مأساة مسلمى الروهينجا

 

عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات من على منصة القمة العالمية للحكومات بدبى: نتعلم من الأزهر الشريف دروساً كثيرة عبر التاريخ
Hussien Farouk
/ الأبواب: الرئيسية, متابعات

عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات من على منصة القمة العالمية للحكومات بدبى: نتعلم من الأزهر الشريف دروساً كثيرة عبر التاريخ

رحلة السلام بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر بدأت منذ سنوات.. وكلنا نعرف أن الإمام الطيب والبابا فرنسيس رجلا سلام من طراز فريد

وثيقة الأخوة الإنسانية فى مناهجنا الدراسية العام المقبل.. ودولة الإمارات تؤكد دعمها الكامل لكل ما جاء فيها وتبنينا لمبادئها الحضارية

السعودية الشقيقة خير مثال على تحقيق توازن بين الدين والتنمية.. حاضنة لمهد الإسلام وراعية للحرمين الشريفين

كشف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى، عن إدخال (وثيقة الأخوة الإنسانية) للمناهج الدراسية فى مدارس وجامعات الدولة ابتداء من العام المقبل، وقال: نتعلم من الأزهر الشريف دروساً كثيرة عبر التاريخ، هذا الصرح الذى يتجاوز تاريخه العريق ألف عام من العمل فى خدمة الإسلام».

جاء ذلك خلال كلمتة على منصة القمة العالمية للحكومات فى دورتها السابعة التى انعقدت هذا الأسبوع فى دبى، وشهدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، وبحضورالشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولى عهد دبى، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شئون الرئاسة.

ووصف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال كلمته، زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، للإمارات ولقائه التاريخى بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيبب شيخ الأزهر الشريف، بكونها عهداً جديداً للأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن «وثيقة الأخوة الإنسانية - إعلان أبوظبى» التى وقّعها البابا وفضيلة الإمام الأكبر تُعدّ وثيقة مصالحة تاريخية، مليئة بالشجاعة والصدق، وتمنح البشرية الأمل بأن السلام ممكن.

وقال: «إن العيش المشترك ممكن، وإن لقاء الأخوة الإنسانية الذى تم عقده فى أبوظبى يؤسس لمرحلة جديدة فى التاريخ بين الأديان، وإن هذا هو دأب النبلاء عبر التاريخ، فالأنبياء الكرام محمد وموسى وعيسى وإخوانهم بقية الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كانوا دعاة سلام، وكذلك كان الفلاسفة كسقراط وأفلاطون وابن خلدون».

وأضاف: «لقد بدأت رحلة السلام بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر منذ سنوات، إذ كانت لقاءاتهم فى البداية تشوبها الرسمية والتحفظ، ومع مرور الوقت جلسا على طاولة واحدة كإخوة وأصدقاء، ليقولوا للعالم إن السلام صعب، لكنه ليس مستحيلاً».

وتابع: «قد يتساءل البعض عن سبب إصرار هذين الرمزين الدينيين على فكرة الأخوة الإنسانية، متجاوزين كل الناقدين الذين وقفوا ضد تلك الفكرة، والجواب يكمن فى كلمة واحدة.. السلام، مشيداً بالرمزين الدينين قائلاً: «كلنا نعرف أن الإمام الطيب والبابا فرنسيس رجلا سلام من طراز فريد، لكن من منا كان يظن أن رمزين فى مقامهما سيتجاوزان كل الأعراف والحواجز، لتوقيع وثيقة مصالحة فى عالم ملىء بالتجاذبات السياسية، والحض على الكراهية والعنف والتطرف؟».

وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى، إلى سبب اهتمام الإمارات بالمبادرات الدينية، وقال: «قد يتساءل بعضكم عن سبب اهتمامنا بالمبادرات الدينية فى عصر يتصف بأنه عصر العلوم والتكنولوجيا.. والجواب هو أن الدين ركيزة أساس فى نفوس البشر، كما أن له تأثيراً هائلاً فى الفكر الإنسانى، ولكن مع الأسف، تغلبت العاطفة الدينية فى بعض المجتمعات على العقل والمنطق، وخرجت عن المبادئ الإلهية السمحة، فنشأت جماعات عنيفة ومتطرفة وإرهابية، ولذلك لا يجب أن نغفل دور رجال الدين فى الارتقاء بالوعى الجمعى لدى الشعوب، كما أنه لا يحق لأحد أن يطالب الناس بالتخلى عن إيمانها، فذلك حق منحه المولى عز وجل للبشر».

