| 29 مارس 2024 م

أخبار

وفد أزهرى رفيع المستوى يشارك فى الملتقى السادس لخريجى الأزهر بإندونيسيا

  • | الأربعاء, 31 يوليه, 2019
وفد أزهرى رفيع المستوى يشارك فى الملتقى السادس لخريجى الأزهر بإندونيسيا

وكيل الأزهر:

•بادرنا بمكافحةِ الفكرِ الإرهابيِّ والتكفيريِّ عبر مساراتٍ متناغمةٍ ترتكزُ على التوظيفِ الأمثلِ للتكنولوجيا الحديثة

•لا يمكنُ إغفالُ الدورِ المتعاظِمِ الذى تضطلعُ به المنظمةُ العالميةُ لخريجى الأزهرِ عبرَ فروعِها الممتدةِ بالداخلِ والخارجِ

•أتمنى من العلماء تكثيفَ جهودِهم لترسيخِ فقهِ المواطنةِ فى عقولِ المواطنين

•افتتاحُ مسجدِ «الفتاحِ العليمِ» وكنيسةِ «ميلادِ المسيح» بالعاصمةِ الإداريةِ الجديدةِ أنموذجاً مُلهِماً يُثرى الحضارةَ الإنسانيةَ

الأمير: مبدأ الحفاظ على الأوطان ترسخه شريعة الإسلام

 

شارك وفد رفيع المستوى من الأزهر الشريف والمنظمة العالمية لخريجى الأزهر فى الملتقى السنوى السادس لخريجى الأزهر الشريف وفى احتفال الذكرى السنوية لجمعية نهضة وطن الإندونيسية، ترأس الوفد فضيلة الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، وضم الوفد فضيلة أ.د. محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر، والسيد. أسامة ياسين، نائب رئيس المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، وأ.د. عبدالدايم نُصير، مستشار شيخ الأزهر وأمين عام المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، وألقى فضيلة الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر كلمة خلال مشاركته فى الذكرى السنوية لجمعية نهضة الوطن بإندونيسيا على هامش مشاركته فى الملتقى السادس لفرع منظمة خريجى الأزهر باندونيسيا.

نقُلَ فيها تحياتِ فضيلةِ الإمامِ الأكبرِ الأستاذِ الدكتورِ أحمد الطيب، شيخِ الأزهرِ الشريفِ، واعتزازَه بأبنائِه الطلابِ والطالبات الإندونيسيين، الذين ينهلون العلومَ الشرعيةَ والإنسانيةَ بكلياتِ الأزهرِ ومعاهدِه، وفى أروقته التى يفوحُ من جنباتِها عَبَقُ التاريخِ، من خلالِ منهجٍ حوارىٍّ رصينٍ ينطلقُ من كنوزِ التراثِ إلى آفاقِ المعاصَرَةِ؛ بما يُربِّى الدارسين على التعدديةِ الفكريةِ والتنوعِ الثقافي؛ ويُؤهلُهم للإسهامِ الفعَّالِ فى إثراءِ الحضارةِ الإنسانيةِ.

وأكد وكيل الأزهر على متانةِ العلاقاتِ المصريةِ الإندونيسيةِ، وامتدادِها لعشراتِ السنين، حيث كانت مصرُ من أوائل الدول التى اعترفت بجمهوريةِ إندونيسيا، ومنذ ذلك الحين والعلاقاتُ الثنائيةُ تنمو فى شتى المجالات، ويتطلعُ البلدان للعمل سوياً والارتقاءِ بها إلى آفاقٍ رحبةٍ تُمَّهد الطريقَ إلى شراكةٍ حقيقيةٍ تُلبى طموحاتِ الشعبينِ الشقيقين، وفى هذا الإطارِ يسعى الأزهرُ الشريفُ إلى تعزيزِ روابطِ التعاونِ العلميِّ والثقافيِّ مع الجانبِ الإندونيسيّ؛ بما يُسهمُ فى إرساءِ تعاليمِ الإسلامِ السَّمْحَةِ، وترسيخِ الفَهمِ الحقيقيِّ للدينِ الحنيفِ، كما أراده اللهُ تعالى، وبلَّغَهُ سيدُنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- والتصدى لهذه الشرذمةِ الشاردةِ التى تُحاولُ استقطابَ الشبابِ من هنا وهناك إلى جماعاتٍ ضالَّةٍ ومُضلِّلةٍ تتخذُ من التأويلاتِ المنحرفةِ ذريعةً لإراقةِ الدماءِ المعصومةِ فى محاولةٍ بائسةٍ لشرعنةِ الإرهابِ والقتلِ والخرابِ والتدميرِ.

