| 19 أبريل 2024 م

مقالات جريدة صوت الأزهر

سليمان جودة .. يكتب: حديث عن الوثيقة!

  • | الإثنين, 25 فبراير, 2019
سليمان جودة .. يكتب: حديث عن الوثيقة!
سليمان جودة

 

أمام مؤتمر قمة الحكومات الذى انعقد فى دبى، أيام ١٠ و١١ و١٢ من هذا الشهر، وقف الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى، يتحدث عن وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقّعها أول الشهر فى العاصمة الإماراتية أبوظبى: الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وقد كان التوقيع فى مشهد مهيب، نقلته وسائل إعلام الدنيا كلها! 

كان الذين جلسوا ينصتون إلى حديث الشيخ عبدالله بالآلاف، بمثل ما كان الذين شهدوا توقيع الوثيقة بعشرات الألوف، وربما بمئاتها فى داخل الإمارات وخارجها! 

وكان مما فعله وزير الخارجية الإماراتى، وهو يشير إلى أهمية الوثيقة، وأبعادها، ومضمونها، أنه اختار فقرات منها وراح يقرؤها على الحاضرين، فكان صدى الفقرات لدى الجميع رائعاً حقاً! 

وقد استوقفتنى فقرتان على وجه التحديد أوردهما الوزير نصاً من الوثيقة.. أما الأولى فتقول الآتى: إن الحرية حق لكل إنسان: اعتقاداً، وفكراً، وتعبيراً، وممارسة، والتعددية والاختلاف فى الدين واللون والجنس والعرق واللغة، حكمة لمشيئة إلهية قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلاً ثابتاً تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه، أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضارى لا يقبله الآخر! 

وقالت الفقرة الثانية: لتكن هذه الوثيقة دعوة للمصالحة والتآخى بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوى الإرادة الصالحة! 

وكان تقديره، وهو يعلق على الفقرتين ،أن القيمة الحقيقية للعبارات الواردة فيهما أن الرجلين اللذين وضعا توقيعهما عليها ليسا أى رجلين، ولكنهما رمزان دينيان كبيران، ومن شأن هذا أن يمنح الذين يعملون فى السياسة، وفى التعليم، وفى الإعلام، وفى غيرها من مجالات العمل العام، عزيمة كبيرة، وقوة مضافة، ورغبة عالية فى إشاعة قيم السلام بين الناس! 

ثم قال: إننا لا نرى تعارضاً بين فحوى الأديان وبين التقدم البشرى، ومن يحاول أن يقدم أطروحة «إما الإيمان وإما العلم فإنه فى الحقيقة يربك المجتمعات، ويخلق صداماً بين العقل والروح» فى مرحلة نحتاج فيها إلى إيمان عقلانى يرتقى بالإنسان ويمنحه الطمأنينة! 

وقال أيضاً ما معناه أن ١٨٠ ألفاً من المسيحيين الكاثوليك الذين يعيشون على الأرض الإماراتية حضروا القداس الذى قاده البابا فى أبوظبى، فى فرح وبهجة وسعادة، وأن ذلك يشير فى حد ذاته إلى «أننا فى الإمارات كحكومة وشعب ملتزمون، ليس فقط برعايتهم وتوفير الحياه الكريمة لهم، بل برعاية إيمانهم أيضاً، لأننا نعتبره واجباً دينياً وحضارياً»! 

معنى الكلام أن هذه وثيقة سوف تظل علامة فى موضوعها على الدوام!

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg