخلية بها؛ ففي واحدة من القضايا المهمة خلال عام 2017 عُوقبت المسلمة "آنا سعيدي رودريجيث"، التي كانت تعمل بوظيفة "مضيف أرضي" في مطار "البليار"، بالإيقاف عن العمل لمدة شهرين بدون أجر؛ لعدم التزامها بارتداء الزي الرسمي للشركة، وذلك بسبب ارتدائها الحجابَ، وقامت "رودريجيث" برفع دعوى قضائية ضد الشركة للمطالبة بحقها، وقد أقرّت محكمة "بالما دى مايوركا" الإسبانية حقّها في ارتداء الحجاب أثناء العمل، وهو ما استنكرته الشركة.

وقد اعتبرت القاضية التي أصدرت الحكم في هذه القضية أن الشركة اعتدت على حق هذه المسلمة في ممارسة حريتها الدينية، ويُعتبر هذا الحكمُ رائدًا وغيرَ مسبوق في إسبانيا وأوروبا كلها، كما أنه أثار حالةً من الجدل في الوسط الأوروبي بوجهٍ عامّ، وتعقيبًا على الحكم، أكدت الشركة أن منع الحجاب لم يكن على أساس عِرقي أو ديني، ولكن قوانينها تنصّ على عدم السماح بوجود أيّ رمز ديني أو سياسي.

الجدير بالذكر؛ أن القاضية أمرت الشركة بإبطال القرار الذي يقضي بإيقاف الموظفة عن العمل وتعويضها عن الفترة التي لم تَتقاضَ فيها أجرًا، وكذلك ردّ ما وُقِّعَ عليها من غرامة، وقيمتها 4491 يورو، كما أقرّت المحكمة بحقها في الحصول على تعويض عن الأضرار الأخرى التي تعرضت لها؛ كالقلق والتوتر، بدفع مبلغٍ قدرُه 7892 يورو، وَفقًا لما وثّقته التقارير الطبية.

من جانبها، أعربت "آنا" عن سعادتها بهذا الحكم، وأكدت عزمها على العودة إلى العمل ومواصلة الدفاع عن حق المسلمات في ارتداء الحجاب، وقد لاقى هذ الحكمُ انتقادًا كبيرًا على المستوى الإسباني.

ونتذكر جميعًا حكم المحكمة الأوروبية مؤخّرًا، والذي جاء مُخَيِّبًا لآمال المسلمات وحقهن في ارتداء الحجاب في العمل، إذ أعطى الحقَّ للشركات في منع ارتداء أيٍّ من موظفيها أيَّ رمزٍ دينيٍّ أثناء العمل، وقد أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا في الوسط الأوروبي، وكذلك معارضةً كبيرة من المسلمين في إسبانيا، وقد طالَبَ مسلمو إسبانيا المحكمةَ بضرورة توضيح سبب هذا الحكم الجائر، والذي يحمل بين طيّاته تمييزًا مباشرًا ضد المسلمات اللاتي يُحافِظنَ على الحجاب.

وتعقيبًا على الحكم، ذكرت "مريم الخياط"، الحاصلة على درجة الماجستير في علم الأنثروبولوجيا، وتعمل بجامعة "طرّاغونة"، أن قرار محكمة العدل الأوروبية، والذى يقضى بمنع ارتداء الحجاب أثناء ساعات العمل الرسمية، يُعتبر هجومًا مباشرًا على حرية المرأة، أما "نصيرة المرابط"، الطالبة بكلية الصحافة فتقول: "لقد نسينا أن الحرية الدينية حَقٌّ للجميع".

وكان المسلمون في إسبانيا قد عبّروا عن استيائهم من هذا القرار، واصفين إيّاه بأنه انتهاك للحرية الدينية التي يُقِرّها القانون؛ مما دفَعَ ببعض الإسبانيات إلى ترك وظائفهن اعتراضًا عليه.

