مأساة مسلمى الروهينجا

 

بعض القضايا  من واقع المرأة المسلمة في إسبانيا
Sameh Eledwy

بعض القضايا من واقع المرأة المسلمة في إسبانيا

وحدة رصد اللغة الإسبانية

عناصر التقرير

  • مقدمة
  1. صورة عامة عن المرأة المسلمة في إسبانيا
  1. النشاط وجمعيات المرأة المسلمة
  1. قضايا المرأة المسلمة في إسبانيا
  • التعليم
  • العمل
  • الحجاب
  • العنصرية
  • الخاتمة

 

 

  • مقدمة

 

تمثل المرأة ركنًا أساسيًا من أركان المجتمع الإسلامي، فقد رفع الإسلام شأنها، وحفظ لها حقوقها التي شدّد على حرمة الإخلال بها أو التقصير فيها، فقال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ (النساء: 19). كما وصّى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالإحسان إلى المرأة بقوله في حجة الوداع: (استوصوا بالنساء خيرًا ، فإنّهن عوان عندكم...) الحديث.

وفي المجتمعات الأوروبية، وتحديدًا في المجتمع الإسباني، تتمتع المرأة بقدرٍ من الحرية والاستقلال الذاتي. كما تنعكس عليها ملامح الثقافة الإسلامية، فضلاً عن كونها جزءًا لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي هناك، حيث تشارك في النشاطات المختلفة وفقًا للحرية والاستقلال اللذين تتمتع بهما. ومن هذا المنطلق كان من الضروري دراسة أحوال المرأة المسلمة في إسبانيا، وهي إحدى أولويات مرصد الأزهر الذي يسعى إلى البحث في أحوال المسلمين ودراسة قضاياهم ومشكلاتهم في دول الغرب.

 

  1. صورة عامة عن المرأة المسلمة في إسبانيا

من أبرز ما يمكن ملاحظته على وجود المرأة المسلمة في إسبانيا، أن غالبيتهنّ نشأن في دول تمارس فيها شعائر الدين بشكلٍ واضحٍ وملتزمٍ في الحياة اليومية كالجزائر وتركيا وجامبيا وبنجلاديش وباكستان والمغرب ونيجيريا وغينيا والسنغال، وقد ذهبن للعيش في إسبانيا بصحبة أزواجهن أو للعمل هناك. كما أن معظم هؤلاء النساء متقدمات في السن، حيث إن غالبية أعمارهن تتجاوز الأربعين عامًا.

وتدافع المسلمات في إسبانيا عن مظهرهن الديني ومعتقداتهن الإسلامية مع إصرارهن على الاندماج في المجتمع. وفي غالب الأحوال تعاني المرأة المسلمة في إسبانيا من الصدام الثقافي مع المجتمع وبعض المشكلات الأخرى التي تنشأ بسبب الأحكام المُسبقة على المسلمين، ولا سِيّما فيما يتعلق بالمرأة ووضعها داخل المجتمعات الإسلامية عمومًا. فعلى سبيل المثال هناك بعض الحالات التي تشير إلى أن النساء اللاتي يتقدمن لطلب العمل يُطلب منهن التخلي عن الحجاب، فعلى سبيل المثال هناك امرأة مسلمة مغربية تعيش في إسبانيا ذَكرتْ أنها حصلت على دورات عديدة لتأهيلها للعمل، ولكنها عندما كانت تتقدم لأية وظيفة كان يُطلب منها التخلي عن الحجاب لدواعي العمل[1].

وتختلف ثقافة المرأة المسلمة في إسبانيا وفقًا لثقافة المنطقة التي نشأت بها -في حالة ما إذا كانت قد وُلدت خارج إسبانيا- وتظهر في طريقة الاندماج داخل المجتمع الإسباني ومن خلال التعامل مع الثقافات الأخرى والتعايش معها. ومع الأسف، تُحيط بالمرأة المسلمة بعض الأحكام المُسبقة التي تتهمها بالتبعية والخضوع والسلبية وعدم المشاركة في بناء المجتمع[2]. غير أن هذه الأحكام غير دقيقة من الناحية العملية؛ لأن الواقع يعكس نجاح كثير من الرموز النسائية المسلمة في كسر الصورة النمطية، وقد أثبتت المرأة المسلمة قُدرتها على الاندماج مع المجتمع الإسباني.

