23 فبراير, 2016

في محاضرة بمسجد الأزهر بجاكرتا .. الأمام الأكبر يحصِّن عقيدة أهل السنة في جنوب شرق آسيا بإقامة أروقة شرعية

ألقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين،  درسا في مسجد الأزهر الشريف في العاصمة الإندونيسية جاكرتا نصح فيه طلبة العلم بضرورة التمسك بالمنهج الوسطي الذي هو رسالة الأزهر جامعا وجامعة .
وقال فضيلته: إن الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام هو الحارس الأمين لثقافة الأمة وعقيدتها، موضحا أن سر بقاء الأزهر الشريف هو احتضانه للمسلمين جميعا؛ حيث كَوَّن هذا الرصيد الضخم حبا واحتراما كبيرا للأزهر الشريف في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
وأضاف الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف يجعل دائما وحدة المسلمين هدفا له في كل دعواته؛ فالأزهر لا يقصد أحدا، وهو ينادي بالأخوة والتعايش بين كل المسلمين، فالأزهر الشريف كان ولا يزال يحاول أن يجمع المسلمين على هدف واحد بين أفراده، فليس المسلمون بأقل إمكانات من أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين هم بالرغم من اختلافهم في اللغة والعقيدة وغيرهما، إلا أنهم اتحدوا على أهداف ومصالح واحدة، فنحن بحاجة إلى وحدة في الهدف ونقدم نموذجا فريدا في التعاون المشترك.
 وتمنى فضيلته أن يكون هذا المسجد - الذي سمي بمسجد الأزهر- على منهج الأزهر الشريف الأصل في مصر؛ فيدعو إلى الله على بصيرة ويعمِّق فقه التعايش بين أفراد الشعب الإندونيسي الذي نحمد الله على أنه شعب مسالم وادع، استطاع بحرصه وتمسكه بالدين أن يقدِّم أنموذجا طيبا لما ينبغي أن يكون عليه المسلم المعاصر من جمع بين الأصالة والحداثة في انسجام وتناغم.
واقترح فضيلة الأمام على القائمين على هذا المسجد إقامة أروقة متنوعة لتدريس العلوم الشرعية: رواق لفقه الإمام مالك، رواق لفقه الإمام الشافعي، رواق لفقه الإمام أبي حنيفة، رواق لفقه الإمام أحمد، كما نصح فضيلته بضرورة إقامة رواق لقراءة صحيح البخاري دراية ورواية، ورواق آخر للسيرة النبوية الشريفة، ووعدهم بمساعدتهم بالأساتذة المتخصصين للتدريس في هذه الأروقة التي ستقوم - بإذن الله- بالحفاظ على عقائد أهل السنة والجماعة في جنوب شرق آسيا وتحصين الأمة من كل الدعوات الهدامة .

 


كلمات دالة: زيارة إندونيسيا