مأساة مسلمى الروهينجا

 

خبراء ومتخصصون يشيدون بدور الأزهر فى حماية مدنية الدولة
Anonym

خبراء ومتخصصون يشيدون بدور الأزهر فى حماية مدنية الدولة

د. جمال العربى: إذا انهار الأزهر - لا قدر الله - فانتظروا مزيدا من الفوضى     

السفير معصوم مرزوق: تصدى الأزهر للدولة الدينية أبلغ رد على متهمى مناهجه بالتطرف     

ناجى الشهابى: هجمة الإخوان على الأزهر بسبب تمسكه بالمدنية

 

«اسمع منى ولا تسمع عنى».. عبارة يرددها الكثيرون حينما يظن الناس فيهم سوءا، وهو ما يردده علماء الأزهر عقب كل هجمة شرسة بسبب سوء فهم الآخرين، فالعجيب أن كل من ينتقدون الأزهر ويهاجمون مناهجه، لم يكلفوا أنفسهم بدراسة ما يرددونه عبر وسائلهم الإعلامية، ما آثار الرأى العام المصرى والعالم عقب الهجمة الإعلامية المسعورة التى تسعى لهدم الأزهر.. ويرى مراقبون أن الأزهر نجح فى التصدى لمحاولة جماعة الإخوان الإرهابية تحويل الدولة المدنية الحديثة إلى دولة دينية، خلال توليهم رئاسة الدولة المصرية إبان ثورة يناير، حيث أصدر الأزهر وثيقته التاريخية فى يونيو 2011م للتأكيد على دعم الدولة المدنية الحديثة ورفض الدولة الدينية بجميع صورها، هذا وغيره نرصده فى السطور التالية..

 

فى البداية، قال الدكتور جمال العربى وزير التربية والتعليم السابق، إن الهجمة الشرسة على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بعد أحداث كنيستى طنطا والإسكندرية هى هجمة منظمة لها سببان رئيسيان، الأول تصفية حسابات شخصية مع فضيلة الإمام وهذا أهون الأسباب، حيث إن الرجل بشخصه وعلمه وورعه قادر على أن يتجاوز كل ما يسئ إليه ولا يعتد به ولا يلتفت إليه رغم تألمه لأنه لا يستحق أبدا كل هذا الهجوم، وهو الذى استطاع بعلمه وتدبيره وعون الله له أن يسترد للأزهر مكانته ويعيد نظرة الاحترام إليه كمنارة للعلم والوسطية وأن يحفظ ويحمى ثوابت الدين الإسلامى وتراثه، لافتا إلى أن الأمر الثانى هو أن الهجوم على شيخ الأزهر بصفته باعتباره رمزا للأزهر الشريف، القلعة الشامخة، والحصن الحصين للدين الإسلامى، وليس هناك من مناسبة أفضل للهجوم على الأزهر سوى مناسبة التفجير لكنيستى طنطا والإسكندرية وذلك بدعوى أن من نفذ كلا التفجيرين مسلم متشدد، وأن مناهج الأزهر الشريف تدعو إلى التشدد والعنف وأن كتب التراث وعلوم الدين التى ورثناها ليست إلا دعوة للعنف والانغلاق وبالتالى يتحمل الأزهر وزر ما يحدث على الساحة من عنف وكلها أمور قصد بها المغالطة من أجل الهدم لا البناء وتفنيدها لا يحتاج إلى الجهد والعناء.

