25 فبراير, 2016

عقب افتتاحه مبنى كلية الدراسات العليا بجامعة دار السلام كونتور.. الإمام الأكبر: الأزهر الشريف سيقف فكريا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بعقائد أهل السنة

-          سب أم المؤمنين عائشة إفك وضلال مبين.
-          لابد من وقف سب الصحابة في القنوات الشيعية.
-          حركات التشييع من أكبر العوائق للتفاهم بين السنة والشيعة.


وسط حضور رسمي وشعبي وطلابي حاشد .. افتتح فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، صباح اليوم الخميس 25 فبراير 2016م، مبنى كلية الدراسات العليا بجامعة دار السلام كونتور في حضور رئيس الجامعة ووزير الشئون الدينية الإندونيسي، وعدد من المسئولين الإندونيسيين.
وعقب مراسم الافتتاح توجَّه فضيلته إلى مسجد الجامعة الذي اكتظ بالمصلين، الذين أدوا صلاة العصر خلف فضيلة الإمام الأكبر، ثم ألقى فضيلته عقب الصلاة كلمة لطلاب الجامعة ركز فيها على أن الإسلام باعتباره خاتمة الرسالات الإلهية اهتم بالمعرفة والعلم؛ فجاءت الآية الأولى من القرآن الكريم تدعو نبي الأمة إلى القراءة، مضيفًا "أول واجبٍ على المكلف هو معرفة الله، وأن هذه المعرفة تنبني على العقل، والشرع يوجبها، فقيمة العقل والمعرفة في الإسلام قيمة عظمى وأساسية، وليس أدل على ذلك من كثرة مفردات لفظ العلم في القرآن الكريم".
وأسدى الإمام الأكبر جملةً من النصائح إلى أبنائه وبناته طلاب معهد وجامعة دار السلام كونتور منها، ضرورة الالتزام بالأخلاق الإسلامية الحميدة، مؤكدًا أن طالب العلم بدون الالتزام بآداب التربية والسلوك يكون علمه وبالا عليه، موضحًا أن طلب العلم يحتاج أيضا إلى الزهد في متاع الدنيا، لذا فإن طالب العلم لا ينبغي أن ينشغل بالأمور التحسينية التي يمكن أن تستقيم الحياة بدونها.
وتابع فضيلته: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإن علومنا لا يبرع فيها إلا من كانت صلته بالله تعالى قوية، ملؤها حب الله والخوف منه، والأمل والرجاء فيه، كما أوصاهم بوجوب الابتعاد عن التكفير وكل ما يمت إليه بصلة؛ فالتكفير طريق محفوف بالمخاطر، وكله مزالق، وربما أدَّى بصاحبه إلى التهلكة، وما نراه عن البعض من التكفير المتبادل أمرٌ يتنافى مع صحيح الدين، إضافة إلى كونه مدخلا شيطانيًا إلى إشاعة الفرقة والتنازع بين أفراد المجتمع.
وفي ختام كلمته، قال إن البعض كان ينتظر من شيخ الأزهر في هذه الزيارة أن يؤيد البعض دون البعض الآخر، ومن يعتقد هذا فهو واهمٌ، ولن يقع الأزهر في مثل هذا؛ لأن الأزهر الشريف هو قلعة المسلمين جميعًا والحصن الحصين لعقائد أهل السنة والجماعة، فلا يمكن للأزهر أن يفرِّط في عقائد الأمة وثوابتها، ولا أن يمالئ في دين الله، ولهذا بقيَ الأزهر شامخًا على مر العصور.
وفي هذا الإطار فإننا نعمل بالقاعدة الذهبية التي أبدعها علماؤنا، والتي تقول "نعمل على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، ومع هذه السماحة الفكرية الواجبة فإننا نحذِّر من كل ما يناقض هذه السماحة من غلوٍّ في الدين، وتطرف في الاعتقاد، وإرهاب مقيت، بكافَّة أشكاله وصوره، وهذه آفات ينبغي أن نطهر المجتمعات الإسلامية منها بالوسائل المشروعة من دعوة إلى الله على بصيرة وجدال بالتي هي أحسن، وتصحيح للمفاهيم المغلوطة بفهم سليم وحجج صائبة.
وكان الإمام واضحًا أشدَّ الوضوح في رسالته للمسلمين في جنوب شرق آسيا عندما قال: هناك فِرق لا تكفُّ عن سبِّ صحابة رسول الله، وسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي هي أمهم رغم أنوفهم، وهذا السبُّ الذي يعبر عن ثقافة كريهة من الحقد والكراهية هو مستهجن ومرفوض عندنا، ونحن لا نكف عن المطالبة بوقف قنوات الفتنة التي تبث هذا السباب صباح مساء، ولا أشكُّ أن هذا الإفك ضلالٌ مبينٌ وفتنة بين المسلمين.
وأضاف الإمام: ومن هنا في جاوة الشرقية أقصى جنوب شرق آسيا أعلنها صريحة بأننا نرفض وندين بشدة حركات التشييع في بلاد أهل السنة والجماعة، ونحذر من التمادي في نشر هذه الدعوات المريبة، التي تؤدي إلى الاحتراب وإسالة دماء المسلمين، وهذا من أكبر العوائق التي تعيق التفاهم والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
كما أعلنها صريحة بأن الأزهر يرفض التدخل في شئون الدول الداخلية بحجَّة نصرة هذه الطائفة أو تلك، فلابد من احترام الشئون الداخلية لكل الدول العربية والإسلامية، ويتضاعف هذا الرفض عندما يكون التدخل بإيجاد بؤر طائفية تؤجج الصراع المذهبي وتمزق النسيج الوطني الواحد، موضحًا أن الأزهر الشريف سيقف فكريًا وعلميًا بالمرصاد لكل من يحاول العبث بعقائد أهل السنة.

 


كلمات دالة: زيارة إندونيسيا