وأردف قائلاً: «فى الحقيقة، إننا لا نرى تعارضاً بين فحوى الأديان والتقدم البشرى، ومن يحاول أن يقدم أطروحة «إما الإيمان أو العلم» فإنه فى الحقيقة يربك المجتمعات، ويخلق صداماً بين العقل والروح، فى مرحلة نحتاج فيها إلى إيمان عقلانى، يرتقى بالإنسان، ويمنحه الطمأنينة».

وتابع: «لنا فى المملكة العربية السعودية الشقيقة خير مثال على تحقيق توازن بين الدين والتنمية، فهى الحاضنة لمهد الإسلام، والراعية للحرمين الشريفين، وتخدم الإسلام العظيم بمؤسساتها الدينية المحلية والدولية، وتقدم فى الوقت نفسه نموذجاً فريدا للتنمية الحضارية والاستعداد للمستقبل».

وأشار إلى من يصنعون الحروب فى العالم، قائلاً: «عندما نقرأ التاريخ نجد أن من يصنع الحروب هم فى الغالبية العظمى نوعان من الناس، رجال السياسة ورجال الدين، ولذلك فإن أردنا تحقيق سلام فلا بد أن يتحمل هؤلاء مسئولياتهم التاريخية، ويتحلون بالشجاعة ويسعون بصدق لإنهاء الصراعات قدر المستطاع، فلا يمكننا أن ننهى الحروب تماماً، لكننا نستطيع أن نخفف منها بقدر كبير عندما نجلس على طاولة واحدة، ونحمل نية صادقة لتقريب الناس من بعضهم، ولعلنا نتعلم من الأزهر الشريف دروساً كثيرة عبر التاريخ، هذا الصرح الذى يتجاوز تاريخه العريق ألف عام من العمل فى خدمة الإسلام».

وقال: «هناك مشكلة حقيقية، ولن نقول إن الدين سببها، فالأديان لم تأتِ لتحض الناس على الكراهية والعنف، لكنكم تعرفون أنها استخدمت لتبرير التطرف والإرهاب، فتم تشويهها عبر التاريخ، وليس فى وقتنا الحاضر فقط، ومن هنا تبرز أهمية لقاء فضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا، وتوقيعهم على «وثيقة الأخوة الإنسانية - إعلان أبوظبى» التى تعد وثيقة مصالحة تاريخية، مليئة بالشجاعة والصدق، ليمنحا البشرية الأمل بأن السلام ممكن، والعيش المشترك ممكن».

وتطرق وزير الخارجية الإماراتى إلى دراسة مهمة تكشف بالأرقام حقيقة الشكوك المتبادلة، فى دراسة نشرتها مؤسسة «YouGov»

قبيل لقاء الأخوة الإنسانية، حيث قال نحو 47% من الذين تم استطلاع آرائهم فى أوروبا إن هناك صداماً بين الإسلام وقيم المجتمعات الأوروبية، بينما قال 25% فى عدد من الدول العربية إن المسيحية تتصادم مع قيم مجتمعاتهم، وفى سؤال عن «مدى قلقك تجاه صعود التطرف فى مجتمعك»، قال قرابة 72% من الأوروبيين إنهم قلقون جداً من ذلك، بينما قال 53% من المسلمين فى الدول العربية إنهم أيضاً قلقون من تنامى التطرف».

واستشهد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى، ببعض ما ورد فى وثيقة الأخوة الإنسانية، قائلاً: «إن الحرية حق لكل إنسان، اعتقاداً وفكراً وتعبيراً وممارسةً، والتعددية والاختلاف فى الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلاً ثابتاً تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضارى لا يقبله الآخر».