 

  1. النشاط النسائي وجمعيات المرأة المسلمة

هناك العديد من الحركات والجمعيات النسائية المسلمة التي تنادي بحقوق المرأة، والتي يتمركز غالبيتها في مدينة قرطبة حيث تعمل هناك ثلاث إسبانيات اعتنقن الإسلام حديثًا ولا يرتدين الحجاب ويتمتعن بقدرٍ كبيرٍ من التعليم العالي، وتتراوح أعمارهن بين 40 و50 عامًا، كُنّ قد ترأسن جمعيات إسلامية في مقاطعة قطلونية وفي إقليم "الباسك" وفي "أندلوثيا". نذكر منهن على سبيل المثال "إيسابل روميرو" التي لا تزال ترأس "المجلس الإسلامي"، وهي إحدى أقدم وأعرق الجمعيات الإسلامية في إسبانيا وقد أسسها مسلمو إسبانيا عام 1989[3]. ومن النماذج المرموقة للمرأة المسلمة في إسبانيا "فاطمة حامد"، وهي أول مسلمة تقود حزبا في مدينة "سبتة"، ونجحت في الحصول لحزبها على ثلاثة مقاعد[4].

وقد تزايدت الجمعيات الخاصة بالمرأة المسلمة في إسبانيا بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، وذلك لتلبية احتياجات النساء المسلمات وبحث مشاكلهن وإدماجهن بشكل إيجابي داخل المجتمع. وفيما يلي، نُعرّج على ذكر بعض تلك هذه الجمعيات:

  1. جمعية الشابات المسلمات في إسبانيا (ACHIME):

تأسّست هذه الجمعية في السادس من أغسطس عام 2012 في مدريد، على يد عدد من الشابات المسلمات اللاتي ينتمين إلى الجيل الثاني في إسبانيا، وقد امتد نشاطها في جميع أقاليم إسبانيا. وتهدف الجمعية إلى أن تكون نقطة تلاقٍ ودعم لجميع الفتيات المسلمات بالإضافة إلى الأهداف الآتية:

  • دعم التمسك بالهوية الإسبانية-الإسلامية بشكل لا يخلق تعارضًا بين الهويتين، مع التأكيد على الحقوق المدنية للمواطنات المسلمات.
  • التشجيع على الحوار بين الديانات والاحترام المتبادل والمشاركة المجتمعية كوسيلة للتقارب مع شركاء الوطن وتغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة.
  • مساعدة الفتيات المسلمات على مواجهة المشكلات وإكسابهن الثقة بالنفس ودعمهن لتحسين ظروفهن المعيشية، وذلك من خلال الاجتماعات والنشاطات التي تُنظم فيها[5].

 

  1. اتحاد النساء المسلمات في إسبانيا (UMME):

تأسس هذا الاتحاد في العاصمة مدريد بغرض أن تستعيد المرأة الدور الذي خوّلها الإسلام إياه، كما أنه يعتبر خطوة في طريق المطالبة بحقوق النساء المسلمات والمساهمة في تقدم المجتمع. ومن أنشطة هذا الاتحاد: تعليم وتدريب القيادات النسائية، وتنفيذ حملات نشر الوعي والمشاركة العملية والمجتمعية، إلى جانب مكافحة الإقصاء، وكذا إنتاج وبيع المنتجات المصنعة يدويًا[6].

وتثميناً للدور الذي من الممكن أن تلعبه المرأة المسلمة داخل المجتمع الإسباني، فقد أعلنت "المفوضية الإسلامية في إسبانيا" عزمها على وضع لوائح جديدة تعمل على إدماج المرأة المسلمة للتمثيل والمشاركة داخل هيئاتها الحكومية. هذا ما ظهر بوضوح في مسودات اللوائح الجديدة للمفوضية التي تشتمل على مقترح يضمن تمثيلاً أكبر للمرأة المسلمة في هيئات المفوضية الحكومية. وعن إدماج السيدات في المناصب العليا للهيئات الإسلامية الرسمية، فقد أعلن اتحاد الجمعيات الإسلامية في إسبانيا- الذي يدير 19 اتحاداً و601 جمعيةً إسلاميةً عن وجود سيدةٍ كعضو رئيس داخل اللجنة الاستشارية للاتحاد. ومن المتوقع تعيين سيدتين في القريب العاجل، ومن المتوقع أيضاً تشكيل قسمٍ استشاريٍ للأسرة برئاسة ومشاركة السيدات[7].