كذلك، نشرت مجموعةٌ من المسلمات مقطعًا مُصَوَّرًا بعنوان: "أنا مسلمةٌ مُحَجَّبة، ولكنني إنسانةٌ حُرّة"، وذلك باللغة الإسبانية، من خلال العديد من الشعارات الإلكترونية (هاشتاجات) مثل #NosotrasDecidimos (نحن مَن نُقَرِّر) #YoConMiHiyab (أنا بحجابي)  #TrabajoIgualConVelo (أعمل كالآخرين بحجابي)؛ وذلك بهدف إيصال رسالةٍ للجميع بأنهن مسلماتٌ يرتدين الحجاب بإرادتهن، وقبل كونهن مُحَجَّبات، فهُنَّ من المنظور العامّ، يُعَبِّرنَ عن حرية الإنسان وحرية اختياره، ورفعت المسلمات في الفيديو مجموعةً من اللافتات المتعددة، مُفادها: أن ارتداء الحجاب جاء بإرادتهن، ولا تَعارُضَ بينه وبين حرية المرأة؛ وذلك بهدف تصحيح مفهومٍ انطبعَ لدى الكثيرين، من أن الحجاب رمزٌ لقَمْعِ المرأة وانتهاكِ حقوقها.

وعلى المستوى السياسي: أشار "خوان خوسيه امبرودا"، رئيس الحزب الشعبي في مدينة "مليلية"، إلى احترام الحزب للحجاب؛ باعتبار أن ارتداءه مسموحٌ به، وذلك بموجَب مادّةٍ بالدستور تكفل الحرية الدينية، مُعَبِّرًا عن استيائه من الأحزاب التي تُنادي بمنع الحجاب، وذلك في إطار الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الأوروبية؛ بحظر ارتداء الحجاب أثناء مواعيدِ العمل الرسمية.

وفي شهر يونيو من عام 2018، رفضت إحدى الشركات المتخصصة في الصحافة والتصوير تعيينَ فتاةٍ إسبانية مسلمة؛ بسبب ارتدائها الحجاب، وأوضحت الفتاة -التي تُدعى: "ليلى سروخ"- عَبْرَ مواقع التواصل الاجتماعي؛ أنه قد تمّ رفضها بهذه الوظيفة، على خلفيّة ارتدائها ملابسَ ذاتَ طابعٍ إسلامي، مُشيرةً بذلك إلى الحجاب، مضيفةً: أنه لم يتمّ إجراء مقابلة شخصية معها، رغم استدعائها لذلك، وعند وصولها إلى مَقَرّ الشركة، أَوْضَحَ لها أحد المسئولين أن مظهرها لا يَتَناسَبُ مع مُتَطَلَّبات هذه الوظيفة، وذلك بمُجَرَّد رؤيتها، وأشار إلى أن التعامل مع العُملاء يتطلّب فتيات يعملن دون حجاب يُغَطّي الرأس.   

من جانبها، أعربت الفتاة عن استيائها من هذا الموقف، وتساءلت: لماذا لم يتمّ إخبارها بذلك منذ البداية؟ رغم أنها قدّمت سيرتها الذاتية للشركة، مُرفقةً بها صورةً شخصية ترتدي فيها الحجاب، وفي ذات السياق، أَوْضَحَ المسئول أنه تَصَوَّرَ أن الفتاة عند قدومها لإجراء المقابلة ستأتي بدون الحجاب، بما لا يَتنافى مع متطلبات الوظيفة وطبيعة العمل هناك، مؤكّدًا أنه لم يكن عنصريًّا في تصرفه معها، لكن الفتاة أكدت أن المسئول وصفها بأنها عربية مسلمة، ولا تنطبق عليها متطلبات الوظيفة، رغم كونها مواطنة إسبانية، أي: أن المسئول حكَم على الفتاة من خلال مظهرها الخارجي وما ترتديه من ملابس.

  • في المدارس والجامعات:

تتعرض بعض المسلمات لمضايقات في المدارس والجامعات نظرًا لارتدائهن الحجاب؛ ففي واقعةٍ أخرى، منعت إحدى المدارس الثانوية بمقاطعة "بلنسية" الإسبانية، في 19/9/2016، إحدى الفتيات المسلمات ــوهي إسبانيةُ الجنسيةِ، تُدعى: "تقوى رجب"ــ من دخول المدرسة؛ بسبب ارتدائها الحجاب، وهو الأمر الذي اعتبرته العديد من الهيئات والمنظمات الحقوقية إجراءً تَعَسُّفيًّا، وأدانته بشدة.

