والدة "داعشي" في بلجيكا تواجه تهمة تمويل الإرهاب
تناولنا في تقرير سابق مُعاناةَ آباء وأمهات المنضمين لــ"داعش" من الفرنسين والذين كانوا بين مِطرَقَةِ إرسالِ أموال لأبنائهم في سوريا والعراق وسندانِ تركِهِم يقاسونَ متاعبَ الحياة. واليومَ نتابِعُ أمرًا مُشابِهًا في "بلجيكا"، وهو اتهام والدة أحد المنضمين لصفوفِ هذا التنظيم، "سامي جدو"، والذي وقُتِلَ في "الرقة" عام 2016م، بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية وتمويل الإرهاب، حسبما ذكر موقع الإذاعة والتليفزيون البلجيكي.
جديرٌ بالذِّكْرِ أنَّ "سامي جدو" من أوائل البلجيكيين الذين انضموا لصفوف تنظيم "داعش"، وقُتِلَ في سِنِّ السابعة والعشرين، في أغسطس 2016م، خلال غارة أمريكية على مدينة "الرقة" السورية.
أرسلت "فيرونيك ل". مبلغ 65.000 يوريو إلى ابنها "سامي جدو" بين عامي 2013 – 2015م، عن طريق مُحصل لتنظيم "داعش" في "تركيا". ودافعت "فيرونيك ل". عن موقِفِها قائلة: "لم أرسل له أمولًا لشراء أسلحة أو تمويل هجمات، وإنما أرسلت له المال لكي يتمكن من إعالة أسرته وزوجته وطفليه". وأشارت إلى أنها كانت ساذجة أو عمياء بسبب حُبِّها لابنها. وأضافت "هذه الأموال ملك لي، لم أقترضها، وإذا فعلت ذلك فإنما كان للحفاظ على الارتباط بابني، أنا أُم قلقة على مصيره هو وأُسرته في منطقة الحرب. نعم كان لدي قليل من الشَّكِّ في أنه لم يكن يقوم بعمل إنساني كما أخبرني في البداية، لكنني لم أُفكر أبدًا أنه من الممكن أن يستخدم هذه الأموال لصالح تنظيم "داعش".
ويعتزم محاميها "ألكسيس دسويف" الطعنَ في هذه التهمة أمام الدائرة التمهيدية، بأنَّ موكلته لم يكن لديها نية العمد، وأنَّ موكلته لم تكن تعلم أنَّ المبالغ المالية التي أرسلتها من الممكن أن تستخدم في الأنشطة الإرهابية لتنظيم "داعش".
والسؤالُ الذي يطرح نفسه دائمًا هو: هل يُعَدُّ الآباء والأمهات مُخطئينَ أم أنَّ حنانَ الوالدينِ يشفعُ لهم؟
2383