* د. صابر عبد الدايم: تحد صارخ للأزهر
* د.عبد المنعم فؤاد: يضر بالمصلحة العليا للبلاد
* د.عبد الفتاح خضر: استخفاف بالثوابت الوطنية
* د.غانم السعيد: لن يجدا ترحيبا من محكمي الجائزة
تحقيق – أحمد نبيوة
أثار ترشيح لجنة القصة بالمجلس الاعلى للثقافة كلا من إسلام بحيري المحكوم عليه بعام سجن بعدالتخفيف في ازدراء الاديان، والكاتب سيد القمني الذي يهاجم علماء الأزهر وينكر ماهو معلوم من الدين، لنيل جائزة الملك فيصل السنوية في مجال خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي، جدلا واسعا في اوساط المثقفين ورجال الأزهر الشريف.
وأجمع المثقفون من علماء الأزهر باختلاف تخصصاتهم أن ترشيح كلا من القمني وبحيري لنيل الجائزة هو تحد صارخ للأزهر الشريف واستهانة بمشاعر المسلمين واضرارا بالمصلحة العليا للبلاد، مؤكدين أن هذا الترشيح لا يضر الازهر بشيئ بل انه قد يعبر عن من رشحهم وسوف يفضح هؤلاء امام العالم، مؤكدين أنه لايعقل ان يكافئ من يحارب الدين ويقدح في العلماء ويتهم الاسلام واهله بما ليس فيه بان ينالوا ارقى جائزة اسلامية في العالم.
من جانبه، قال الكاتب والأديب الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية السابق بجامعة الأزهر، إن ترشيح لجنة القصة بالمجلس الاعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة لكلا من السيد القمني واسلام بحيري لنيل جائزة الملك فيصل في خدمة الاسلام، يعد تحديا صريحا للأزهر ولمشاعر المسلمين، وإساءة لمصر واستهانة بالدين، فالمرشحان معروف أحدهما وهو سيد القمني بأن كل كتبه هجوم على الدين وإنكار للوحي وتخريف وتجديف في الدين والقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم "صناعة بشرية" وغيرها من الأمور المغرقة في إنكار الدين، والثاني وهو إسلام بحيري كل ما فعله هو الخروج لتلويث أنظار وأسماع الناس بسب الصحابة والفقهاء بأقذع الشتائم والألفاظ.
وأكد عبد الدايم، أن لجنة القصة من حقها ان ترشح في مجال الأدب وليس الدراسات الإسلامية، مؤكدا أن وزير الثقافة مسئول عن هذه المهزلة ويعد كلامه حول عدم معرفته بالترشيح تهربا من المسئولية فالمجلس الاعلى للثقافة جزء من الوزارة وكل ما يخرج عنه مسئولية الوزير ويجب ان يساءل بصورة مباشرة عن هذه "المسخرة".
وأوضح أن لجنة الجائزة سترفض هذا الترشيح إن وصل إليها وإن كنت أشك في ذلك ولا يمكن أن يتصور حصولهما عليها، لأن معايير التحكيم فيها عالمية وتستند لأسس موضوعية في مجال كل فرع من فروعها الخمسة وهي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب والعلوم، وهدف ترشيحهما هو استفزاز غالبية الشعب والتبجح بأن من يهاجموا الإسلام يرشحون لجوائز خدمة الدين.
هيئة علمية
من جهته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، أن المجلس الاعلى للثقافة يرشح للجائزة كغيره من الجهات حيث أن من شروط الترشح لهذه الجائزة أن يكون الترشيح من مؤسسة أو هيئة علمية ولا يحق للافراد بأنفسهم أن يترشحوا، والأزهر يرشح كغيره من الجهات وقد سبق له الحصول عليها كمؤسسة تخدم الإسلام وهو لا يستطيع أن يمنع أحدا وهذا الترشيح لا يعنيه في شئ فليرشح من يرشح من يريد، ولكن على من يرشح أن يعرف أنه بمن يرشحهم يعبر عن نفسه وإن أساء فإنه يسئ لنفسه في المقام الاول ويعريها أمام الناس قبل أن يسئ لغيره ولدين غالبية المصريين.
وشدد على أن هذا الترشيح - إن صح - يؤكد أن هناك أياد خفية في وزارة الثقافة تتحدى القضاء والدولة وتريد أن تستفز مشاعر المسلمين في مصر ،فنجد أن الذي يدينه القضاء يكافأ من الثقافة وكذلك القمني الذي يهاجم الأزهر ويتهمه بالإرهاب ويتطاول على الإسلام يكافئه المجلس الاعلى للثقافة بالترشيح كما سبق أن كافأه من قبل بمنحه جائزة من أعلى جوائز الدولة وهو أمر لا يخدم المصلحة العليا للبلاد.
ولفت إلى أن هذا الترشيح ضد القضاء وضد الناس وضد أصحاب الفكر المعتدل وبدلا من أن ترد وزارة الثقافة من يدعي أن الأزهر منظمة إرهابية وتأخذ بيده إلى الصواب تكافئه معلنة التحدي لمشاعر المسلمين ونحن لا يهمنا الترشيح ولكن يهمنا المصلحة العليا للبلاد، وهناك أياد في وزارة الثقافة يجب أن تراجع ويتم الضرب بقوة من المسئولين عليها لأنها تضر بالفكر والثقافة وبالإسلام.
وأوضح عميد العلوم الاسلامية أن الأزهر لن يضار في شئ وهو يقول كلمة الحق ولا يخشى إلا الله والمصلحة العليا للبلاد، وهو يواجه بحملات منظمة وهي لن تضيره في شئ ولا يظن هؤلاء أنهم يستطيعون استفزازه ولكننا ننبه لخطر استفزاز مشاعر ملايين المسلمين على الوطن.
وتساءل: ماذا قدم هؤلاء إلا الطعن في الدين والثوابت وما الذي سوف تستفيده البلاد من ترشيح لجنة القصة لهما لنيل أرفع الجوائز الإسلامية؟ من رشحهم هدفه إحداث فتنة في المجتمع وهدم مؤسسات الدولة وإثارة الناس على وزارة الثقافة وهي إثارة غير مقبولة في الوقت الحالي.
استخفاف بالثوابت
فيما قال الدكتور عبد الفتاح خضر استاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن السابق بكلية أصول الدين جامعة الازهر بالمنوفية، إن الذي رشح سيد القمني وإسلام بحيري لجائزة تحمل اسم واحد من أعدل ملوك الأرض في العصر الحديث في خدمة الاسلام لمخطئ، لأنه لكل مقام مقال، موضحا أنه من المعلوم أن شعب مصر شعب متدين بالفطرة ، ومن أراده من أي زاوية كانت لا يستطيع إلا من زاوية الدين والتدين، وبما انه قد اتفق القاصي والداني من العقلاء في مصر على كراهية من يسفه العلماء ، ويخفف من وزن السلف الصالح ، ويتصيد الرُّخص ، ويعيش على أكل لحوم العلماء ، وممن لا يرتدع بعلم ، ولا ينزجر بفكر القمني ، وبحيري، فإن ترشح وزارة الثقافة هذين الرجلين لجائزة ما إنما تستخف بالثوابت الوطنية لهذا الشعب.
وأكد خضر، أن ثوابتنا الدينية تحث على أن من وقر العلماء وقّر، وأن من حقر العلماء حقر لكن منطق الذي رشحهما إنما يحكي تقديرا لمن سفه نفسه ، وركب هواه، واتخذه إلها يعبد من دون الله ــ بل من رشحهما إنما يستخف بالأزهر، والأزهر مؤسسة ضامنه للسلم والسلام الاجتماعي .
الثورة الدينية
في ذات السياق، قال الدكتور غانم السعيد استاذ الادب والنقد بكلية اللغة العربية جامعة الازهر بالقاهرة، إن من أعجب العجائب وأغرب الغرائب أن تبحث وزارة الثقافة في جعبتها عن شخصيات قامت بدور بارز ومهم في خدمة الإسلام ليرشحها باسم مصر للفوز بجائزة الملك فيصل وهي جائزة كبرى لها ثقلها ووزنها فلا يجد في هذه الجعبة أحدا قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين إلا شخصيتين هما من آثارا بآرائهما الهجومية على الإسلام والتراث وعلماء المسلمين جدلا واسعا في هذه الفترة الأخيرة، حتى إن أحدهما قد أدانه القضاء المصري بأحكام نهائية واجبة التنفيذ بسبب تطاوله المقزز والخارج عن حدود الخلاف العلمي المعتبر.
وأوضح استاذ الادب والنقد بجامعة الازهر، أنه إذا كان القائمين على الوزارة من المؤيدين لهؤلاء وأمثالهم ممن لا هم لهم إلا تسفيه كل ما يمت إلى التراث بصلة مدعين أن هذه هي الثورة الدينية والتجديد في الخطاب الديني، موضحا أنه لا يمانع اذا كان هذا الترشيح هو رأي شخصي لوزير الثقافة أو القائمين عليها فهم احرار فيما يرونه ، أما أن يرشح هؤلاء باسم وزارة الثقافة التي تمثل جموع الشعب المصري والذي يعد الوزير ممثلا عن الشعب في قيادة هذه الوزارة فهذا أمر مرفوض من جموع هذا الشعب الذي يأبى أن يسفه تراثه ويحقر علماؤه ، وتزدرى مقدساته.
لفت السعيد، إلى أن وزير الثقافة بهذا الترشيح قد ضرب عرض الحائط بكل الاعتبارات التي يجب أن تراعى عند اختيار أي مرشح لهذه الجائزة وأهمها أن يكون المرشح حسن السمعة وغير مدان بأحكام قضائية نافذة ، فكيف يستقيم للوزير أن يرشح شخصية مدانة بحكم قضائي بسبب إزدرائها للإسلام لجائزة عنوانها خدمة الإسلام ؟ مؤكدا أن الوزير بهذا يعد مشاركا بالتشجيع في هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام من بعض الشخصيات التي تخطت كل الخطوط الحمراء في تطاولها على ثوابت الإسلام ، بين متشكك في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحتقر لعلماء الأمة وبين طاعن في القرآن الكريم ذاته ، وبين من يحاول تغييب عقل الأمة ليمسح من ذاكرتها دفاعها عن مقدساتها المسلوبة فالقدس خيالا ووهما، كما أن الكعبة يمكن إقامة مثيلاتها في أي مكان.