من جانبها، توجهت الفتاة إلى الجهات المعنية وقدّمت العديد من الشكاوى بشأن منعها من دخول المدرسة وهي ترتدي الحجاب، وبالفعل تدخلت حكومة المقاطعة وأجبرت المَدرسة على السماح للطالبة بالدخول وتَلَقّي المحاضرات، وشدّدت الحكومة على ضرورة عدم إجبار أحدٍ على ارتداء زيٍّ مُعَيَّن، أو نزْعه تحت أيّ مُسَمَّى.

          وعلى خَلفيّة الواقعة، أكدت الباحثة الإسبانية، "إيستير بونتيرو"، المتخصصة في الشئون العربية والإسلامية؛ أن الغالبية العُظمى من السيدات المسلمات يرتدين الحجاب طَوَاعيةً، ودون إجبار من أحد، ومنهن من لا يرتدين الحجاب في بعض الدول العربية دون أيّ مشكلة، بينما لا يتوقف الجدل داخل إسبانيا حول الحجاب، الذي يُسببه الجهل بمبادئ الإسلام الصحيحة، مشيرةً إلى أن ربط الإسلام بالإرهاب فكرةٌ خاطئة وعاريةٌ تمامًا عن الصحة.

وأشارت الباحثة إلى عدم وجود دراية بصحيح الإسلام، وقالت: إن هناك عنصرية تُمارَس ضد الإسلام والمسلمين، وهو ما لا يحدث مع أتباع الديانات الأخرى، إذ لا يُمنع أي شخص يحمل صليبًا في رقبته من الدخول إلى قاعة الدراسة، بينما يُنظر إلى الحجاب بصورة أخرى؛ نظرًا لعدم فهمه، والعجز عن إدراك ما يرمز إليه بالنسبة للمرأة المسلمة، وشدّدت على أن الحجاب يُعَدّ أحد أهمّ القرارات التي تُقدِم عليها المسلمات في حياتهن، علمًا بأن الدستور الإسباني يكفل للجميع حرية الاعتقاد والتعبير، وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك تزايُدًا في حِدّة "الإسلاموفوبيا"، كما هو الحال في العديد من الدول الأوروبية.

وفي حوارٍ تليفزيوني، بتاريخ 18/10/2016، صرّحت فتاةٌ إسبانية من مدينة "سان سباستيان"، تبلغ من العمر 17 عامًا، وتُسَمّى: "مريم إتكانيث"، وترتدي النقاب، أنها ظلّت تبحث عن التَّوحيد زمنًا، ولم تَجِدْ ذلك إلا في الإسلام، وقد اعتنقت الإسلام منذ كانت في الثالثةَ عشرةَ من عمرها، ثم ارتدت الحجاب، وبعد أربع سنوات قرّرت ارتداء النقاب، وهو ما عارضته المدرسة التي تتردّد عليها، وبالتفاوُض مع المسئولين سُمح لها بارتدائه داخل المدرسة دون قاعات الدراسة، إلا أن ذلك لم يحدث، إذ رفض المدرسون بقاءها في حجرة الدراسة ساترةً وجهها، وقالت الفتاة: إنها قرّرت بعد ذلك الامتناعَ عن الذهاب إلى المدرسة؛ لاقتناعها بوُجوب ارتداء النقاب.

 

كذلك قام أستاذٌ جامعي، يُدعى: "ألفونسو إيريديا"، بكلية التربية، بجامعة "سرقسطة"، في 21/9/2015، بطرد طالبةٍ مسلمة في مرحلة الماجستير، تُدعى: "ثُرَيّا مالك"؛ بسبب ارتدائها الحجاب. وعندما رفضت الفتاة ردّ عليها المعلم قائلًا: "إنها ليست مسألة قواعد المؤسسة، لكنها سياستي الشخصية"، ثم طردها من قاعة الدرس، وفي اليوم التالي، صرّح مسئولٌ بالجامعة؛ أنه وَفقًا للمادتين: 4،158 من النظام الداخلي لكلية التربية بالجامعة؛ فإنه لا يَحقّ للمعلم أن يُمارِسَ أيَّ تمييزٍ ديني أو عِرقيّ أو سياسي ضد أحد الطلاب، ومن ثمّ؛ فإنه لم يَصدُر أيُّ قانونٍ يُجَرِّم ارتداء الحجاب.

