مأساة مسلمى الروهينجا

 

تقرير تركي: البحر المتوسط مقبرة اللاجئين

تقرير تركي: البحر المتوسط مقبرة اللاجئين

     نشرت جريدة "أفرنسل" التركية تقريرًا مهمًّا عن اللاجئين، تناولت فيه بالأرقام إحصائيات مهمة تدق ناقوس خطر، وتضرب جرس إنذار بأن هذه القضية تمثل بالفعل أكبر كارثة إنسانية شهدها التاريخ الحديث، وأكبر صفعة على ضمير عصر التكنولوجيا وحقوق الإنسان، كما تمثل تجسيدًا حيًّا لكلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، حين قال في مؤتمر السلام: "السَّلام الضَّائع الذي تبحث عنه شعوبٌ وبلاد وبؤساءُ ومرضى وهائمون على وجوههم فى الصحراء، وفارُّون من أوطانهم إلى أوطانٍ أخرى نائيةٍ، لا يدرون أيبلُغُونها أم يَحُولُ بينهم وبينها المَوتُ والهَلاكُ، والغَرَقُ والأشلاءُ، والجُثَثُ المُلقَاةُ على شواطئ البِحار، في مأساةٍ إنسانيَّةٍ بالِغة الحُزنِ، لا نَعْدُو الحَقِيقةَ لَوْ قُلنَا: إنَّ التَّاريخَ لَمْ يَعْرِف لها مَثيلاً مِن قَبلُ».
تناولت الجريدة في تقريرها ما يثبت أن البحر المتوسط يستحق بجدارة لقب "مقبرة اللاجئين"؛ حيث شهد هذا العام من يناير وحتى أكتوبر غرق 2776 لاجئًا كانوا في طريقهم إلى أوروبا. ولقد ذكرت "منظمة الهجرة الدولية" التابعة للأمم المتحدة أن 143 ألف و 355 لاجئًا استطاعوا دخول أوروبا عن طريق البحر هذا العام، وأن 75% من اللاجئين الفارين إلى أوروبا يصلون إلى القارة عن طريق إيطاليا، و 25% يصلون عن طريق اليونان، وقبرص وأسبانيا.
وفي نفس هذا التوقيت من العام الماضي كانت أوروبا قد استقبلت 319 ألف و 594 لاجئًا حسب إحصائيات "منظمة الهجرة الدولية"، في حين كان عدد المفقودين والمتوفين في البحر المتوسط خلال عام 2016م كان قد بلغ 4 ألاف و 668 لاجئًا، كان منهم 3 ألاف و 709 لاجئ حتى شهر أكتوبر، كما وضح تقرير المنظمة أن 1.4% ممن حاولوا الذهاب إلى أوروبا عام 2016 قد فقدوا حياتهم في البحر المتوسط، في حين ارتفعت هذه النسبة هذا العام ووصلت إلى 1.9%.

Image

 

ويمثل السوريون والأفغانيون معظم اللاجئين الذين يحاولون الذهاب إلى أوروبا عن طريق اليونان، يليهم العراقيون والباكستانيون. أما الذين يذهبون إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط إلى إيطاليا فيأتون من نيجيريا وغنيا ومالي وزامبيا وساحل العاج والسنغال وإرتريا.
 ويتابع مرصد الأزهر باستمرار قضية اللاجئين ويخصص لها مساحة في تقاريره المختلفة، وقد ذكر المرصد في تقرير سابق أن "المفوضية العليا للاجئين" التابعة للأمم المتحدة - صرحت في الخامس عشر من سبتمبر 2015 م، أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في البحر المتوسط أثناء ذهابهم إلى أوروبا عبر طرق غير شرعية بلغ ألفين وثمانمائة شخص. وفي الخامس عشر من يناير 2016م، لقي ثلاثة أطفال مصرعهم؛ نتيجة لغرق قارب بلاستيكي في بحر "إيجه" (أحد فروع البحر المتوسط بين تركيا واليونان) أيضًا، وكان يحمل على متنه ثلاثة وعشرين لاجئًا قرب جزيرة (أشك).
وفي تصريح "لوليم سبندلر" المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه: "إن عدد اللاجئين الذين لقوا حتفهم في البحر المتوسط عام 2016 تجاوز الثلاثة الآلاف وثمانمائة شخص"، لذلك أطلق على عام 2016 "عام الموت". وهذا العدد كبير جدًّا خصوصًا إذا عرفنا أن من استطاع الوصول إلى أوروبا عام 2016 هم فقط 327 ألف و800 شخص، في حين أنه وصل إلى أوروبا عام 2015 م مليون و15 ألف، و78 لاجئًا، فَقَد حياته منهم 3771 شخصًا.
وفي التاسع والعشرين من مايو 2016 م، صرح "وليم سبندلر" أيضًا: بغرق سبعمائة لاجئ في أسبوع واحد في البحر المتوسط. وقال: إن هذا شيء مقلق. وفي العشرين من ديسمبر 2016 م، فَقَد أربعة أطفال وسيدة حياتهم نتيجة غرق قارب يحمل على متنه ثلاثة عشر لاجئًا، وذلك في جزيرة (أيوقليق)، في مدينة "باليق أسير" التركية. كما تم في هذا الحادث إنقاذ ثمانية أشخاص بينهم طفل في الثالثة من عمره. ومن الملفت للنظر أن سبعة من بين هؤلاء الثلاثة عشر كان قد تم القبض عليهم قبل ذلك في أثناء محاولتهم الهروب إلى أوروبا عن طريق بحر "إيجه".
وفي يوم الإثنين 24 إبريل 2017 م غرق في بحر "إيجه" قارب كان يحمل على متنه لاجئين في جزيرة (ميدلي)، وفَقَد ستة عشر شخص حياتهم في هذا الحادث، بينهم نساء وأطفال.
هذا بخلاف الأعداد الهائلة التي كانت على مقربة من الموت وتم إنقاذها، فبعد حادث الطفل (إيلان الكردي) صاحب الصورة الأشهر على شاطئ بحر إيجه صرح مسؤول تركي أن القوات التركية أنقذت من الغرق حياة ما يزيد عن خمسين ألف لاجئ، كانوا يحاولون الهروب إلى أوروبا عبر بحر إيجه.

Image

من أجل ذلك يناشد مرصد الأزهر دول العالم أجمع تنحية المصالح السياسية جانبًا في التعامل مع قضية اللاجئين، وتغليب البعد الإنساني في التعامل معهم، وتوفير ملاذ آمن لهم، كما يناشد المرصد منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كله لحل القضية السورية التي يكمن في حلها حل مشكلة الجزء الأكبر من اللاجئين في العالم.

وحدة رصد اللغة التركية

الموضوع السابق التقرير الشهري لمرصد الأزهر- أكتوبر 2017
الموضوع التالي الإمام الأكبر خلال استقباله توني بلير: الترويج لفكرة الإرهاب الإسلامي كذب وافتراء
طباعة
2173

أخبار متعلقة