24 أكتوبر, 2022

وكيل الأزهر يطالب بتأسيس ميثاق عملي يتفق مع رسالة الإسلام السمحة

وكيل الأزهر: 
- تفعيل القيم الإيمانية الربانية ضمان لكرامة الإنسان وتحقيق للأمن والعدل في الأرض
- «صدام الحضارات» مغالطة مكشوفة يأباها دين الله وترفضها عقول الحكماء
- الأزهر جاء لمصر ليحمل أمانة الدعوة ويبلغ رسالة الدين بمنهج علمي رصين
-  مشاركة الأزهر في الاجتماع السنوي للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة تأتي تمشيًا مع رسالة مصر في مساندة الضعفاء
- إغاثة الملهوف والمظلوم سلوك إسلامي أصيل تقتضيه حقوق الأخوة الإيمانية
-  الإسلام أسس لتكافل اجتماعي يشمل الإنسانية جمعاء
- وكيل الأزهر يطالب بالنهوض برسالة الإغاثة الإنسانية وعودتها إلى دورها الحقيقي الذي قامت من أجله

 

     قال فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف: إن مشاركة الأزهر الشريف في الاجتماع السنوي للهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة؛ تأتي تمشيًا مع دور الأزهر الشريف ورسالة مصر السامية التي لا تدخر جهدًا في مساندة الضعفاء والمحتاجين في كل شبر من أرجاء المعمورة، ولم لا ومصر مهد الرسالات والحضارات؟ فتحت أبوابها وما زالت مفتوحة لكل من يحتاج يد العون والمساعدة، لافتًا إلى أن الأزهر يحمل أمانة الدعوة، ويبلغ رسالة الإسلام على وجهها الأتم، بمنهج علمي رصين، يصون الدنيا ومن فيها وما فيها.

وأشار الدكتور الضويني، خلال كلمته بالاجتماع السنوي للهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بدولة الكويت، إلى الأهداف المستنيرة التي من أجلها أُنشئ المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، للارتقاء بالعمل الإسلامي وأنشطته المتنوعة؛ ليكون على مستوى رسالة الإسلام الحضارية في تأكيد وحدة الأسرة البشرية، وتحقيق التعارف بين الناس، وتفعيل القيم الإيمانية الربانية؛ لضمان كرامة الإنسان وتحقيق الأمن والعدل في الأرض وفق إرادة الله، مؤكدًا أن إغاثة الملهوف والمظلوم وتقديم العون لكل من يحتاج إليه، بغض النظر عن الدين والجنس واللون؛ من أعظم الواجبات التي أوجبها الله على خلقه لخلقه، وهو سلوك إسلامي أصيل، وخلق رفيع تقتضيه حقوق الأخوة الإيمانية، يؤكده التكافل الإنساني الشامل الذي نادى به الإسلام، وتفرضه الأخلاق الراقية التي عرفناها في شخص سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذي جاء رحمة للعالمين.

وأوضح فضيلته أن الإغاثة الإنسانية تتأكد الحاجة إليها في واقعنا المعاصر؛ لما يشهده هذا الواقع المؤلم من حروب غير مبررة، ومجاعات مدمرة، وغير ذلك من كوارث وأوبئة، مبينًا أن هناك مؤسسات إغاثية تنحرف عن أهدافها السامية في التخفيف من آثار الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها الناس، ويكون لها أهداف أخرى دينية أو سياسية أو حزبية تعمق من آثار هذه الظروف بدل التخفيف منها، مشددًا على أن ذلك يحتم علينا جميعا أن ننهض برسالة الإغاثة الإنسانية، ونعيد إليها دورها الحقيقي الذي قامت من أجله، لافتًا إلى أن أكثر الناس حاجة لإغاثة عاجلة هم هؤلاء المتضررون من آثار النظام العالمي الجديد، الذي يراد له أن تسود فيه نظرية «صدام الحضارات»، في مغالطة مكشوفة يأباها دين الله، وترفضها عقول الحكماء، والذي كان من تبعاتها التحيز الواضح ضد قضايا بعض الشعوب وخاصة المجتمعات المسلمة.

وأكد وكيل الأزهر، أن الأزهر مستعد للتنسيق والتعاون مع المنظمات الإسلامية كافة التي تتفق مع المنهج الوسطي؛ لمواجهة ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تحديات معاصرة من أجل تكامل الجهود ووضع الأولويات بحسب ما تفرضه تلك التحديات، موضحًا أن الإسلام أسس لهذا التكافل الذي يشمل الإنسانية كلها، يمسح عنهم دمعة الألم التي آلمتهم، ويمنحهم الأمن بعد فقده، ويمدهم بلقمة العيش التي تقيم صلبهم، ويعطيهم الخير الذي يؤمله الإنسان من أخيه الإنسان، مطالبًا بضرورة أن يخرج من هذا الاجتماع بورقة عمل إغاثية، تسمى: «الرحمة المهداة»، تؤسس لميثاق عملي يقرأ الواقع بإنصاف، ويعمل على علاج ما فيه ببرامج حقيقية بعيدًا عن أية أهداف لا تتفق مع رسالة الإسلام، وتنقل صورة الصحيحة، وترد ردًّا عمليًّا على من يتهمون الإسلام ظلمًا وزورًا.