وأضاف المسئول: أن قرار المعلم هو قرار شخصي لا يُعَبِّر عن موقف الجامعة، وأن المسئولين طالبوه بقَبول الطالبة في المحاضرة التالية، وإلا ستُتّخذ الإجراءات القانونية ضده، وبعد الضغوط من الاتحادات الطلابية حضرت الطالبة بالقاعة، ولكن المعلم قال لها: "أنتِ الآنَ في قاعة الدرس؛ لأنهم أجبروني على ذلك، لكنّكِ غيرُ مُرَحَّبٍ بك هنا"، وفي الحال وقف جميع زملاء "ثريا" وغادروا قاعة الدرس، وتركوها خاوية إلّا من الأستاذ، ثم حرّر هؤلاء الطلاب شكوى "موقف عنصري لأستاذٍ جامعي"، وقدّموها إلى العميد، بعد أن وَقَّع عليها نحوُ سِتّين طالبًا.

وفي هذا السياق، أكد "خورخي رمارتشا"، الأمين العامّ لنقابة الطلاب اليساريين، وأحد الداعمين لـ"ثريا"؛ أن هذا التصرفَ نِتاجٌ لظاهرة كراهية الإسلام التي تَفَشّتْ في إسبانيا، وقد فتحت الكلية تحقيقًا في هذه القضية التي تَحَوّلتْ إلى قضيةِ رأيٍ عامّ آنذاك، وحظيت الطالبة بتأييد شريحةٍ كبيرة من المجتمع الإسباني وتضامُنِها، جاء على رأسها: زملاءُ الطالبة أنفسُهم، بالإضافة إلى: مُمَثِّلين من عِدّة اتّحاداتٍ طلابية.

وفي 30/6/2018، هدّدت أستاذةٌ جامعية بجامعة "غرناطة" طالبتين بكلية الطب بالطرد من الامتحان؛ بسبب ارتداء الحجاب، وطلبت منهما خلْعَ الحجاب أو الخروجَ من القاعة، مُتَذَرِّعَةً بأن الحجاب قد يكون وسيلةً للغش؛ بإخفاء أوراق صغيرة بداخله، وسط استياء زملائهما، واعتراض عددٍ منهم على هذا التصرف، الذي يعكس عنصريّةً واضحة، وفَور اعتراض الأستاذة على ارتداء الطالبتين الحجابَ، قالت إحداهما: إنه لم يتمّ إخبارهما بذلك من قَبلُ، وأوضحتْ للأستاذة أن معها موافقةً خَطية من الجامعة على ارتداء الحجاب؛ ممّا أثار غضب الأستاذة الجامعية، وقالت: إنها لا تعرف أحكامَ الدين الإسلامي، لكنها تعرف جَيّدًا قوانينَ الجامعة؛ فخرجت الطالبتان من القاعة اعتراضًا على هذا التصرف.

وأشار "أنطونيو رويث"، المسئول الحُقوقيّ في الجامعة، إلى أنه لم يَتَلَقَّ شكوى رسمية من الطالبتين، وبالتالي: فليست لديه تفاصيلُ كافيةٌ عن المشكلة؛ لأن أطرافها غير ماثلين أمامه، وقد عَبّر العديد من الطلاب بعد الامتحان عن استيائهم ممّا حدث، وأشار الخبر إلى أن الطلاب يفكرون في التقدُّم بشكوى إلى المسئول الحقوقي في الجامعة، وإلى رئيسة الجامعة، "بيلار أراندا".

  • في الأماكن العامّة والوسط الاجتماعي:

تكثر حالات تَعَرُّض المسلمات لمضايقات واعتداءات بسبب الحجاب في الأماكن العامّة؛ ففي شهر سبتمبر 2016، ألقتْ قوات الأمن في مدينة "برشلونة" القبض على رجلين ينتميان إلى إحدى الجماعات اليَمينيّة المتطرفة؛ بسبب اعتدائهما على امرأةٍ مسلمة حُبْلى،  وذكرت الشرطة في بيانٍ لها؛ أن المرأة المسلمة كانت تسير في الشارع بصُحبة زوجها وطفليهما، وبدأ الرجلان في إهانة المرأة بألفاظٍ عنصرية مثل: "مسلمون ساقطون"، "ترتدي كيس قمامة"، في إشارة إلى ارتدائها الحجاب، ثم اعتديا على زوجها عندما حاول الدفاع عنها، وتَلَقّت المرأةُ ضربةً في بطنها حين حاولت التدخُّلَ وإنهاءَ المشاجرة، ووجّهت النيابةُ للرجلين اتهاماتٍ مُشَدَّدة بالكراهية والتمييز والاعتداء والتسبُّب في وقوع تلك الإصابات، وأمام القضاء، طالَبَ المُدَّعي العامّ في "برشلونة" بالسَّجن عامين ونصفًا، وغرامة قدْرها 3750 يورو، ضدهما، واعتبر المدّعي العامّ أن ما فعلاه يُعَدّ من جرائم التمييز والعنصرية.

كما أشارت إحدى الإسبانيات، وتُدعى: "أمبارو"، في حديثها مع راديو "كادينا سير" الإسباني، في 17/12/2016، وهي إسبانية متزوجة من مسلم جزائري، إلى أنها تُعاني يوميًّا من المواقف العنصرية التي تواجهها داخل المجتمع الإسباني، وتشعر بالأسى والحزن للعنصرية تُجاهَ المسلمين، وأضافت: أنه بعد تَصاعُد الإرهاب المتطرف، تزايدت حِدّة "الإسلاموفوبيا" بشكل لافتٍ في إسبانيا، ومن المؤسف: الحديثُ عن الحجاب بصورة سيئة وربط الإسلام بالإرهاب؛ لأن هناك العديدَ من المسلمات لا يرتدين الحجاب، وتساءلت: لماذا العنف والعنصرية ضد الإسلام؟! في حين أن هناك العديدَ من الجيران من جنسيات مختلفة مثل الأمريكيين والرومانيين وغيرهم لا يتعرضون لأذى، كما أن المسلمين لا يستطيعون الحصول على وظيفةٍ مناسبة، وأكدت أنه ينبغي على المجتمع معرفة الشخص المسلم أولًا قبل الحكم عليه، وأفصحت عن أن ابنتها اعتنقت الإسلام عن اقتناعٍ تامّ، بعد قراءتها العديدَ من الكتب الإسلامية.

وفي 31/1/ 2017، أشارت "بُشرى إبراهيمي"، وهي من أصلٍ مغربي، وتبلغ من العمر 32 عامًا، وهي أمٌّ لأربعة أطفال، وتعيش في إقليم "قطلونية" منذ عِدّة سنوات، إلى أنها لم تتمكن من استئجار شقة؛ لكونها مسلمة، وأكدت أن الحصول على مسكن بالإيجار أصبح مهمة صعبة للغاية، إذ إن العروض العقارية تتلاشى عندما يظهر الحجاب، وأضافت: أن أصحاب الشقق يُقَدِّمون أعذارًا واهيةً؛ لأنها ترتدي الحجاب، كما أعربت عن أسفها لأنها ستُضطرّ إلى مغادرة المدينة، ويُلاحَظ أن معظم هذه الحالات وقع في إقليم "قطلونية"؛ باعتباره أكبرَ تَجَمُّعٍ لأعداد المسلمين في إسبانيا.