 وشدد وزير التعليم السابق، على أن المسلم الحق - متشددا كان أو وسطيا - يعى جيدا أن تفجير الكنيسة أو قتل المصلين فيها، أمور يلفظها الإسلام ويتجلى ذلك فى وصية النبى صلى الله عليه وسلم، للجند بعدم الغدر أو التمثيل أو قتل الوليد والمرأة ووصية ابى بكر الصديق: «وستمرون على قوم فى صوامع لهم احتبسوا أنفسهم فيها، فلا تؤذوهم» وقوله: «يا يزيد: لا تقتل صبيا ولا امرأة ولا صغيرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شجرا مثمرا، ولا دابة عجماء، ولا بقرة ولا شاة إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن»، وفى العهدة العمرية لمسيحيى بيت المقدس أيضاً، لافتا إلى أن المسلم الحق يعلم وصية النبى صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر فقال «استوصوا بأقباط مصر خيرا فإن لهم رحما وصهرا».  وأشار إلى أنه لا أحد فى المجتمع يملك مفاتيح سحرية بالضغط عليها يتغير شكل المجتمع، ولابد أن نصبر فالتغيير فى المجتمعات لا يكون طفرة بل هو  عمل له مقدمات وجهد مبذول حتى يزدهر ويثمر، وأن التغيير فى ثقافات الشعوب يأتى بلغة أهل الحقل تنقيطا لا غمرا، كما أنه رغم كل اتهامات المغرضين فاننا لا بد أن نتوقع المزيد والمزيد من الفوضى والتناحر إذا انهار هذا الصرح العظيم والمعقل الأخير للإسلام، فبه وبجهوده تهتدى وتخشع فئات كثيرة وأعداد كبيرة من المسلمين فى مصر والعالم الإسلامى، تتعبد وتعرف كيف تحرم الحرام وتحل الحلال وتقيم شرائع الله وتستنكر ما على الساحة من تجاوزات.

                                                                                                                           منبع صافٍ

فى سياق متصل، قال السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأزهر كان على مدى تاريخه وسيظل أبد الدهر منبعا صافيا للتجديد والتطور فى الفكر العربى والإسلامى، وكان لرجالاته دوماً قصب السبق فى طرح الأسئلة التى يقتضيها كل عصر، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى، بل إنه لا يمكن كتابة تاريخ الأزهر بمنأى عن تلك الحقيقة المتجددة، لافتا إلى انه ربما تدخل مبادرة شيخ الأزهر فى ذلك التقليد الراسخ، حيث إنه فتح بابا لإسهامات وأفكار الشباب دافعاً لهم للبحث والتفكير واستنباط الحلول التى تتناسب مع عصرهم الذى شهد من المتغيرات ما لم تشهده عصور أخرى فى سرعته وحدته وما يلاقيه من تحديات .

وأضاف أن الأزهر الشريف أطلق مئات الندوات وورش العمل والمؤتمرات لمناقشة تجديد الخطاب الدينى والارتقاء بالشباب وتحصينهم من براثن التطرف والإرهاب، وهو ما ينافى كل الاتهامات التى وجهت له من قبل أنصاف المثقفين والمتعلمين والإعلاميين، مؤكدا أن الأزهر قام بجهود كبيرة نرجو أن تسهم فيها أيضاً الجامعات المصرية وأن تخصص له ميزانية مناسبة تسمح بالاستثمار الجيد لهذه المبادرات والخطوات الفعلية لحماية الأجيال من براثن التطرف والإرهاب.