وأوضح أن مؤسسة الأزهر على وعى كاملِ بخطورةِ هذه السمومِ الفكريةِ على الناشئةِ التى تتخذُ من الفضاءِ الإلكترونيِّ المستباحِ أداةً لتجنيدِ متطرفينَ جُدُدٍ فى معسكراتِ الشرِّ؛ وقد بادر الأزهرُ الشريفُ بمكافحةِ الفكرِ الإرهابيِّ والتكفيريِّ عبر مساراتٍ متناغمةٍ ترتكزُ على التوظيفِ الأمثلِ للتكنولوجيا الحديثة، وتعتمدُ على جيلٍ جديدٍ من خريجى الأزهرِ تم تأهيلُهم ليكونوا دعاةَ خيرٍ وسلامٍ فى مصرَ والعالمِ أجمع، فكان مركزُ الأزهرِ العالميُّ للفتوى الإلكترونيةِ ومكافحةِ التطرفِ علامةً بارزةً فى رصدِ كل الشبهاتِ التى تُرَّوجها هذه الطغمةُ الباغيةُ والردِّ عليها بالحُجَّةِ والبرهانِ والسندِ والدليلِ القاطعِ وذلك بمختلَفِ اللغاتِ، إضافةً إلى الإجابةِ العلميَّةِ الشَّافيةِ على أسئلةِ واستفساراتِ المستفتينَ، جنباً إلى جنبٍ مع القوافلِ الدعويةِ التى تنتشرُ فى مختلَفِ أنحاءِ مصر، وتنطلقُ إلى سائرِ بُلدانِ العالمِ؛ لإرساءِ دعائمِ الأخوةِ الإنسانيةِ وقيمِ السلامِ العالميِّ وركائزِ الاستقرارِ المجتمعيِّ وأسسِ التعايشِ السلميِّ.

وأشار وكيل الأزهر إلى أنه فى هذا المضمارِ، لا يمكنُ إغفالُ الدورِ المتعاظِمِ الذى تضطلعُ به المنظمةُ العالميةُ لخريجى الأزهرِ عبرَ فروعِها الممتدةِ بالداخلِ والخارجِ حيثُ تحتضنُ أئمةَ ودعاةَ العالمِ؛ لتأهيلهم لأداءِ واجبِهم المقدسِ فى تبليغِ أمانةِ العلمِ الشرعيِّ، ومواجهةِ الفكرِ الإرهابيِّ، وتفنيدِ الشبهاتِ، وتوعيتِهم بموقفِ الإسلامِ من القضايا المعاصرةِ، بينما يعكُفُ «سفراءُ الوسطيةِ» على نشرِ قيمِ الإسلامِ وتفكيكِ الفكرِ المتطرفِ، بمختلَفِ أصقاعِ الدنيا، إضافة إلى جهودِها الواضحةِ فى تعليمِ لغةِ القرآنِ لغيرِ الناطقينَ بها.

الجمعُ الكريمُ،

كما أكد الشيخ صالح عباس أنَّ المواطنةَ -كما فى وثيقة المدينة المنورة- حقوقٌ وواجباتٌ ينعَمُ فى ظلالِها الجميعُ، وَفْقَ أسسٍ ومعاييرَ تُحقِّقُ العدلَ والمساواةَ، وقد رفضَ فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ مصطلحَ الأقلياتِ المسلمةِ؛ باعتبارِه مصطلحاً وافداً تُنكرُه ثقافتُنا الإسلاميةُ؛ إذ يحملُ فى طياتِه بذورَ الإحساسِ بالعُزْلَةِ والدونيَّةِ، ويُمَّهدُ الأرضَ لبذورِ الفتنِ والانشقاقِ، بل يُصادر ابتداءً على أى أقلية كثيراً من استحقاقاتِها الدينيةِ والمَدنيةِ.

وأتمنى على علماء الدين فى العالم، تكثيفَ جهودِهم الراميةِ لترسيخِ فقهِ المواطنةِ فى عقولِ المسلمين؛ لينشأَ أولادُنا على ثقافةِ التعايش المشترَكِ والاندماجِ الإيجابيِّ، فتكونَ جبهاتُنا الداخليةُ عصيةً على الاختراقِ، وقد جسَّد «بيتُ العائلةِ المصريةِ»، أنموذجاً فى التسامحِ الدينيِّ، يستهدفُ إرساءَ دعائمِ الأخوةِ الوطنيةِ بين جناحى الأمةِ، ويُعدُّ افتتاحُ مسجدِ «الفتاحِ العليمِ» وكنيسةِ «ميلادِ المسيح» بالعاصمةِ الإداريةِ الجديدةِ أنموذجاً مُلهِماً يُثرى الحضارةَ الإنسانيةَ، ويبعثُ برسالةِ سلامٍ للعالمِ، ترتكزُ على التآخى بين الأديانِ، وتعكسُ الأخوةَ والمودةَ المتبادَلةَ بين المصريينَ من المسلمينَ والمسيحيينَ.