           

  • صور مكافحة الإسلاموفوبيا على المستويين الحكومي والمجتمعي:

لم تقف الهيئات الحكومية ولا منظمات المجتمع المدني، ولم يقف بعض المسلمين ممن لهم دَورٌ بارز في محيطهم مكتوفي الأيدي أمام تَنامي ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، خاصّةً ضد المرأة المسلمة وارتدائها الحجاب، فقد صدر عن حكومات المقاطعات عددٌ من القرارات والخطوات الرامية إلى مناهضة هذه الظاهرة، ونعرض فيما يلي عددًا من صور المكافحة، ومنها:

  • مكافحة البلديات الرئيسة للظاهرة

على مستوى المقاطعات، وضَع مجلس بلدية "برشلونة" خُطّةً إستراتيجية رائدة تتضمّن 28 بندًا؛ من أجل مكافحة "الإسلاموفوبيا" والقضاء عليها، من بينها: تَوقيع عقوبات على التظاهرات التي تَحُضّ على الكراهية والتمييز، والتي تعقبها غالبًا مَوجةٌ من حالات "الإسلاموفوبيا"، كما تَنُصّ هذه الخُطّة على وَضْع عقوباتٍ إدارية في الحالات التي لا تخضع للإجراءات الجنائية، وأضاف مجلس بلدية "برشلونة": أن الغرض من هذه الخُطّة هو خلْقُ بيئةٍ طاردة للكراهية والانشقاق المجتمعي والتصرفات العنصرية المتطرفة.

وفي سبيل السَّعي المُتواصِل في إقليم "قطلونية" لمكافحة هذه الظاهرة؛ افتُتح "مرصد مواجهة التطرف العنيف" El Observatorio para la Prevención del Extremismo Violento في 30 يناير 2017، وذلك بالتعاون مع المعهد الوطني لمكافحة العنف"NOVACT" ومنظمة حقوق الإنسان بالمغرب "CMODH"، ويُعتبر "المرصد" تطبيقًا للخُطّة التي وضعها المجتمع المدني الأورومتوسطي لمنع التطرف، ويضمّ وزاراتٍ وقطاعاتٍ أخرى ذاتَ صِلَة، تقوم على تحليل ودراسة الظواهر الخاصّة بالتطرف العنيف في دول حَوض البحر المتوسط.

وجاءت فكرة إنشاء "المرصد" بعد انتشار ظاهرة التطرف العنيف في أنحاءٍ متفرقة من العالم، وخاصّةً في إفريقيا والشرق الأوسط.

 الجدير بالذِّكر؛ أن مُمَثِّلين عن هذا "المرصد" قاموا بزيارة "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف"، وهناك جُهودٌ تُبذل في سبيل تَوقيع اتفاقيّةٍ للتعاون بين المؤسستين.

وفي السياق ذاتِه، وافق المجلس التنفيذي بمدينة "بلنسية" الإسبانية، لإحدى الفتيات المسلمات بالمدينة، وتُدعى: "أنفال مالك"؛ على أن ترتديَ الحجابَ أثناء لعبها كرةَ السلة، ويأتي هذا القرارُ بعد أن  طالَبَ اتّحادُ كرة السلة المَشورةَ من الحكومة البلنسية، وتوضيح موقف اللاعبة من حيثُ المنعُ أو السماحُ لها بارتداء الحجاب؛ حيث إن القاعدة الرياضية العامّة تمنع تعليقَ أو ارتداءَ أيّ إشارةٍ أو رمزٍ دينيٍّ داخل اللعبة، كقلادةٍ أو ملابسَ معينة، وبعد تقديم الطلب الاستشاري للحكومة في هذا الشأن؛ جاء القرار بالموافقة على الطلب المُقَدَّم.

من جانبها، ذكرت الفتاة "أنفال"، ذاتُ الأصول الجزائرية، والبالغة من العمر 13 عامًا؛ أن ارتداء الحجاب يُمَثِّل حريةً شخصية بالنسبة لها، كما أَبْدَتْ تَطَلُّعَها لحياةٍ أفضلَ، وقالت: إنها سعيدة بالقرار الذي يؤكد حقها في حرية ارتداء المَلبس الذي تراه مناسبًا لها، ويتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي.