 

جـ) جمعية طيبة الإسلامية في مدريد

وهي جمعية أسّسها مجموعة من الشباب المسلم في مدريد بهدف دراسة وتحليل شئون المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي، واكتشاف التحديات اليومية التي تواجهها وبحث مشاركاتها داخل المجتمع الإسباني ونظرتها لمستقبل المسلمين. 

 

  1. قضايا المرأة المسلمة في إسبانيا

تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض القضايا المهمة التي تشغل المرأة المسلمة في إسبانيا والتي يمكننا من خلالها استنباط أهم المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها المرأة على المستوى التعليمي والعملي والاجتماعي...الخ. كما ترسم هذه القضايا ملامح حياة المرأة المسلمة في إسبانيا بشكل عام.

  • قضية التعليم

وفقًا لإحصائية بمدينة بلنسية -التي تعد ثالث أكبر مدينة يتواجد بها مسلمون مغربيون- بعد مدينتي "برشلونة" و"بدالونا"-كنموذج، تبين أن مستوى التعليم العالي بين النساء المسلمات من أصل مغربي في المدينة، ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و51 عامًا، يصل إلى 42%، وبالنسبة للتعليم الثانوي فتبلغ نسبة المسلمات الحاصلات على الشهادة الثانوية 28%. كما حصلت نسبة 28% منهن على الشهادة الابتدائية، بينما هناك 2% منهن لم تحصل على أي مستوى من التعليم[8].

وتعتبر هذه النسب مؤسفة في الوقت الحالي لأنها تعبر عن حالة القصور الذي تعانيه المرأة في مجال التعليم الذي يعتبر السلاح الأكثر مضاءً في مواجهة محاولات تشويه الهوية الإسلامية، فلا ينتظر منها بعد ذلك إلا أن تكون راعية في المنزل، لا تشارك بفكرها في تطور المجتمع ولا في تغيير الأفكار النمطية عن المرأة المسلمة بشكلٍ عام. وربما كان السبب وراء انخفاض هذه النسبة هي أن غالبية هؤلاء النساء قد حصلن على مستوى متواضع من التعليم في بلادهن قبل الهجرة إلى إسبانيا، ولم يكملن تعليمهن بعد الإقامة هناك، أما النساء اللاتي وُلدن في إسبانيا فلا يجدن مشكلة في إكمال تعليمهن بل والحصول على درجات علمية عُليا.

  • قضية العمل

يمكننا بشكل عام رصد أسباب احتياج المرأة المسلمة في إسبانيا للعمل في النقاط التالية:

  • السعي إلى زيادة دخل الأسرة.
  • ادخار مبالغ للإنفاق على تعليم الأبناء.
  • الضرورة الاقتصادية والاحتياج للإنفاق على الأسرة في حالة الأرامل والمطلقات[9].

تعتبر مشكلة الحصول على عمل من المشكلات التي تواجه المرأة المسلمة في إسبانيا، وخاصة في حالة ما إذا كانت تعول أسرة. فعلى سبيل المثال، وفي سن العمل، تواصل 32.5% من النساء المسلمات في بلنسية من أصل مغرب دراسات تكميلية في الجامعات المختلفة، بينما هناك 18.5% منهن يعملن لضروريات الحياة. أما الصادم في هذا الأمر فهو أن النسبة الكبرى التي تبلغ 49% لا تعمل على الإطلاق، بالرغم من أن هناك 39.5% منهن مؤهَّلات بشكل احترافي للعمل، إلى جانب 32.5% حاصلات على دبلومات عليا وشهادات جامعية[10].

ومن المؤسف – وفقًا لدراسة أجراها "معهد دراسات المرأة" في مدريد- أن النساء المسلمات اللاتي تجاوزن الأربعين عاماً غير مؤهلات للعمل بشكلٍ جيدٍ؛ لذا فإنهن يرضين بأعمال متواضعة كالخدمة في المنازل، أو أن يبقين في منازلهن دون عمل[11].

