| 29 مارس 2024 م

خبراء ومثقفون: وثيقة “الأخوة الإنسانية”.. “خارطة طريق من نوع خاص” فى أروقة الأمم المتحدة

  • | الأربعاء, 2 أكتوبر, 2019
خبراء ومثقفون: وثيقة “الأخوة الإنسانية”.. “خارطة طريق من نوع خاص” فى أروقة الأمم المتحدة

د. سعد الزنط: الإمام الأكبر ممثل جيد للإسلام ويحظى باحترام العالم كله

المستشارة تهانى الجبالى: الوثيقة تحارب ردة الضمير الإنسانى عن القيم النبيلة للأديان

الكاتبة سكينة فؤاد: الأمم المتحدة أمامها فرصة لإنهاء الصراعات وقطع الطريق على المتطرفين

يمثل اعتراف الأمم المتحدة بوثيقة الأخوة الإنسانية كوسيلة لنشر التسامح والقضاء على التمييز بسبب المعتقد فلسفة جديدة لقيم الأديان واجندة من نوع خاص تساعد فى إنهاء الصراعات والحروب فى العالم تعيد للإنسانية حياة الأمن والسلام التى أرادها الله تعالى للإنسانية كلها بعد الردة التى يعيشها الضمير الإنسانى إزاء انقلابه على تعاليم السماء..

 

يقول الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال: بالرغم من أن منظمة الأمم المتحدة يفترض أنها المسئولة عن إدارة النظام العالمى وكانت الاجتماعات فيها تعقد لمناقشة قضايا السياسة، والأمن إلى جانب وجود هيئات أخرى تابعة لها تهتم بقضايا أخرى مثل اليونيسف واليونيسكو وغيرهما لكن الأمر الجديد والمدهش عندما تشجع الأمم المتحدة وأمينها العام والرئيس الأمريكى ترامب وثيقة إنسانية تعلى من القيم والأخلاق التى تنادى بها كافة الأديان السماوية فهذا يدل على أن الأمم المتحدة تقوم بمحاولة إيجاد ارضية مشتركة بين قادة الأديان الكبرى فى العالم، وهى الإسلام، والمسيحية، ولأن وثيقة الأخوة الإنسانية ليست منشئة لشىء جديد وانما حقيقتها أنها كاشفة، ومؤكدة لحقيقة دور الأزهر الشريف فى ترسيخ مفهوم الإسلام الوسطى البعيد عن التطرف ويحمد للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعيه ووقوفه صامدا فى بيان هذا الأمر للأمة العربية، والإسلامية، وللعالم كله بعدما تراجعت مذاهب وتوجهات إسلامية فى بعض الدول العربية. خصوصاً بعد موجة الربيع العربى التى اجتاحت معظم المنطقة العربية، وتخلف عنها جماعات الإرهاب والتكفير مثل داعش واخواتها.

ويؤكد الزنط أن الأديان السماوية كلها من عند الله سبحانه وتعالى، وتتفق فى جزئية الأخلاق، والقيم والعيش، وبذلك لا وجود لمسألة صراع الحضارات أو الأديان هذه مشاكل اثيرت من المتطرفين فى كافة الأديان بهدف السيطرة والاستعمار، والتعالى والتميز تحت عناوين الجنس، أو العرق، أو الطائفة أو المذهب فى الدين الواحد، أو فى كافة الأديان. ليكون ذلك مسوغاً للاحتلال ونهب ثروات الشعوب، وطمس الحضارات لأمم معينة لحساب امة ما، والان بعد صدور هذه الوثيقة من قادة أكبر ديانتين سماويتين وهما الإسلام والمسيحية فهذا يدلل على مدى الرقى والاحترام بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان. لا سيما وان فضيلة الإمام الأكبر قضى جزءا من حياته العلمية والأكاديمية فى فرنسا، وهو رجل راقى الفكر برغم أنه من أسرة متدينة وهو نفسه رجل متدين إلا أن تدينه لم يخرج إلى حيز الجمود، والتقليد. وهو ممثل جيد للدين الإسلامى، ويحترم من كافة الأديان، وهذا امر مطلوب لأن العالم يتغير، وهناك إعادة صناعة لأمن إقليمى جديد وإحدى ادواته اذابة جغرافيا وتاريخ المنطقة، فصنع مثل هذه الوثيقة يؤكد أن الإسلام دين سلام، وتعايش، وتعاون مع الإنسانية كلها، ولا يقصى الآخر مطلقاً. هذا إلى جانب أن الأمين العام للأمم المتحدة وهو برتغالى الأصل، وكان وزير خارجية إلا أنه رجل متدين، ومثقف وعنده ارتباط خاص بالحضارات الشرقية. وكذلك بابا الفاتيكان وهو الممثل للكنيسة الكاثوليكية وهى أكبر كنيسة مسيحية فى العالم، وعندما اتى إلى مصر منذ عامين وكانت الزيارة مقدمة لما تم التوقيع عليه وعند لقائه بالبابا تواضروس تحدث عن الخلاف بين الكنيستين الكاثوليكية، والأرثوذكسية وتمكن من إنهاء الخلاف بينهما.

من جانبها، تنبه المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا الأسبق، إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية سابقة لم تحدث من قبل، بأن يصدر رموز الديانتين الكبيرتين الإسلام والمسيحية، وثيقة للأخوة الإنسانية فى عالم افتقد الضمير الإنسانى، والضمير الإنسانى دائماً يكون موجودا بقوة فى قادة الفكر والرأى والمصلحين، ففضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان كسرا الحاجز فى فقد وجود دور المصلحين والمفكرين، خصوصاً ونحن الآن نفتقد للدور الإنسانى للمفكرين، فوثيقة الأخوة الإنسانية فى هذه المرحلة تنبيه لخطورة ما تمر به البشرية من منعطفات فكرية جامدة، ومتطرفة، وصراعات سياسية على أساس دينى لطمس تاريخ وجغرافية مناطق بعينها، يقف وراءها أباطرة تجارة السلاح فى العالم.

وتنبه الجبالى إلى أن الوثيقة فرصة جيدة تفتح الأبواب المغلقة أمام تشكيل ضمير إنسانى عالمى جديد، لأن عظمة الوثيقة جاءت من محاربة الردة عن القيم الدينية النبيلة، وكذلك قيم الإنسانية الاصيلة، ويمكن أن تكون سندا قويا لكل المفكرين والمثقفين والمبدعين لكسر حاجز المصلحة المادية الذى رسخ الآن فى العالم ليكون أساس العلاقات بين الأمم، فجاءت الوثيقة لترسخ أن قيم الأديان ومكارم الأخلاق هى الطريق الوحيد لسعادة البشرية، وإنهاء الصراعات وهذا ظهر واضحاً من اهتمام الأمين العام للأمم المتحدة بالوثيقة، وهذا الاهتمام يمكن أن يعطيها شرعية دولية، خصوصاً وان الاعتراف بالوثيقة فى اروقة الأمم المتحدة يقطع الطريق أمام الجماعات المسلحة، والكيانات الإرهابية، والطائفية أن تتمسح وتتستر بأفعالها الاجرامية وراء ستار الأديان.

من جانبها تدعو الكاتبة سكينة فؤاد الأمم المتحدة أن تكون الوثيقة نبراساً وقنديلاً هادياً لمرحلة جديدة فى العالم، تقام فيها العدالة الدولية، وان تنتبه الأمم المتحدة لعظمة هذه الوثيقة خصوصاً أنها صادرة من قامتين عظيمتين بحجم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان، وهذا يقطع الطريق أمام المتنطعين، والمتطرفين، والطامعين فى الثروات، والبلاد الذين يتكسبون من إراقة الدماء.

وتوضح فؤاد أن الأمم المتحدة أمامها فرصة قوية لإنهاء حالات كثيرة من الصراع إذا اخذت قيم هذه الوثيقة وفعلتها بآليات جدية تنهى غياب العدالة، وتعالى القوى الكبرى على القيم الدينية، والإنسانية، والقوانين الدولية، وانحيازها لقوى معينة لحسابات المصلحة على حساب الضعفاء من الدول الفقيرة، والأقليات على مستوى العالم. لذلك فإن العالم كله ومنظمة الأمم المتحدة أمام منعطف وظرف تاريخى قلما يتكرر فى ظل التغيرات السريعة لصراع الحضارات، والحروب الدينية، والطائفية أن توجد مثل هذه الوثيقة المؤكدة لقيم ومكارم الأخلاق وهى القاسم المشترك فى الأديان السماوية كلها. لذلك فهناك واجب يجب أن تقوم به الأمم المتحدة وكل اجهزتها وجميع الدول الأعضاء فيها بأن يتخطوا مواقف تسجيل الاعجاب، والاشادة بالوثيقة، ويستبقوا خطط ونتائج الصراعات بتفعيل بنود تلك الوثيقة حتى تنعم جميع شعوب الإنسانية بالأمن، والاطمئنان.

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg