مأساة مسلمى الروهينجا

 

ضمير الدراما التليفزيونية .. " مستتر" في أي جملة مفيدة!
Anonym

ضمير الدراما التليفزيونية .. " مستتر" في أي جملة مفيدة!

 

اللبان : عنف وبلطجة وتدمير لأخلاق الشباب

خضر : تكرس للتعاطف مع الخارجين على القانون

التابعى: الرقابة الذاتية السبيل للخروج من الهاوية

 

 

وجه بعض علماء الأزهر الشريف نقدا لاذعا لمنتجى الدراما الرمضانية لهذا العام، مؤكدين أن هناك جهات خارجية جل هدفها النيل من مصر وإضعافها، وإسكات صوتها القوى فى مواجهة مؤامرة الفساد الدولية الكبرى لطمس هويتها العربية والإسلامية وهدم الدين، مطالبين بتدخل الدولة في هذه الصناعة لايجاد توازن في هذه التجارة، والعودة مرة ثانية بالفن الراقى والجميل الهادف الذى يساعد على البناء لا الهدم.

بداية، قال الدكتور محمد نصر اللبان أستاذ علم الحديث ورئيس قطاع أصول الدين بكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر، تكمن المشكلة الخاصة بالدراما المصرية وما حدث لها من سقوط مدوٍ وانحطاط، وجعلها فى ذيل الدراما العربية والإسلامية عدة أسباب أهمها: عدم تقيد الإعلام بالضوابط الأخلاقية والشرعية التى جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفى الحديث المشهور والثابت عن النبى قال" مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ".

 وأشار اللبان إلى أن الدراما بجميع مشاهدها ما هى إلا حركات وكلمات، والكلمة فى الإسلام أمانة فإذا كانت طيبة كان الأجر والثواب، وإذا كانت غير ذلك فعلى  قائلها الوزر، والمتابع للدراما التى قدمت فى شهر رمضان المنصرم  يجمعها قاسم مشترك بصرف النظر عن الحجم الذي يتمتع به مسلسل إلي آخر هو موضوع العنف والبلطجة، كما تدعو إلى ما يدمر أخلاق شبابنا، وتخالف عاداتنا وقيمنا التى تربينا عليها منذ الصغر، وغيرها من السلبيات الأخرى، بجانب العديد من المشكلات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها مجتمعنا المصري في ظل الاوضاع والمتغيرات الدولية التي باتت تشكل تهديدا وتحديا حقيقيا، ولا يدرون عاقبة ما يقومون به من تخريب عقول أجيال بأكملها تنتظر أوطانهم الخير منهم.

وطالب اللبان القائمين على الأمر فى صناعة السينما والدراما بأن يتقوا الله فى اوطانهم وشعوبهم وهذا الأمر يضع كتاب الدراما أمام مسئوليتهم الاجتماعية في التعامل مع مثل هذه القضايا بشكل جاد ولا يجعلون جل همهم العائد المادى وفقط.

وفي ذات السياق، تقول الدكتورة وجيهة التابعى أستاذ علم النفس ووكيلة كلية الدراسات الإنسانية بنات جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف: ان وسائل الإعلام باختلاف أشكالها ومسمياتها تشكل وتؤثر في مفاهيم ومعتقدات المتلقين من الشباب والأطفال بجانب التكوين النفسى لهم سواء نحو الذات أو المجتمع، والدراما التلفزيونية باقتحامها المنازل وكونها شريكا إضافيا في الحياة الأسرية فهى تلعب دورا هاما في تشكيل الوعى العام سواء الثقافى او الإجتماعى أو السياسى وغيرها من المفاهيم الحياتية للفرد والأسرة بصفة عامة، ويتجلى دورها وتأثيرها المباشر على سلوكيات الشباب  خاصة فى مرحلة المراهقة، فهذه السلوكيات تؤثر على القيم الإجتماعية والسلام الإجتماعى وثقافة المجتمع اللغوية والحوارية والعادات والتقاليد.

وأشارت التابعى الى اننا بمراجعة دراما رمضان لهذا العام ومن خلال بعض المسلسلات نجد أن العديد منها يتضمن حوارات ومفاهيم وموضوعات غريبة على مجتمعنا الشرقى بتقاليده وعاداته من جهة، وما ينبغى أن نصدره للمجتمعات العربية والغربية من جهة أخرى، فمن المفروض أن  نصدر للعالم الخارجى القيم والمفاهيم المصرية الأصيلة والمثل والشخصيات الناجحة والمؤثرة، والقاء الضوء على الرموز الوطنية والقيادية وإبرازها بالشكل الأمثل حتى تكون نبراسا للأجيال القادمة للاقتداء بها وتغيير مسار حياتهم نحو التحدى والمثابرة والأعتداء بالذات وتحمل المسؤلية حتى يصلوا المناصب القيادية.