                                                                                                                         قوة ناعمة

 من جهته، قال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل إن الهجمة الشرسة على الأزهر الشريف جزء من مخطط الهجوم على الدولة المصرية بهدف سلبها أهم قوتها الناعمة التى كانت مصدر تميزها وريادتها وقيادتها لمحيطها العربى وأمتها الإسلامية ويعد الأزهر الشريف أهم قوة من قوى مصر الناعمة لدرجة أن شيخ الأزهر يستقبل كرؤساء وزعماء الدول، خاصة الدول التى تعلم أبناءها مبادئ وتعاليم الدين الحنيف الوسطى فى أروقة الأزهر وكلياته المختلفة ولم يضبط طالب منهم متطرفا أو تكفيريا أو صاحب فكر منحرف يقتل الأبرياء وهذا رد جلى على كل من يدعى أن الأزهر الشريف يدعم الإرهاب والعنف ويخرج إرهابيين، فكل الإرهابيين الذين يقتلون الناس ويروعونهم لم يمروا بجوار الأزهر ولم يتعلموا فيه.  وشدد على أن المخطط الذى يدير الأعمال الإرهابية، ينتهز الفرصة لضرب الأزهر لأن ضربه هو ضرب فى الوطن عبر الأزهر، بكونه أبرز قوى مصر الناعمة التى جعلت مصر مؤثرة فى العالم العربى، لافتا إلى أنه منذ أن كان عضوا فى مجلس الشورى فى زمن الإخوان تصدى لهجمة على الأزهر شبيهة بهجمة اليوم قام بها نواب الإخوان فى المجلس الذى كان يمثل البرلمان المصرى فى غيبة مجلس الشعب، وكان سبب هجوم الإخوان على الأزهر هو تصديه لمحاولاتهم إنشاء الدولة الدينية والسيطرة على الأزهر ليسهل لهم السيطرة على العالم الإسلامى، مؤكدا أن الأفكار المتشددة ظهرت نتيجة لما حدث فى الخارج عقب تفكك الاتحاد السوفيتى وهجرة المصريين لبعض الدول العربية للعمل واتباعهم لبعض هذه المناهج، التى لا علاقة للأزهر الشريف «جامعا وجامعة ومشيخة» بها.

                                                                                                                   فخر المصريين

 من جانبه قال صبرة القاسمى منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيرى إن الأزهر منارة العلم والتسامح وحياة الأمة الإسلامية والهجوم عليه هجوم على الوطن والقيم الإسلامية، وأن كل من يحاول هدم الأزهر أو المساس به فهو يحاول هدم الدولة المصرية وهدم الهوية الإسلامية، وأن أهمية الأزهر من أهمية مؤسسات الدولة المصرية، متسائلا: هل يمكن فى دولة مثل مصر الاستغناء عن مؤسسة من مؤسساتها؟!  وأكد أن الأزهر خط أحمر، مضيفا: «فكما أننا فخورون بمؤسسات دولتنا من جيش وشرطة وصحة وتعليم فنحن بكل فخر نقول إن الأزهر من أهم المؤسسات، ولكل حاقد أو ناقم على الأزهر نقول: لن تنالوا من الأزهر ولن يسمح لكم بالنيل منه، فكل دعواتكم الإرهابية لن تنال أبدا من الأزهر، وإن كنتم تريدون دينكم من عند غير الله فهذا شأنكم، أما نحن فديننا الذى ارتضاه الله لنا نستقيه من الأزهر ولن نرضى عنه بديلا، وفى اعتقادى أن كل الأبواق التى تسعى للتقليل من شأن الأزهر أبواق مسمومة تسعى للفتنة وتعمل لصالح الجماعات الإرهابية».  وتساءل القاسمى: إن لم نجل ونحترم مؤسساتنا الدينية التى حافظت على تراث الأمة الإسلامية وعقيدتها عبر السنين والقرون فمن نحترم؟! وإذا هدم الأزهر -حاشا لله- فما البديل وممن نأخذ ديننا وفيمن نثق؟، مضيفا: على كل مسلم عاقل واع أن يقف فى خندق الأزهر فهو آخر حصون الإسلام وآخر قلاع الوسطية، ومن يسعى للتبديل والتغيير: أفصح عن هويتك، فلن نرضى غير الإسلام دينا ولن نقبل غير الأزهر إماما ونبراسا ولن نتبع ملتكم، مشيراً إلى أن الدواعش أكثر الناس فرحا بهذه الهجمة الشرسة على الأزهر وأنهم أكثر المستفيدين من ذلك. 

الموضوع السابق خطيب الجامع الأزهر: هناك أيادٍ تسعى لطمس الهوية المصرية وتهميش دور المؤسسات الدينية
الموضوع التالي تحت رعاية الإمام الأكبر ..الخميس المقبل .. انطلاق مؤتمر الأزهر العالمي للسلام بحضور عدد من الرموز والقيادات الدينية من جميع أنحاء العالم
طباعة
2487