كانت عقارب الساعة تشير للعاشرة صباحا، حين هاتفني مكتب الأستاذ جمال بدوي ـ رحمه الله ـ ليخبرني بأن الكاتب الكبير يريد مقابلتي في أمر مهم ، ارتفع حاجب دهشتي ؛ فلم يسبق لي أن التقيت "الأستاذ" أحد المصابيح المضيئة في شارع الصحافة ، لكن بمجرد أن صافحته ،ذابت الدهشة ، لتشرق مكانها ابتسامة رضا ، فقد بادرني قائلا : " نُعد لإصدار جريدة ستصدر عن الأزهر باسم " الشروق" جريدة غير معممة ، يعني ستكون شاملة ، ونريدك معنا " أجبته : هذا شرف عظيم ، لكن : من رشحني لحضرتك ؟ فأخرج من درج مكتبه صفحة جريدة : هذا ، وأشار على مقال لي كان منشورا في جريدة " الأخبار" ، التي مازلت أتشرف بالانتماء إليها .. المهم ، بدأنا مجموعة من شباب الصحفيين ، مسلمين ومسيحيين العمل في الجريدة الأزهرية الوليدة ، وكم كانت فرحتنا كبيرة ونحن نتصفح العدد " زيرو" ، ثم سافرت للعمل في سلطنة عُمان ، مستشارا للتحرير في جريدة "الوطن" أكبر صحف السلطنة ، التي أمضيت بها سنوات عشر ، شهدت أجمل " مانشيتات" حياتي .. وعدت ثانية للحبيبة " صوت الأزهر" مديرا للتحرير ، ثم تشرفت برئاسة تحريرها ، واليوم .. أطوى صفحتها الجميلة ؛ لأخوض تجربة جديدة في عالم الصحافة ؛ حيث تلقيت عرضا بالعمل محاضرا في إحدى الكليات الخاصة ، وهي مغامرة جديدة أتمنى أن تضاف لأرشيفي " الصحفي".