وأعتقدُ أنَّ جمعيةَ «نهضةِ العلماءِ» تمضى على طريقِ المواطنةِ؛ لتُترجِمَ صحيحَ الإسلامِ فى أنموذجٍ آخرَ للتسامحِ الدينى يُؤسسُ للتعايشِ المشتركِ والأخوةِ الوطنيةِ بين المواطنينَ الإندونيسيين؛ بما يُحقق تعاليمَ ديننِا الحنيفِ وقيمَه الساميةَ.

الإخوةُ والأخواتُ،

وشدد وكيل الأزهر على أن هذا التشويهَ المتعمَّدَ لصحيحِ الإسلام ووصمَه زوراً وبهتاناً وافتراءً بالإرهاب يأتى فى مقدمةِ التحدياتِ التى تهددُ خيرةَ رجالِ الأمةِ وثروةَ مستقبلِها، ولا أرى سبيلاً للمواجهةِ الفكريةِ وتحصينِ فلذاتِ أكبادِنا من هؤلاء المفسدين فى الأرض، المحاربين للهِ ورسولِه، سوى تنسيقِ الجهودِ الدوليةِ لبناء الوعى الدينى السليمِ من خلالِ تعظيمِ دورِ التعليمِ فى تكوينِ العقولِ النَّيِّرةِ، بحيث تُعالِجُ المناهجُ الدراسيةُ الشبهاتِ المعاصرةَ، على النحو الذى انتهجه الأزهرُ بإقرارِ مادةِ الثقافةِ الإسلامية، إضافةً إلى تعزيزِ دورِ الأسرةِ فى رعايةِ أبنائِها، وأتمنى على كل مؤسسات المجتمع المدنى الإسهامَ الفعَّالَ فى هذه الجهودِ التوعويةِ المنشودة.

نريد دعاةَ خيرٍ وسلامٍ، بناةَ حضارةٍ يُسهمون بإخلاصٍ فى نهضة أوطانهم والارتقاءِ ببُلدانِهم إلى مصافِّ الدُّوَلِ المتقدمةِ؛ فلنعمل سوياً لبناء الوعى الدينيّ والوطنيّ والأخلاقيّ لدى الناشئةِ منذ نعومةِ أظفارِهم؛ حتى لا يكونوا فريسةً سهلةً فى يدِ «خفافيشِ الظلام»، ووقوداً للدمارِ والخرابِ.

وأكد فضيلة أ.د / محمد أبوزيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر فى كلمة ألقاه بملتقى خريجى الأزهر فى إندونيسيا على أن مبدأ الحفاظ على الأوطان ترسخه شريعة الإسلام، مبيناً أن مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة التى دعا إليها رسول الله «حفظ النفس والعقل والمال والدين والنسل»؛ لا تتحقق إلا بالحفاظ على الوطن.

افتتاح أول مركز لتعليم اللغة العربية بإندونيسيا

ألقى فضيلة الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر كلمه خلال مشاركته فى افتتاح مركز تعليم اللغة العربية بإندونيسيا على هامش مشاركته فى الملتقى السادس لفرع منظمة خريجى الأزهر بإندونيسيا أكد خلالها على عمق العلاقةٌ الفريدة التى تربطُ الأزهرَ الشريفَ بدولة إندونيسيا والتى تسودُها المحبةُ والتقديرُ والاحترامُ والإجلال.

وأشار إلى وجود قواسمُ مشتركة تربطُ بين الشعبين فالشعبُ الإندونيسى مشهودٌ له بالتسامحِ والوُدِّ والعيشِ المشترك، ولعل ذلك هو السرُّ وراءَ إصرارِ الإندونيسيين على إرسالِ أبنائِهم لتلقى العلمِ الشرعى فى الأزهرِ الشريف دونَ غيرِه من جامعاتِ العالمِ الإسلامى، إيماناً منهم بأن هؤلاء الأبناءَ سيعودون إليهم وقد تعززتْ لديهم تلك السماحةُ الفطريةُ بما يُؤَصَّلُ لها من قيمِ وتعاليمِ الشريعةِ الإسلاميةِ وَفْقَ المنهجِ الأزهريِّ الوسطيِّ المنضبطِ الذى يرفضُ التعصبَ والانغلاقَ، ويرسِّخُ قيمَ التعدديةِ والتعايشِ السِّلمى وقَبولِ الآخَر، فالمنهجُ الأزهرى يرفضُ رفضاً قاطعاً فكرَ العنفِ والتكفيرِ.