وورد فى الوثيقة أيضاً: «لتكن هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخى بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوى الإرادة الصالحة»، وهنا ندرك بأن فكرة السلام ليست مشروطة على المؤمنين وحدهم، بل إنها تشمل البشرية كلها.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد إن هذه الكلمات، عندما تصدر من رمزين دينيين فى مقام قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر، فإنها تمنحنا القوة.. نحن الذين نعمل فى السياسية والتعليم والإعلام وغير ذلك من المجالات المؤثرة فى حياة الناس، لنكون جادين وشجعاناً فى مكافحة التطرف بكل أشكاله وصوره، دون أن نخشى من يلوى عنق النصوص الدينية ليقنع الناس بأن العنف واجب دينى، والعنصرية تجاه المعتقدات الأخرى هى جزء من الشريعة السماوية.

وأضاف: «التزاماً منا بمبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن تأسيس «صندوق زايد العالمى للتعايش» الذى سيكون امتداداً للوثيقة، يدعم مبادئها من خلال حزمة من المشاريع والمبادرات الدولية التى ستنطلق قريباً، حيث سيعمل الصندوق فى عدة قطاعات، كالتعليم، والتنمية الاجتماعية، والتطوير الثقافى والمعرفى، من خلال تطوير مناهج تعليمية لتعزيز قيم الأخوة الإنسانية، وتخصيص منح دراسية لطلبة الدراسات العليا لحثهم على إجراء البحوث العلمية فى المبادئ الواردة فى الوثيقة، وسيوفر برامج لتدريب وتطوير المعلمين فى مختلف المراحل التعليمية، ليكونوا رسلاً للتواصل والتفاهم، ويرسخوا القيم الحضارية التى احتوتها الوثيقة».

وواصل قائلاً: «سيخصص الصندوق منحاً مالية للمبادرات والمشاريع التى يقوم بها الأفراد والمؤسسات فى مختلف دول العالم، التى تسهم فى حل النزاعات والتخفيف من التوترات بين المجتمعات البشرية أو فى داخل المجتمع الواحد، وتشجع على نبذ التطرف والكراهية. كما سيقوم الصندوق باستحداث برامج تعريفية وتوعوية من خلال نشر التقارير السنوية والكتب والترجمات بمختلف اللغات للمواد المعرفية التى تسعى لنشر قيم ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، وسيركز بشكل كبير على دعم الشباب ومبادراتهم المبتكرة، الساعية لتأسيس ثقافة التسامح والأخوة فى أى مكان من العالم».

وأضاف: «تقديراً منا فى دولة الإمارات لمنحنا شرف استضافة هذا اللقاء التاريخى، وتوقيع (وثيقة الأخوة الإنسانية) على أرضنا الفتية، فإننا نعرب عن دعمنا الكامل لكل ما جاء فيها، وتبنينا لمبادئها الحضارية، ويسعدنا بأنها ستكون جزءاً من المناهج الدراسية فى مدارس وجامعات الدولة ابتداء من العام المقبل».

وتابع: «كما سنقوم بتشكيل فريق عمل دولى لرعاية الوثيقة، ونشرها فى العالم عن طريق دعوة رجال الدين والسياسة والمؤثرين فى مسارات المجتمع الدولى للتوقيع عليها، وتبنى المبادئ الحضارية الواردة فيها، كما اختتمت الزيارة بالإعلان عن «بيت العائلة الإبراهيمية» الذى تم تخصيص أرض فى جزيرة السعديات فى أبوظبى لاحتضانه، ليكون معلماً حضارياً للتعايش والتسامح، وسنقوم قريباً بالإعلان عن مسابقة دولية لتصميم المبانى المزمع إنشائها فيه».

وعبّر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن تقدير الدولة للرمزين الدينين الكبيرين، وقال: «أتقدم باسم حكومة وشعب دولة الإمارات، لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بوافر الشكر والامتنان، لاختيارهما دولة الإمارات لعقد هذا اللقاء التاريخى الذى ستذكره الأجيال المقبلة، وستذكر أنهما قد ساهما فى تغيير مجرى التاريخ، وقرّبا أتباع الأديان بعضهم من بعض بشجاعة وحكمة، وسعيا بكل صدق واجتهاد لتحقيق مبدأ الأخوة الإنسانية، ونشر السلام والمحبة بين البشر».

الموضوع السابق قصتى مع رئيسة جامعة شريف هداية الله بإندونيسيا
الموضوع التالي مختار محمود.. يكتب: "الطيب" باقٍ.. وخصومُه زائلون
طباعة
1856

أخبار متعلقة