  • قضية الحجاب

لا شك أن الحرية التي تتمتع بها النساء المسلمات، والتي يكفلها لهن القانون، تمنحهن الحق في ممارسة الشعائر الدينية والالتزام بالزي الإسلامي. وتلتزم غالبية المسلمات في إسبانيا بارتداء الحجاب عن قناعة تامة، كما يعتبرنه رمزًا دينيًا يعبر عن هويتهن الإسلامية. بينما هناك العديد من المسلمات يجدن حَرجًا وصعوبة في الالتزام بالحجاب لتعرضهن للنقد ومواجهة بعض الصعوبات في العمل والاندماج[12].

وفي عدة لقاءات مع بعض الفتيات المسلمات الإسبانيات في إحدى المقاهي الموجودة في "ميدان سول" بمدريد، وُجد أنهن يرتدين الحجاب مؤكدين على أنه رمز للاعتقاد والهوية الإسلامية، مشددين على أنه لا يوجد وراء ارتداء هذا الحجاب إرغام أبٍ أو تعاليم إمام مسجدٍ متشدد ٍأو أوامر زوجٍ متعسفٍ رجعيٍ. وتساءلن بناءً على ما سمعن من كونهن مجبرات على الاعتقاد بهذه التعاليم: هل من الممكن أن نؤمن بدين يقمع حرياتنا؟ هل نحن حمقى لنفعل ذلك ونحن نعيش في بلد تكفل حرية الاعتقاد للجميع؟، وإن كنا حمقاوات وانجرفنا في هذا التيار فكان من الأولى أن ينظر المجتمع إلينا بشفقة وعطف بدلاً من نظراته المليئة بالكراهية أو أن يتم رفضنا في عمل ما نظراً لأننا نرتدي للحجاب[13].

وتمثل الفتيات ذوات الأصول المغربية الجيل الثاني من المسلمات الإسبانيات، وقد بدأن في دراسة الإسلام الصحيح لمعرفة الأخطاء والتناقضات، وأكدت بعضهن في لقاء صحفي على أنهن لسن على قدر عال من المعرفة بالشريعة الإسلامية، وأكدن تعثرهن كثيرًا وارتكابهن لكثير من الأخطاء عن جهل، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهن مستمرات في هذا الطريق. كما أشرْن في نفس الوقت إلى ارتدائهن للبنطال والكثير من الملابس التي تتماشى مع موضة العصر في إسبانيا[14].  

وفي الفترة الأخيرة، وبعد محاولات تشويه الإسلام وصورة المسلمين في الغرب، اتخذت الحكومات الأوروبية بعض الإجراءات التي تحجر على حرية المسلمات في ارتداء الحجاب، فقد قام وزير الداخلية الإسباني "فيرنانديث دياث" بانتهاز فرصة مناقشة البرلمان الإسباني لقانون "أمن المواطنين" ليدعو كافة الأحزاب السياسية لمنع البرقع والنقاب في الأماكن العامة. ورأت بعض الأحزاب منها "الحزب الاشتراكي الإسباني" أن هذا التصرف بمثابة "بالونة اختبار" وذلك لتمرير قانون الحرية الدينية ومنع بعض البنود الأخرى في القانون[15].

ثم كان تصريح وزير الداخلية حول ضرورة تفهّم المتطلبات الأمنية، وأن هذا القانون يهدف إلى تسهيل عملية التحقق من الهويات، خاصة للأشخاص الذين يقومون بأعمال غير شرعية خلال الاحتجاجات. بينما صرح "ريكاردو سيستو" المتحدث باسم حركة "اليسار المتحد" بأن ما يقوم به وزير الداخلية من محاولة لتمرير هذا القانون هو انتهاك واضح لحقوق المواطنين وحريتهم[16].

وقد تحوّل الحجاب إلى عامل من عوامل العنصرية والتمييز، فيُطلب منهن تركه صراحةً في مخالفة للقانون الذي يكفل حرية المظهر للجميع. وتعاني النساء المغربيات أكثر من غيرهن من هذا الأمر، كما أن هناك بعض المدارس تمنع ارتداء الحجاب وفقًا للوائحها الداخلية[17]، فقد رفضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان طلبًا قدمته المحامية الإسبانية المسلمة "زبيدة بريك الديدي" لمقاضاة رئيس المحكمة الوطنية الإسبانية "خابيير جوميث بيرموديث" Javier Gómez Bermúdez والذي رفض بقاءها على المنصة المُخصصة للمحامين في قاعة المحكمة، بحجة أنها تغطي رأسها وهو أمر غير مقبول على حد زعمه، وكان ذلك في عام 2009. وقد طلب القاضي من المحامية التخلي عن الحجاب في إحدى جلسات المحاكمة مُعللاً ذلك بأن المحامين لا بد أن يلتزموا بعدم ارتداء أي غطاء للرأس، وعندما رفضت المحامية، أجبرها حرس المحكمة على النزول من على المنصة والجلوس مع  الجمهور[18].

  • العنصرية

تعد العنصرية من أبرز مظاهر معاناة المرأة المسلمة في إسبانيا، حيث عقد "المركز الثقافي الإدريسي" المائدة المستديرة الثانية حول التمييز المزدوج الذي تتعرض له المرأة المسلمة والذي من الممكن تسميته "إسلاموفوبيا الجنس"، وذلك في إطار فعاليات المركز حول اليوم العالمي للمرأة. وأشار أحد المحاضرين إلى أنه في ظل الهجمة الأخيرة على الإسلام بعد تفجيرات فرنسا فإن المرأة المسلمة قد تعرضت للكثير من الاعتداءات اللفظية والبدنية، إضافة إلى مظاهر الإسلاموفوبيا التي تمارس ضدها، ومن هنا كانت التسمية "إسلاموفوبيا الجنس" أي وجود تمييز مزدوج للمرأة المسلمة، الأمر الذي جعلها أكثر عرضة لسوء معاملة الآخرين. وأكد رئيس الندوة أن المجتمع ينظر إلى المرأة المسلمة على أنها أجنبية رغم نشأتها في المجتمع الإسباني.

 

  • الخاتمة

ربما يمكننا أن نخلص من هذه الدراسة المختصرة إلى أن المرأة المسلمة في إسبانيا تعاني من بعض المشكلات في الحصول على حقوقها العامة كالتعليم والعمل، لكن يجب القول إننا لابد أن نعزو هذا إلى المرأة المسلمة نفسها، حيث لا تهتم غالبية النساء المسلمات بالـتأهيل العلمي والمهني بشكلٍ كافٍ، وهو ما ينعكس عليهن مستقبلًا بشكلٍ سلبي.

أما مظاهر الإسلاموفوبيا تجاه المرأة المسلمة، فتُعبر عن وجود بعض التناقض داخل المجتمع، الذي يحاول إنصاف المرأة ومساواتها بالرجل في الحقوق والحريات. ولذا فمن المهام التي تواجه المرأة المسلمة في إسبانيا محاولة القضاء على الصورة النمطية عن المسلمين وإحباط محاولات تسييس الدين أو التعامل مع المسلمين من منطلق سياسي أو عرقي، إلا أنه من الإنصاف أن نقول إن هذه الحالات لا تمثل المجتمع الإسباني برمته، بل هي حالات قليلة إذا ما قورنت بالسلوكيات العامة التي يسلكها المجتمع مع المسلمين، كما هو الحال في غالبية المجتمعات الأوروبية.

والواضح أن وضع المرأة المسلمة في إسبانيا قد تأثر بالعديد من الأحداث الإرهابية خاصة بعد 11 سبتمبر مرورًا بتفجيرات 14 مارس بمدريد وغيرها من الأحداث في دول أوروبا، وهي موجة تتصاعد تدريجيًا وفقًا للمستجدات التي تسير غالبًا في غير مصلحة المسلمين. وقد بات من الضروري أن تضطلع الهيئات الإسلامية المعنية بدورها في تصحيح المفاهيم حول الإسلام ومواجهة محاولات التشويه وإثارة الفتنة ضد المسلمين في أنحاء العالم.

 

 

 

 


[1] مقال بعنوان: "أن تكون امرأة مسلمة في إسبانيا" (الباييس الإسبانية، 1/12/2004):

http://elpais.com/diario/2004/12/05/domingo/1102221692_850215.html

[2] مقال بعنوان: "أنا إسبانية، أنا مسلمة، أنا امرأة...ولدي العديد من الهويات" (لا ريوخا الإسبانية، 9/3/2011):

http://www.rioja2.com/n-76827-3-Soy_espanola_musulmana_mujer_tengo_muchas_identidades/

[3] مقال بعنوان"إسلام النساء" (الباييس الأسبوعية الإسبانية 1/11/2015):

http://elpais.com/elpais/2015/10/29/eps/1446131577_808813.html

[4] مقال بعنوان: "سبع نساء مسلمات يكسرن الصورة النمطية " (قرطبة-إنترناثيونال الإسبانية، 5/10/2015):

http://www.cordobainternacional.com/7-mujeres-musulmanas-de-hoy-que-ayudan-a-romper-estereotipos/\

 [5]موقع "جمعية الشابات المسلمات في إسبانيا" (3/6/2016):

http://www.asociacionachime.com/#!nosotras/c3c1

[6] موقع "اتحاد النساء المسلمات في إسبانيا" (موقع ويب إسلام: 20/3/2016):

http://www.webislam.com/directorio/5047-union_de_mujeres_musulmanas_de_espana.html

[7] مقال بعنوان: "المرأة تشارك بشكل كبير في أجهزة الحكومة التي تتعامل مع المسلمين في إسبانيا" (أوروبا بريس، 14/3/2016):

http://www.europapress.es/sociedad/noticia-mujer-tendra-mayor-participacion-organos-gobierno-musulmanes-espana-20160314115819.html

[8] موقع المركز الثقافي الإسلامي في بلنسية (20/3/2016):

http://www.webcciv.org/Actividades/Conferencias/triplediscriminacion.html

[9] مقال بعنوان: "تحديات تواجهها المسلمات العاملات" (إسلام ويب، 9/3/2011):

http://library.islamweb.net/esp/index.php?page=articles&id=148822

[10] موقع "المركز الثقافي الإسلامي في بلنسية" (20/3/2016):

http://www.webcciv.org/Actividades/Conferencias/triplediscriminacion.html

[11] مقال بعنوان: "المرأة المسلمة في مدريد" (موقع جمعية الشبان المسلمين 23/3/2012):

http://info-tayba.blogspot.com.eg/2012/03/la-mujer-musulmana-en-madrid.html

[12] مقال بعنوان: "المرأة المسلمة في مدريد" (موقع جمعية الشبان المسلمين، 23/3/2012):

http://info-tayba.blogspot.com.eg/2012/03/la-mujer-musulmana-en-madrid.html

[13] مقال بعنوان: "إسلام النساء" (الباييس الإسبانية، 1/11/2015):

http://elpais.com/elpais/2015/10/29/eps/1446131577_808813.html

[14] مقال بعنوان: "إسلام النساء" (الباييس الإسبانية، 1/11/2015):

http://elpais.com/elpais/2015/10/29/eps/1446131577_808813.html

[15] مقال بعنوان: "تقنين منع استخدام النقاب في الأماكن العامة بإسبانيا أمر ضروري أم حرية دينية؟" (موقع 20 دقيقة الإسباني، 16/11/2015):

http://www.20minutos.es/noticia/2230899/0/burka/prohibicion/calle/

[16] مقال بعنوان: "تقنين منع استخدام النقاب في الأماكن العامة بإسبانيا أمر ضروري أم حرية دينية؟" (موقع 20 دقيقة الإسباني، 16/11/2015 ):

http://www.20minutos.es/noticia/2230899/0/burka/prohibicion/calle/

[17] مقال بعنوان: "أنا إسبانية، أنا مسلمة، أنا امرأة...ولدي العديد من الهويات" (لا ريوخا الإسبانية، 9 مارس2011 9/3/2011):

http://www.rioja2.com/n-76827-3-Soy_espanola_musulmana_mujer_tengo_muchas_identidades/

[18] (وكالة الأخبار الإسلامية الأرجنتينية "عين"، 19/05/2016):

http://www.ain.com.ar/nota.php?nota=13373

الموضوع السابق الإمام الأكبر: ما شرعه الإسلام في باب الجهاد لم تهتد إليه أوروبا إلا في القرن السابع عشر
الموضوع التالي الموضوع السابع عشر
طباعة
8362

أخبار متعلقة