مأساة مسلمى الروهينجا

 

مجمع البحوث الإسلامية يرد على ادعاءات "القعيد" حول الأزهر وشيخه

مجمع البحوث الإسلامية يرد على ادعاءات "القعيد" حول الأزهر وشيخه

أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا رد فيه على  ما ذكر على لسان الكاتب يوسف القعيد في جريدة التحرير العدد الصادر بتاريخ 14/7/2015 بأن دعوة الطيب للمثقفين شو إعلامي !

وكشف د.محيي الدين عفيفي الامين العام لمجمع البحوث الإسلامية في بيانه أنه في الحقيقة قد عجبنا من هذا الكلام الذي صدر من الأستاذ يوسف القعيد نظرا لأنه يعرف شخصية الإمام الأكبر حفظه الله معرفة واضحة، فهو أبعد الناس  وأزهدهم في الإعلام والشو الإعلامي ولا  أدل على ذلك من عزوفه عن التصريحات أو التعامل مع الإعلام إلا فيما يتعلق بالبرامج الثابتة لفضيلته سواء في التلفاز أم الإذاعة فضلا عن أن المشكلة الحقيقية التي نعاني  منها في الأزهر إنما هي القصور في التسويق الإعلامي لما ينفذ فعليا على أرض الواقع نظرا لكثرة المهام والمسئوليات التي يضطلع الأزهر بها .

كما  أن الأستاذ يوسف صرح أن ما رآه في اللقاء الأول  مرفوض ولا رؤية للأزهر !

وإنا لنسأله ما المرفوض من وجهة نظره ؟ هل يتصور أن اللقاء الأول الذي يعبر فيه المشاركون من المثقفين عن آراءهم بشأن الوثيقة بشكل عام لتحديد المحاور التي ينطلقون منها واستماع الأزهر إليهم يعني عدم وجود رؤية للأزهر ؟

حقيقة لا أدري بأي منطق يقول هذا .

أضاف عفيفي أن الأستاذ تعجل في الحكم الذي  كان يتطلب تصورا متكاملا – لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره – عما ستسفر عنه تلك الدعوة التي وجهها فضيلة الإمام للمثقفين قبل المبادرة بالحكم عليها أنها شو إعلامي .

كيف يحكم بالفشل وعدم وجود رؤية بناء على مجرد انعقاد الجلسة التحضيرية الأولى ؟

إن هناك اجتماعات كثيرة غير محددة لأنها تخضع لاستيفاء البنود النظرية والعملية لتلك الوثيقة ومناقشة ذلك بمنهجية علمية بعيدا  عن العنترية وادعاء امتلاك المعرفة .

وإن من أهم ما يجب بيانه للعامة والخاصة فيما يتعلق بوثيقة الأزهر التي  لما تصدر بعد وحكم عليها ب ......... ، أنها ستوضح بجلاء لا لبس فيه حقيقة التجديد وملامحه ومجالاته وأن تجديد الخطاب الديني لا يمكن أن يتم بعيدا عن معالجة الفقر والجهل والمرض والعدالة الاجتماعية ودور كل كل مؤسسات وأجهزة الدولة في ذلك .

إن الأزهر له رؤية واضحة في أهمية مواجهة الجمود والغلو والتشدد الذي تمثله بعض التيارات الإسلامية ومجابهة المد الشيعي والمد العلماني وأهمية الانحياز للطبقات المهمشة من الفقراء وترسيخ التدين السلوكي بدلا  من التدين الشكلي والتركيز على منظومة القيم الأخلاقية والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة الإعلاميين لتفعيل دور تلك المؤسسات في تجديد الخطاب الديني .

وما ذلك إلا لإيمان الأزهر الراسخ بأن تجديد الخطاب الديني لا يتحقق من خلال خطبة جمعة أو محاضرة أو أوراق معينة بل لابد من قابلية تلك الوثيقة للترجمة العملية على أرض الواقع .

كما أن التجديد لا يعني العبث بمسلمات الدين وقطعياته ، وإنما التجديد يكون في الأمور التي تقبل الأفهام المتعددة ووقع الخلاف فيها بين الأمة سلفا وخلفا كدلالة على قابليتها لنسبية الاستنباط والفهم ، وهنا يكون التجديد بقراءة متأنية لتلك النصوص والمسائل حتى نقف على ما هو تاريخي منها يتعلق بحقب زمنية بعينها ، يجب أن تفهم وفقا لظروفها وتاريخها ،فلا يمكن اجتزاؤها عن سياقها الذي كانت فيه  وعلى ما يمكن لنا الاسترشاد به لنصل منه إلى ما يناسب واقعنا وفق القواعد المنضبطة التي تحكم عملية الاجتهاد والاستنباط .

إن الاجتماعات الثلاثة التي عقدت قد أكد المشاركون فيها على جملة من الأمور أبرزها ما يلي  :

بيان مفهوم التجديد، ومن سيقوم به ، والسمات والخصائص التي يجب أن تتوافر في الخطاب الديني والتركيز على جوهر الدين ودوره في الحياة وتفعل دور الأسرة واشتمال الوثيقة على الحلول العملية للمشكلات التي يعاني الناس  منها في  واقع حياتهم.

لابد في عملية تجديد الخطاب الديني من تحقيق العدالة الاجتماعية ومعالجة مشكلات الناس وأن يتم اقتران الجهود النظرية بالجهود العملية لحل مشاكل المجتمع ، وقد أكد على ذلك بشدة الإمام الأكبر شخصيا .

أن الاجتماع الثالث للمثقفين شهد مناقشات كبيرة حول تلك المسائل المشار  إليها ، ومن المخاطب بهذه الوثيقة : هل من يقومون على الخطاب الديني أو المجتمع والدولة ؟

وأيضا مهام مؤسسات الدولة والمجتمع لتحقيق ما تتبناه الوثيقة لترجمة عملية حتى لا تتحول الوثيقة إلى مجرد إعلان مبادئ فقط ، لأن التجديد لا يقتصر على الأزهر بل لابد من مشاركة كل المؤسسات ، وموقف الإسلام من الإنسان من حيث بشريته ، والحوار  واحترام الآخر .

أما عن عدم دعوة الأزهر للأوقاف والكنيسة فوزارة الأوقاف قامت بعقد مؤتمر  خاص بالتجديد لوضع رؤيتها ، والأزهر يعمل  على بيان رؤيته من خلال تلك الوثيقة التي سيتم الاتفاق مع المثقفين على محاورها بالشكل الذي سبق بيانه ثم تعرض على هيئة كبار العلماء لمناقشة ما تم التوصل  إليه وفي النهاية تتكامل رؤية الأوقاف والأزهر في هدا الموضوع.

كما أود أن أشير إلى أن الأوقاف هي الجهة التنفيذية القائمة على الدعوة وقد قدمت رؤيتها مكتوبة للأزهر الشريف ، ووزير الأوقاف عضو في مجمع البحوث الإسلامية ، والوثيقة بعد اكتمال الهيكلة ستعرض على مجمع البحوث وهيئة كبار العلماء كما سبق بيانه ثم بعد إصدارها ستسلم إلى الجهات المعنية ومنها وزارة الأوقاف .

من ثم فإن عملية خلط الأوراق وتضخيم الأمور على حساب الموضوعية والجهود المبذولة من قبل الأزهر نوع من التجني والخلط غير المقبول ,

أما فيما يتعلق بالكنيسة ودعوتها ، فموضوع تجديد الخطاب الديني ومحاوره ومجالاته وما يتصل بها من ممارسات التكفيريين والمتشددين وغيرهم ، يتصل بالإسلام لا بالمسيحية ، ومن ثم فهذا من اختصاص الأزهر البحت لتصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان المعالم الحقيقية للإسلام .

وأتصور أن ما ذكر على لسان الأستاذ يوسف القعيد من فشل في تجديد الخطاب الديني وفشل في الرؤية إنما يعبر عن رؤيته ووجهة نظره الشخصية التي تنم عن عدم متابعته لما يقوم به الأزهر في هذا المجال ولا  أدري أيعذر  في ذلك أم لا يعذر ؟؟؟

ولكن  جهود  مجمع البحوث الإسلامية من خلال الرصد والمتابعة والرد وتلك القوافل الدعوية والحضور في  كل الميادين لوعاظ الأزهر والتعاون المشترك بين الأزهر ووزارة التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة ومبادرات فضيلة الإمام مثل الأزهر يجمعنا وغير ذلك مما لا يتسع المجال لذكره يدحض ما ورد على لسان الأستاذ يوسف ,

وفي الختام  فقد  كنت أتمنى  أن يعطي  لنفسه الفرصة للإلمام بما يحدث فعليا وما ستسفر عنه اللقاءات التي  ستستمر  مع المثقفين بدلا  من التعجل والأحكام المسبقة ولا أدل  على ذلك  مما  ورد على لسانه في 7/2/2015 في صحيفة البداية  وما نصه : ( يوسف القعيد : الحديث  عن تجديد الخطاب الديني شعارات وأن الحديث  عن التجديد والثورة الدينية ما هو إلا مجرد شعارات بعيدة عن مسألة التطبيق )

هذا الكلام قاله الأستاذ في برنامج مصر في ساعة على قناة الغد العربي مع الإعلامي محمد المغربي  وقاله أيضا بعد  حضور  اجتماع المثقفين .

ويبدو لنا أن رغبته في  عدم متابعة  ما يجري  تؤكد أن لديه أحكاما جاهزة مسبقة ، نريد له  ان يتريث فيها  قبل  إصدارها .

على  كل  حال فإن الوثيقة قريبا سترى النور  إن شاء الله ، وقريبا سيدرك المستبقون للأحكام أنهم لو تريثوا  لكان خيرا لهم وأقوم  .

الموضوع السابق الأزهر الشريف يرفض التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للبحرين ..ويؤكد: التصريحات تزيد من حدة الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد
الموضوع التالي أمين البحوث الإسلامية يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الفطر المبارك
طباعة
5452

أخبار متعلقة