| 29 مارس 2024 م

أخبار

العلماء فى ذكرى "تحويل القِبْلة": نحتاج لتوجيه القلوب نحو الحب والمودة

  • | الأحد, 14 أبريل, 2019
العلماء فى ذكرى "تحويل القِبْلة": نحتاج لتوجيه القلوب نحو الحب والمودة

العلماء فى ذكرى "تحويل القِبْلة": نحتاج لتوجيه القلوب نحو الحب والمودة

د. خالد نصر: قيام ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها له ثواب عظيم

د. إلهام شاهين: شهر رفع الأعمال إلى الله ويستحب الإكثار فيه من القربات

فى ليلة النصف من شعبان التى تحولت فيها القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام علينا أن نحول الشحناء والبغضاء إلى فتح صفحة جديدة مع الله ومع الناس بالالتزام بالأخلاق يجب أن نحول قبلة الحياة إلى الحب والمودة والأمن وما ينفعها، بتحويل معاصينا إلى طاعات لتطهير النفوس وحصد الثواب والحسنات وتجنب السيئات حتى نكون أبطالاً فى الطاعة وفرساناً فى القرب من الله سبحانه وتعالى فى رمضان.

يؤكد الدكتور خالد عبدالعال نصر، الأستاذ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، أن إحياء ليلة النصف من شعبان بتلاوة القرآن وقيام الليل والإكثار من الدعاء وإصلاح ذات البين وترك الشحناء والبغضاء استعدادا لشهر رمضان والعمل على رفع قيم المحبة والمودة، فلا يعقل أن يقدم علينا رمضان ونحن فى شحناء وبغضاء،  وعلينا فتح صفحة جديدة مع الله ومع الناس بالالتزام بالأخلاق  وأن نحول قبلة الحياة إلى الحب والمودة والأمن والامان وان نعمل لخدمة مصرنا وما ينفعها بأن يخلص كل منا فى عمله، فيبدأ بنفسه، هذا هو الاحتفال الحقيقى خاصة عندما تكون ذنوبنا كثيرة وتتراكم وتأتى مواسم الطاعات والنفحات لتكون كفارة للذنوب وترك الشحناء فهى ليلة الشفاعة لمن يمتثل بسنة النبى عليه الصلاة والسلام.

وأشار نصر إلى أن ليلة النصف من شعبان لها فضائل عظيمة أوردتها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف إلا لمشرك أو مشاحن) وقد أجمع المسلمون فى كافة العصور والأزمان منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، حتى وقتنا هذا على أن ليلة النصف من شعبان هى ليلة طيبة، لها منزلتها العظيمة عند الله تعالى، وخلالها يتم قراءة القرآن والتصدق فيها، كما يفضل فيها على المسلمين قيام الليل وترك المشاحنة والخصام، وهى ليلة لها مكانة فى قلوبنا، وفيها يطلع الله سبحانه وتعالى على المسلمين.

ومن الأدعية المحبب الدعاء بها ليلة النصف من شعبان أن نتوجه إلى الله بقول: «اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ شَقِياً أَوْ مَحْرُوماً أَوْ مَطْرُوداً أَوْ مُقَتَّراً عَلَيَّ فِى الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِى وَحِرْمَانِى وَطَرْدِى وَإِقْتَارَ رِزْقِى، وَأَثْبِتْنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيداً مَرْزُوقاً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِى كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: «يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»، إِلهِى بِالتَّجَلِّى الْأَعْظَمِ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِى يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ».

وتؤكد الدكتورة إلهام شاهين، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن لشهر شَعْبَانُ منزلة خاصة فى الإسلام، وهو شهر رفع الأعمال إلى الله تعالى، حيث إن أعمال العباد تُرفع إلى ربهم عز وجل فى يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع، وتُرفع فى شهر شعبان من كل عام، ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يُكثر الصيام فيه، مصداقاً لما رُوى عن أسامة بن زيد رضى الله عنه أنه سأل النبى - عليه الصلاة والسلام- عن سبب كثرة صومه فى شهر شعبان، فأجابه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملى وأنا صائمٌ).

وأشارت شاهين إلى أنه إذا كان النبى - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا بذلك فعلى كل من قصر فى عبادة من العبادات طوال العام أن يسرع باستكمالها بالقضاء صلاة أو صوماً أو زكاة أو حقوقاً للعباد، وأن يزيد على ذلك حتى يتقبل الله منه القضاء وان يحرص على أن يكون من القائمين فى ليلة النصف من شعبان عسى أن يجعله الله من عتقاء تلك الليلة، فقد أخبر رسول الله  - صلى الله عليه وسلم- أن فى شهر شعبان ليلة عظيمة؛ وهى ليلة النصف من شعبان،

واذا كان لشعبان فضائل فيكفيه، فضلا عن أنه يسبقه شهر حرام ويليه شهر صيام، ومما يذكر له من فضائل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شهر شعبان وفى ذلك تقول أم المؤمنين عائشة: «كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه فى شعبان»، حرصاً منه على تحصيل ثوابه وإحراز فضله واغتنام خيراته.

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة: النصف من شعبان
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg