مأساة مسلمى الروهينجا

 

وكيل الأزهر السابق يشارك في منتدى السلام الثامن بإندونيسيا
Sameh Eledwy

وكيل الأزهر السابق يشارك في منتدى السلام الثامن بإندونيسيا

*الدكتور عباس شومان: الأزهر اتخذ من نصوص القرآن والسنة مرتكزات ومنطلقات لترسيخ السلام والدعوة إليه

*وكيل الأزهر السابق: اختلاف العقائد والديانات ليس مدعاة للاحتراب والاقتتال ولا تمنع التعايش بين الناس

*وكيل الأزهر السابق: الإسلام جعل السلام هو الأصل والحرب هي الاستثناء

*وكيل الأزهر السابق: السلام حتمية وسط سياط الحرب والنزاعات المسلحة التي ألهبت العالم

     

    شارك الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، في منتدى السلام الثامن في مدينة سولو بإندونيسيا، والذي عقده مركز الحوار والتعاون بين الحضارات، والجامعة المحمدية بإندونيسيا، وصندوق تشنج لتعليم الثقافات المتعددة الماليزي، تحت عنوان : «المسار الأوسط والأخوة الإنسانية: نحو السلام والعدالة والازدهار»، مؤكدًا أهمية مجيئه في هذا التوقيت الذي يتعرض العالم فيه لمخاطر غير مسبوقة، تستلزم تكثيف جهود البحث عن السلام؛ لإنقاذ العالم من مخاطر لن ينجو من شرها قوي ولا ضعيف.

وفي بداية كلمته، نقل الدكتور شومان للمشاركين والحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، وتمنياته لهذا المؤتمر الموقر أن يحقق الثمار المرجوة منه، مصرحًا: "جئت إليكم من جمهورية مصر العربية بلد الأمن والسلام، ومن الأزهر الشريف الذي اتخذ من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية مرتكزات ومنطلقات لترسيخ السلام والدعوة إليه، مع إيمانه الكامل بأن اختلاف الديانات والعقائد والثقافات سنة كونية أرادها رب العالمين، وأنها لا تمنع التعايش والتعاون بين الناس في ضوء المشتركات الإنسانية التي تجمع عليها الأديان.

وأشار وكيل الأزهر السابق إلى أن العالم أدرك أهمية السلام، وحتمية تحقيقه على الأرض بعد أن ألهبت سياط الحرب والنزاعات المسلحة ظهور العالم كله، مبينًا أن الإسلام في نص على أن السلام هو الأصل وأن الحرب هي الاستثناء، قال تعالى: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم}؛ إلا أن هذا العالم الحائر التائه قلب القاعدة وجعل السلام استثناء والحرب أصلًا.

وشدد الدكتور شومان على أن اختلاف العقائد والديانات ليس مدعاة للاحتراب والاقتتال، فنصوص القرآن الكريم تؤكد وجوب التعايش السلمي مع المخالفين لنا في العقيدة؛ ما لم يقاتلونا أو يخرجونا من ديارنا، أو يظاهروا على إخراجنا.. وليس ذلك فحسب، بل تقرر الشريعة الإسلامية أن للمخالف في العقيدة من ألوان البر وصنوف القسط ما يفتقر إليه لو تعامل مع غير المسلمين، وذلك انطلاقًا من قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}، وهذا النص القرآني الذي يعد الأساس في قضية السلام أكدته نصوص السنة النبوية، فقال سيدنا رسول الله: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم» وقال: «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى. أبلغت؟» قالو : بلغت، وأكدت على ذلك ﷺ وثيقة المدينة المنورة التي رسخت مفهوم السلام رغم اختلاف الثقافات والديانات والأعراق...

وأشار الدكتور شومان إلى أن الأزهر يعلم أبناءه هذه المبادئ، ويرسخ في عقول منسوبيه هذه الأخلاقيات من خلال أحاديث علمائه، ومؤتمراته التي تعقدها الجهات التابعة له، ومن خلال كتبه التي يدرسها لأبناء المسلمين من أكثر من مئة دولة، أكثرهم بعد المصريين من أبناء إندونيسيا، ومن خلال إصدارات هيئاته العلمية والبحثية، وينتشر علماء الأزهر في دول العالم يصدعون بهذه المبادئ التي يؤمنون بها، ويوضحونها للناس مؤصلين ومفصلين.

ولفت عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إلى أن العالم المهيمن على الأيديولوجيات في وقتنا الحالي يقوض جهود السلام والعدالة والتعايش؛ إذ إن السلام الذي لا تدعم أصوله وتغذي فروعه العدالة، ولا يكون الحوار بنية أساسية في مكوناته، ولا يعترف بالآخر ويقر بحقوقه، هو سلام مزيف، لا تقوم له قائمة، ولا يستقر له بنيان؛ مؤكدًا أن القرآن الكريم اعتمد الحوار بنية أساسية لتقرير أحكامه، وترسيخ معتقداته، وجعلنا مطالبين بتعزيز التسامح، وقبول الآخر، وإعادة اكتشاف قيم السلام والعدالة والتعايش، التي عبرت عنها حركة الأخوة الإنسانية، فالسلام العالمي لن يتحقق إلا إذا اعترفت جميع القوى كبيرها قبل صغيرها بحق الجميع في العيش في أمن وسلام، وأن قيام العلاقات على أساس التعاون والتكامل واحترام الآخر هو سبيل الاستقرار والتنمية والتطور.

وشدد الدكتور شومان على أنه لا مفر من الاقتناع بالتخلي عن استخدام القوة لحل النزاعات التي تنشأ بين الدول، لا سيما وأن الناظر في التاريخ الإنساني يدرك أن القوة لم تحسم قضية قط، وإنما كلفت البشرية ما يستحيل حصره من نفوس البشر وممتلكاتهم، وتسببت الحروب في تراجع حضاري لكثير من الدول، بل قضت على حضارات ومحتها من الوجود بعد أن زعم أهلها لها الخلود، مشددًا على أنه لن يتحقق سلام ولا عدل في ظل كيل الكبار بمكاييل تطفيف؛ مشيرًا إلى أن قضايا المسلمين تحظى بنصيب الأسد من التهميش واللا مبالاة من قبل المتحكمين في القرار العالمي حين يكون الخصم أقرب أيدلوجيًّا أو عرقيًّا إليهم من الدول المعتدى عليها، وتعد قضية فلسطين أنموذجًا صارخًا لهذه الازدواجية المقيتة، والتهميش غير المبرر، ووصمة عار في جبين العالم الذي ينادي بحقوق الإنسان ليل نهار ! بينما يفعل البند السابع في مجلس الأمن بعد اجتماع عاجل لمجرد شبهة لم تتحقق متى كانت الدولة إسلامية، حيث تصدر العقوبات المؤلمة، وربما تتحرك الجيوش لتدمير الدولة المفترى عليها خلال أيام، ولا تهدأ جيوش العدوان إلا بالانتهاء من نهب الثروات والتأكد من تدمير البشر والشجر والحجر، وما أفغانستان والعراق عنا ببعيد.

الموضوع السابق وكيل الأزهر يختتم جولته في صعيد مصر بتفقد معاهد الأقصر
الموضوع التالي الدكتور عباس شومان يستعرض جهود الأزهر لنشر السلام العالمي في منتدى السلامِ الثامنِ في إندونيسيا
طباعة
570

أخبار متعلقة