وتستنكر التابعى  قائلة: للأسف الشديد وجدنا العكس تماما حيث شهدنا قصصا وموضوعات وروايات أسهمت فى نقل صورة لدى المشاهد غير حقيقية عن بعض المهن المحترمة كالطبيب النفسى وضابط الشرطة والمرأة بصفة عامة، وتشويه دور المرأة المصرية المكافحة والمثابرة بصفة خاصة، وجعل بعض المهن المحترمة فى مجال الإتهام لخيانة الأمانة والتواطؤ وغيرها من السلوكيات السلبية التى تؤثر بالسلب على نظرة المشاهد لتلك المهن المحترمة، ولعلنا رأينا مشهدا في أحد المسلسلات يظهر خلافا بين عائلتين، ويحكم علي الجانى بأن يرتدى زيا نسائيا ويمشى به بين أهل بلدته وسط الجماهير وكسر رجولته بين أهله وعشيرته، وللأسف بعد رؤية هذه الحلقة تكرر نفس المشهد بتفصيله في احدى قرى الصعيد، موضحة أن كثيرا من شبابنا قلدوا أصحاب هذه المسلسلات في قصة شعر الرأس واللحية كما كان يفعل البطل، مع العلم أن قصة شعر ولحية البطل غير محببة وقميئة، بجانب وجود الألفاظ التى لم نتعود عليها فى مجتمعنا الشرقى وقيمه، لافتة إلى أن شهر رمضان المبارك في الماضى كانت توجد فيه مسلسلات دينية مختلفة تتناول حياة وتاريخ رجالات لهم سجلات حافلة بامجادهم، ولا ننكر أن هناك في اى مكان نقاط مضيئة تبين أن هناك وسط الكم الهائل من الغث أعمالا طيبة يشكر القائمون عليها وإن دل هذا على شيء إنما يدل على مدى تأثير الدراما بما تقدمه من سلبيات او ايجابيات.

وتطالب التابعى المسئولين عن صناعة الفن بمصر بصفة عامة و الدراما خاصة بتفعل دور الرقابة والمصنفات الفنية لحماية شباب الأمة من الضياع، بالرجوع إلى قيمنا وعاداتنا وأخلاقنا الإسلامية والمحافظة على الذوق العام، وذلك إذا أردنا أن نصنع جيلا متوافقا نفسيا واجتماعيا ومنتمينا لوطنه ونفسه.

من جهتها، تقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس، ما تقوم به الدراما يخالف كل سياسات وقيم الإعلام السليمة التى قامت من أجلها، ودراما رمضان لهذا العام غالبيتها مخل بالأداب والأخلاق البشرية السوية والعادات والتقاليد الطيبة والسمحة، ولا أدل على ذلك من نهايات هذه المسلسلات من غياب عقاب المجرم أو الجانى؛ لكن للأسف وجدناها تتعاطف مع الخارجين على القانون، مؤكدا أن هذا الكم من الإسفاف والتخلف الموجود في هذه الدراما  ساعد على تحجيم دور الوالدين والمدرسة من توجيه الشباب التوجيه الصحيح، وأصبح الموجه والمعلم الأول في غالبية البيوت المصرية بطل المسلسلات  كل هدفهم تهميش دور الأخلاق الطيبة فى نفوس شبابنا وأطفالنا.

وتشير خضر الى أنها كانت مدعوة فى أحد البرامج التلفزيونية بدولة  لبنان قالوا لى قبل بداية البرنامج نحن آسفين عليكم يا مصريين من تدمير أنفسكم بأنفسكم، فانتم من علمتم الوطن العربى معنى الدراما  الهادفة وأصولها، كيف وصل بكم الحال إلى هذا الحد؟ وأنا أجزم بأن الشعب المصرى مستاء من هذه المسلسلات، والهدف من كل هذا هو محاولة كسر الشخصية المصرية.

وتوضح خضر أن الحملة الفرنسية عندما دخلت مصر ألفت كتابا سمى "وصف مصر" ورد في هذا الكتاب كلمات عن المجتمع المصري مضمونها " المعدن المصرى لا يوجد مثله على مستوى العالم، والمصريون بطبعيتهم لا يحبون الشر ولا العنف، وكونه شعبا كسولا جدا ولا يحب العمل لكنه فى وقت الأزمات.. تجده عملاقا خرج من قمقمه"، مشيرة إلى انها قابلت بعض المسئولين عن التعليم في فرنسا قالت لها نحن فى مدارسنا بفرنسا نعلم اولادنا كيفية احترام الكبير ومساعدة المحتاج وعمل الخير، كل هذا وجدناه يتعلم في بيتكم يا مصريين قبل المدرسة، فطبيعتنا كمصريين تخالف ما تعكسه الدراما الحالية، وإن كان يوجد بعض منها لكن لا يمكن أن نعممها ونظهرها بهذا الشكل الفج. وتبين خضر أن فرنسا منعت فيلمين مضمونهما كيفية أن تتمكن من سواقة شاحنة كبيرة وأن تدهس بها بعض الأفراد فثار المجتمع ومنع الفيلمين من العرض، أين نحن من هذا؟ لابد من وقفة مع النفس لدى كل مسئول بداية من الكبير لأقل مسئول فيها وسن القوانين وتفعيلها لمنع هذا الضياع والإسفاف الذى إن ترك بدون تحجيم سيقضى على كل ما لدينا.  

لطفى عطية

الموضوع السابق مفهوم الجهاد - موضوع 20
الموضوع التالي وكيل كلية أصول الدين .. يجيب بالنقل والعقل: كيف نرد على الفلاسفة المشككين في العقائد؟
طباعة
4004