وأوضح الشيخ صالح عباس أن العلاقات المصرية الإندونيسية تعودُ إلى قرونٍ عدة، وقد سكن طلابُ إندونيسيا فى أحدِ أروقةِ الجامعِ الأزهرِ وهو الرواقُ الجاويُّ نسبة إلى جزيرة جاوة أكبر جزر الأرْخَبيلِ الإندونيسى، وما زال هذا الرواق موجوداً حتى اليومِ فى حرمِ الجامعِ الأزهر، وثمةَ رواقٌ آخر مخصصٌ لإندونيسيا يسمى رواقَ إندونيسيا، أسسه طلابُ إندونيسيا منذ قرابة أربعةِ أعوامٍ يقومُ بعددٍ من الأنشطة منها إصدارُ مجلة أزهرى باللغة الإندونيسية للدفاع عن الفكر الوسطى. وهناك اتفاقيةُ تعاونٍ بين الأزهرِ الشريفِ ووزارةِ الشئونِ الدينيةِ الإندونيسيةِ لإنشاءِ العديدِ من المعاهدِ الابتدائيةِ والإعداديةِ والثانويةِ تقوم بتدريسِ المناهجِ الشرعيةِ،

بالإضافة إلى اتفاقيةِ تعاونٍ مشتركٍ بين جامعةِ الأزهرِ والجامعاتِ الإندونيسية فى شتى المجالاتِ العلميةِ والأكاديمية، كما أُنشئتْ كليةُ الدراساتِ الإسلاميةِ لتدريسِ المناهجِ الأزهرية بجامعةِ شريف هداية الله الإسلاميةِ بجاكرتا.

كما تأسس فرعٌ للمنظمةِ العالميةِ لخريجى الأزهرِ فى الثانى من مايو عامَ 2010م.

وأشار إلى حرص فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ - على زيارة إندونيسيا، وآخرها زيارةُ فضيلته فى شهر مارس الماضى، حيث ألقى فضيلته كلمةً فى افتتاح المؤتمر العالمى حول الوسطية فى الإسلام، وما زال صدى الزيارةِ والحفاوةِ التى اُستُقبل بها مستمراً لم ينقطع.

وقد تُوِّجَتْ هذه العلاقةُ القويةُ اليومَ بإنشاءِ أولِّ مركزٍ لتعليمِ اللغة العربية لغير الناطقين بها خارجَ حدودِ جُمهوريةِ مصرَ العربيةِ، هنا فى بلدكم الطيب وبتوجيهاتٍ من فضيلةِ الإمامِ الأكبر وبجهدٍ محمودٍ ومشكورٍ من القائمين على المنظمة العالمية لخريجى الأزهر تم اختيارُ أفضلِ العناصرِ من معلمى مركزِ الشيخِ زايد أكبرُ مركزٍ لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ليس فى الأزهرِ فحسب بل فى العالمِ كلِّه... وما ذلك إلا لمكانة بلدِكم فى قلوبِ المصريين جميعاً، وأدعو اللهَ تعالى أن يكون هذا المركزُ منبراً شامخاً لنشرِ اللغةِ العربيةِ لغةِ القرآنِ الكريمِ، مَلِكَةُ لغاتِ العالم، أكثرُ اللغاتِ تحدثاً ونطقاً، إحدى اللغات الست الرسميةِ ولغاتِ العملِ المقررةِ بالجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ ولجانِها الرئيسية. أغزرُ لغةٍ فى التاريخ بعددِ مفرداتها؛ فقد بلغ عددُ مفرداتها اثنتى عشرةَ مليونِ مفردة، بينما لا يتجاوز عددُ مفرداتِ اللغةِ الفرنسيةِ مائةً وخمسين ألفِ مفردة، والروسيةِ مائةً وثلاثين ألف، والإنجليزيةِ الأكثر انتشارا عالميا لا يتجاوز عددُ مفرداتها ستمائةَ ألفِ مفردةٍ، ما يعنى أن عددَ مفرداتِ اللغة العربيةِ يساوى خمسةً وعشرينَ ضعفَ عددِ مفردات اللغة الإنجليزية.

