خطاب الكراهية هو خطاب يعادى حرية الآخر؛ لذا يسعى إلى حجبه بهدر استحقاقاته، وإنكار خصوصياته وجرفها بإقصائه، وأيضاً يرفض التعددية إلى حد الإنكار، بوصفها تضم أغياراً ليسوا صنوه ونظيره؛ لذا فإن خطاب الكراهية لا يعرف التكامل والتضامن؛ إذ هو مسكون بالتعصب، وغارق فى تصوراته الذاتية التى تعزز استبداده المفضوح؛ بل ومنقطع عما ينبغى أن ينتهى إليه من المعرفة الإيجابية، بأفكارها وقيمها ودلالاتها التى تحقق الانضباط الإنسانى، لذا يظل خطاب الكراهية معتصما بالتعصب، متشبثاً بممارسة الاستعداء الممنهج ضد الآخر، تتلبسه لوثة القوى المتحكمة فى طريقة فهمه لذاته والعالم، لتبديد الآخر وتسفيه قيمه باستعلاء وتمايز، فهو يقيس غيره، وكل الأغيار، ولا أحد سوى ذاته تقيسه.