كما نَظّمت بلدية "ميُورْقة"، خلال يومَي 20 و21 من شهر مارس 2018، ندوةً بعنوان: "أَوْقِفوا العنصرية"، وتركّزت فعالياتها حول "الإسلاموفوبيا" على أساس الجنس، وشاركت فيها الفتاة المسلمة الإسبانية، "لمياء الوهابي"، 28 عامًا، والتي تَدرس علوم الحاسبات، وتعيش هناك منذ 10 سنوات. وخلال الندوة، أكدت "الوهابي" أن سوق العمل يُمَثِّل صعوبةً بالنسبة لامرأةٍ إسبانية متزوجة، فضلًا عن كونها مسلمة! إذ إنها ربطتْ بين كَونها مسلمةً وبين تَعَرُّضها هي ومثيلاتها في كثيرٍ من الأحيان لألوانٍ من العنصرية والتمييز على أساس المَظهر والدين، وشدّدت على أنها تعتزم تَجاوُزَ هذه المظاهر السلبية؛ سعيًا إلى التعايش، فلا يكون الاختلاف في الدين سببًا في الخلاف والبغض بين أفراد المجتمع.

 

وعلى الصعيد المجتمعي: نشَر مجموعةٌ من تلاميذ معهد "ماريا كامبين" في "قطلونية"، بتاريخ 3/2/2017، قِصّةً هَزليّة (cómic) بعنوان: "الضواحي"، كأداةٍ من أدوات مكافحة "الإسلاموفوبيا" ضد المرأة، وذلك في سبعة معاهدَ تعليميةٍ بالعاصمة "مدريد"؛ بغرض كشف الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها المسلمات في إسبانيا، من خلال عرض قصة فتاةٍ إسبانية اعتنقت الإسلام حديثًا، والقصة عبارة عن مجموعة من الصور الكاريكاتيرية، يتمّ عرضها من خلال ورشةِ عملٍ، مُكَوَّنة من مجموعةٍ من الطلاب، يقومون بتجسيد حياة الفتاة المسلمة التي تُدعى "نورا"، والتي تُكافح من أجل الحصول على حقوقها أمام الرفض الشديد الذي تتعرض له من قِبَل زملائها في المدرسة.

 

كما حازت صورةٌ فوتوغرافية، التقطها "فرناندو فوساتي"،  من إقليم "أراجون"، بتاريخ 5 /11/2016، على الجائزة الأولى، في المسابقة الوطنية "تويست إسلاموفوبيا"  Twistislamophobia، والتي منحتها المؤسسة الثقافية الإسلامية؛ وذلك لأنها صَوّرت التعايُش السلميّ بين الثقافات والديانات المختلفة، وكانت تحت عنوان: "الاحترام المُتبادَل".

 

وعلى المستوى الجامعيّ، دَشَّنتْ مجموعةٌ من طلاب جامعة "بومبو فابرا"، بمدينة "برشلونة"، في 27/2/2017، حملةً إلكترونية لمناهضة ظاهرة "الإسلاموفوبيا"؛ وذلك للحَدّ من تَنامي هذه الظاهرة ومقاومة كلّ ما يمكن أن يَضرّ بالتعددية والتعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع الإسباني، وذلك وَفقًا للبيان الرسمي الذي صدر عن الجامعة القطلونية.

 

أمّا عن دَور بعض المسلمين الإسبان في مكافحة هذه الظاهرة؛ فقد أوضحتْ "هاجر قاسمي"، وهي فتاةٌ مسلمة من أصلٍ مغربيٍّ، حاصلة على الجائزة الوطنية الإسبانية الأخيرة للشباب، في حوارٍ لها مع "راديو مورثيا"، في 11 /10/2016، في برنامج "صباح الخير"؛ أنها تعيش في مدينة "مرسية" منذ 11 عامًا، واستطاعت الاندماج في المجتمع، وكانت حينها في الصف الأول الجامعي، حيث كانت تَدرس اللغة الإنجليزية بجامعة "مرسية"، وفي حديثها عن الحجاب قالت: "إنه ليس دليلًا على القمع، بل على العكس تمامًا، هو دليلٌ على الحرية في اختيار مَن يرى جسدي ومَن لا يراه، وهو قرارٌ شخصيّ حُرٌّ، وذلك كمَن تُقَرِّر أن تقومَ بعمل ثُقوبٍ أو وَشمٍ في جسدها، فحريتي في الحجاب مثلُ حرية مَن تقوم بالوَشم.