مؤتمر الوسطية بمعهد بيت القرآن بإندونيسيا

يؤكد: الوسطية شاملة لكلِّ قضايا الإنسانِ

الوسطيةُ فى الإسلامِ لا تقتصرُ على المسلمين بل تمتدُّ للتعاملِ مع جميعِ البشر

معيارُ الوسطيةِ الحقيقيُّ ينحصرُ فى إقامةِ العدلِ بين الناسِ

قال فضيلة الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، خلال مشاركته فى مؤتمر الوسطية بمعهد بيت القرآن بإندونيسيا على هامش مشاركته فى الملتقى السادس لفرع منظمة خريجى الأزهر بإندونيسيا إن المسلمُ الحقُّ: مشغولٌ بإيمانِه.والمسلمُ المتشددُ: ينشغلُ بإيمانِ غيرِه.والمسلمُ الحقُّ: يسعى لنفسِه ولغيرِه لبلوغِ الجنة. والمسلمُ المتشددُ: يسعى لإثبات أن غيره سيدخلُ النارَ.

فالمسلمُ الحقُّ: يبحث للآخرين عن الأعذارِ ليغفرَ لهم الأخطاءَ والزَّلاتِ عملا بالقولِ الشائعِ: (التمس لأخيك بضعاً وسبعين عذراً) المأخوذ من مضمون الحديث الصحيح الذى رواه أبوداوُد فى سننه عن عبدالله بن عمر -رضى الله عنهما- قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ نَعْفُوا عَنْ الْخَادِمِ؟، فَصَمَتَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ فَصَمَتَ فَلَمَّا كَانَ فِى الثَّالِثَةِ قَالَ: اعْفُوا عَنْهُ فِى كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً».

المسلمُ المتشددُ: يفتشُ عن أخطاءِ الآخرينَ وهفواتِهم لمعاقبتِهم والتكلمِ عنها.

مؤكدا أن هذا هو الفارق بين التشددِ والتوسطِ، وقد وصف المولى سبحانه وتعالى أمة الإسلام بأنها الأمة الوسط؛ فقد قال سبحانه: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}.

وأوضح وكيل الأزهر أن الوسطية شاملة لكلِّ قضايا الإنسانِ؛ وكانت نصائحُ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم- دائما الدعوةُ إلى التيسيرِ والتبشير فقد قال لمعاذ وأبى موسى لما بُعثا إلى اليمن: يسّرا ولا تعسّرا وبشّرا ولا تنفّرا وتطاوعا ولا تختلفا.

والمولى سبحانه وتعالى ما أمر بأمرٍ إلا وللشيطانِ فيه نزغتان: إما إلى تفريطٍ وإضاعة، وإما إلى إفراطٍ وغُلُو، ودينُ اللهِ وسطٌ بين الجافى عنه والغالى فيه، كالوادى بين جبلين، والهُدَى بين ضلالتين، والوسط بين طرفين ذميمين.

وتلك هى الوسطيةُ فى الإسلامِ ولا تقتصرُ الوسطيةُ على التعاملِ مع المسلمين فحسبْ بل تمتدُّ للتعاملِ مع جميعِ البشر.

وبالوسطيةِ يَجنى المجتمعُ ثمراتٍ كثيرةً، وتحصُلُ الخيراتُ وتبلغُ المصالحُ والغاياتُ، ويتحققُ الاستقرارُ والتلاحمُ، وينتشرُ التآلفُ والتراحمُ وتُعصَمُ الأنفسُ، وتصانُ الدماءُ، وتُحفَظُ الأموالُ والأعراضُ، ويُغلقُ الطريقُ أمامَ الأفكارِ المنحرفةِ والهدامة.

وطالب وكيل الأزهر بضرورة النأى عن ضبابية مفهوم الوسطية وتلويناته؛

فمعيارُ الوسطيةِ الحقيقيُّ ينحصرُ فى إقامةِ العدلِ بين الناسِ، ورعايةِ الأسرِ الفقيرةِ وتحسينِ أحوالِ معيشتها، وتوفيرِ فرصِ العملِ المناسبةِ للشباب، والقضاءِ على الأميةِ الثقافيةِ والفكريةِ، ونبذِ الخلافِ والصراعِ والتشددِ، وصناعةِ القدوةِ من القادةِ والزعماءِ ورجالِ الدينِ والمعلمين.

هذه تعاليمُ دينِنا، وذلك هو المدلولُ الحقيقيُّ للوسطيةِ الذى ننشدُه.

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg