أقامت كلية اللغة العربية بالقاهرة بالتعاون مع الرواق الأزهرى والجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية بعنوان «الدراسات العربية والتاريخية فى القديم والحديث» بحضور عدد كبير من عمداء الكليات وعلماء اللغة والباحثين، وجمع كبير من طلبة العلم من أبناء الأزهر الشريف وغيرهم.
وقال الدكتور محمد المحرصاوى، عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، إن كلية اللغة العربية بالقاهرة قضت ما يزيد على ثمانين عامًا فى خدمة اللغة العربية، لم تزد الكلية إلا شبابًا وقوة وحيوية بفضل أبنائها المخلصين، مشيرًا إلى أن الكلية أقامت أربع ندوات فى الأعوام السابقة فى قاعة الإمام محمد عبده بعنوان: «الدراسات العربية والتاريخية فى القديم والحديث».
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، إنه من حسن الطالع الاحتفال بيوم اللغة العربية ليواكب احتفالنا بالمولد النبوى الشريف، مشددًا على أن الله تعالى حارس اللغة العربية والدين الإسلامى، وهى لغة البقاء والارتقاء وستكون هى اللغة الأخيرة الباقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، مشيرًا إلى فخر النبى باللغة العربية فى قوله: «لقد أوتيت جوامع الكلم»، وكأن النبى يزف لنا سر الأسرار وهى لغتنا العربية العالمية، ما جعلها تتماشى مع كل البشر، ويسهل على الجميع نطقها والتحدث بها.
وأضاف الهدهد أن العربية من اللغات الاقتصادية إذ تقتصر الوقت والمال، ذات أرحام وعائلات فى كلماتها، مشيرًا إلى أن جامعة بريطانية أصبحت تسجل وتدون أبحاثها ومذكراتها باللغة العربية؛ لأنهم يعلمون تمام العلم بأن لغتهم فى طريقها للزوال، وأن اللغة العربية هى اللغة الباقية بإذن الله. وقال الدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إنه يجب الاهتمام بتعليم أبنائنا لغتهم العربية بعد ما زرع فى نفوسهم قيمة ومكانة اللغة العظيمة، لافتًا إلى أنه تم تخصيص الحصة الأولى من هذا الأسبوع للتعريف بفضل ومكانة اللغة العربية لأبنائنا فى أكثر من 10 آلاف معهد على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن هناك أكثر من 40 ألف طالب من أكثر من مائة دولة على مستوى العالم يتعلمون اللغة العربية فى الأزهر الشريف، ومعهد الدراسات الخاصة، لافتًا إلى أن قطاع المعاهد الأزهرية لا يتوانى عن تقديم كل ما يساعد على نشر اللغة العربية لكل من يحب أن يتعلمها أو يتقنها من الوافدين.
وأوضح الدكتور محمد مهنا المشرف العام على الرواق الأزهرى، أن اللغة العربية أهم لغات العالم، ويعلم الجميع من مختلف الحضارات والأديان قيمتها وقدرها، وأن علماء الغرب دائما يذكرون فضل العرب عليهم فى نقل الحضارات إليهم، وكانت الوعاء الذى استقت منه جميع اللغات معارفها من العلوم والرياضة والكيمياء والفلسفة وغيرها، وترجمتهم للكثير من العلوم التى لم يستطيعوا أن يعرفوها إلا بعد ترجمتها للغة العربية، مشيرًا إلى أن كلمات اللغة العربية عرفت طريقها للعديد من اللغات الأخرى كاللغتين الإسبانية والبرتغالية وغيرهما، موضحًا أن اصطدام اللغة العربية باللغات الأخرى أدى إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية محلها كما حصل فى العراق والشام ومصر، وإلى انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها الآخر كالفارسية.
وأضاف الدكتور فتحى الملا الأمين العام للجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية أن اللغة العربية كانت قبل القرآن لغة فخر وغزل وحماسة، وبنزول القرآن أصبحت لغة علوم فلك وبلاغة وفصاحة، ونحن نحرص على التواصل مع الجهات المعنية بنهضة اللغة العربية للاسهام فى نشرها حول العالم؛ لتعزيز انتشارها حول العالم؛ لأنه المنفذ الأهم لنشر الإسلام والبوابة الأولى لجذب أكبر عدد من المواطنين حول العالم لأسس ومبادئ الإسلام.
واستنكر الملا على الجهات المسئولة عن اللغة العربية عدم تواصلها وتفاعلها والتنسيق فيما بينها على التفاعل فى تقديمها وعرضها للاستعمال فى المجالات التعليمية والبحثية والحياتية والإعلامية، وهى المجامع اللغوية وكليات اللغة العربية ووزارات التربية والتعليم والتعليم العالى ووزارتى الثقافة والإعلام، مطالبًا بسن قوانين تتضمن عقوبات لمن يخرج على لغتنا الجميلة وعلى ضوابطها وقواعدها.
أقيم على هامش الحفل، بعض العروض المسرحية والإنشاد الدينى للطلاب الوافدين، ومعرض للخط العربى، ومعرض للكتاب لدار الكتب والوثائق القومية.
لطفى عطية وهبة نبيل