وأضافت: أنها تعتبر نفسَها نموذجًا مُشَرِّفًا للمرأة المسلمة ذاتِ الأصول العربية، والمُندَمِجة مع المجتمع الإسباني الغربي، كما أكدت قدرة المسلمين على التعايُش والاندماج مع المجتمعات الأخرى رغم الاختلاف الثقافي والديني، والدليل: أنها حازت جوائزَ قوميّةً، وحقّقتْ نجاحًا باهرًا داخل المجتمع الإسباني.

 

Image

في الواقع: تتركّز نقطة الخلاف في هذه القضية حول مفهوم الحرية وتطبيقها فيما يَخُصّ ارتداءَ الحجاب؛ إذ يرى المؤيِّدون: أن الحجاب يُمَثِّل حريةً دينية، يَحقّ للنساء ارتداؤه وقتما شئنَ، وفي أيّ مكان، بينما تَنُصّ اللوائح على عدم إظهار الهُوِيَّة الدينية، وتَقتضي مبادئ الحرية ألّا تُجبَرَ النساءُ على مخالفة مُعتقَدهنّ الديني لأيّ سبب؛ لأنه من غير المَقبول أن تَتَعَنّتَ المؤسسات ضِدَّ الحجاب لأسبابٍ واهية، فمع الإقرار بضرورة تنفيذ اللوائح، فإن ارتداء الحجاب ليس بالأمر المؤرِّق الذي يمكن أن يُخِلَّ بسَير العمل، أو يؤثِّرَ سلبًا على المجتمع.

ومما سبق يتّضح أن العنصرية تُجاهَ الإسلام والمسلمين تعكس المشاعر السلبية لدى شريحةٍ ليست بالقليلة من المجتمع الغربي؛ بسبب الأحداث الإرهابية المتطرفة، التي تحدث من حينٍ إلى آخَرَ باسم الإسلام، أو من خلال الأحزاب اليَمينيّة المتطرفة، التي أصبحت تُحَقِّق نجاحاتٍ كبيرةً، في محاولةٍ للاستفادة سياسيًّا؛ من خلال تصوير المسلمين، بشكلٍ عامٍّ، كمجموعةٍ من الإرهابيين، يؤمنون بالعنف تُجاهَ الآخَر، ولا يعترفون بحقوق الإنسان؛ حتى استقرّت هذه المَزاعِمُ في نفوس هذه الشريحة، وباتت تَحُثّ على كراهية الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية.

وختامًا، يرى "مرصد الأزهر" ضرورةَ الاستعانة بآليّاتِ التَّوعية المجتمعية؛ لمنع هذه الأفعال العنصرية، وتعزيز المعرفة والفهم الصحيح للإسلام، وكذلك من الضروري العملُ على غرس قيَم احترام التشريعات، وتطبيق العقوبات على مرتكبي أعمال التمييز و"الإسلاموفوبيا"، بالإضافة إلى: دعم منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال مكافحة العنصرية و"الإسلاموفوبيا"؛ لمنع انتشارها، حيث إن تلك الحوادث تُعَدّ نموذجًا إضافيًّا لحالات كراهية الإسلام والعنصرية ضد المسلمين، وتُعَدّ النساءُ الفئةَ الأكثرَ استهدافًا من هذه الأفعال؛ بسبب ارتدائهن الحجاب.

كما يؤكّد "مرصد الأزهر" خُطورةَ تَكرارِ مثل هذه الوقائع، وهو في هذا السياق يعمل على إعداد دراساتٍ حولها؛ للوُقوف على أسبابها والآثار المترتبة عليها.

 كما يرى "المرصد" أن الحكم على المظهر فقط له آثارٌ سلبية خطيرة على المجتمعات كافّةً؛ لذا يعمل "المرصد" على إزالة الأحكام المسبقة التي تُشَوِّه صحيحَ الدين الإسلامي وتعاليمَه، التي تدعو إلى التآلُف والمحبة، وترفض العُنصريّةَ بكلّ أنواعِها وصوَرها.

 

وحدة رصد اللغة الإسبانية      

 

 

الموضوع السابق أزمة مسلمي الروهينجا.. أما آن لهذا الليل أن ينقشع!
الموضوع التالي المسلمون في جمهورية البيرو
طباعة
3990

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.